يمرُ المجتمع الغزي في هذه الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك ، ومع اقتراب عيد الفطر السعيد ، بأجواء جميلة تحمل البهجة في نفوس الناس ، لم يعايشوها في العام الماضي بسبب الحرب ، وفي نفس الوقت تعد الأوقات الأصعب التي يمر بها القطاع منذ زمن .
وقد نلاحظ اختلافاً خلال هذه السنة والعامين الماضين ، حيث الأوضاع تزداد سوءاً يومِ بعد يوم ، فكان أوسطهِن الحرب ، حيث قال بعض المواطنين الغزيين بأن الأوضاع في السنة الماضية وخلال الحرب على غزة ، كانت أفضل من هذا العام .
ومن ناحيته يقول أبو يوسف الذي كان يتجول في سوق الشيخ رضوان مع طفليه ، والذي كانت قد أصيبت زوجته خلال الحرب على غزة ، "بالنسبة للسنة الماضية وفي ظل وجود الحرب ، كان الأمر مفروض فكنا نموت شهداء ونحنُ شامخين وهذا أمر محتم علينا ، أما اليوم فنحن نموت جوعاً وقهراً ، وأضاف "أبو يوسف" : بأن لولا المساعدات التي تأتيهم من المؤسسات الخيرية وفاعلي الخير ، لما كان اليوم هنا في السوق" .
وقالت أم شادي التي كانت تتجادل مع أحد باعة البسطات ، لكي يخصم لها بعضاً من مبلغ القميص : " نلجأ للشراء من البسطات لأنها توفر علينا كثيراً ، فأسعارها باتت أقل من أسعار الملابس داخل المحلات لأن البسطات لا تدفع ضرائب ولا تدفع إيجار سنوي للمكان ، ولهذه الأسباب أسعارها تناسب أوضاعنا وتجعلنا بالكاد نشتري الملابس لأولادنا" .
وأشارت تقارير محلية ودولية إلى ارتفاع مستويات البطالة في القطاع ومستويات الفقر إلى نسب كبيرة ، ويلجأ أغلب المواطنين للاعتماد على المساعدات الانسانية التي تقدمها المؤسسات عقب الحرب الأخيرة على غزة .
ومن ناحيته يقول محمد شحيبر صاحب بسطة لبيع الملابس: “أن الحالة الشرائية سيئة وليس ككل سنة ، و إقبال المواطنين للمحلات ضعيفة جداً هذه الأيام، على الرغم من توقعاتنا أن تتحسن حركة البيع مع صرف رواتب الموظفين، موضحاً أن هناك إقبال من المواطنين بشكل واضح على السوق ولكنهم فقط يشاهدون الملابس ولا يشترون .
وقال المواطن أبو خالد أنه يعتمد على مخصصات الشئون الاجتماعية في إعالة أسرته ، وأنه لولا صرف رواتب الشئون الاجتماعية قبيل العيد بأيام قليلة ، لما اصطحب أسرته لكسوتهم لعيد الفطر ، وقال أن هناك الكثير من العائلات المشابهة لحالته والذين يعتمدون بشكل كلي على مخصصات الشئون والذين ليس لهم مصدر دخل آخر .
وفي ضل الوضع الاقتصادي الراهن في قطاع غزة الذي بات لا يبشر بخير، خاصة بعد الأزمات التي نمر بها ، فرض ضرائب على السلع وبالذات ضريبة التكافل الاجتماعي وارتفاع نسبة البطالة والفقر , حيث أصبح من الصعب أن يوفر المواطن العادي ما يعيل أسرته .
أوضح لنا التاجر "أبو محمد اللولو" ، بأن الضرائب التي فرضتها الحكومة على السلع أصبحت عبئاً كبيراً علينا ، حيث أن الأسعار ازدادت 3 أضعاف ، وامكانيات الناس الشرائية ليست قوية ، والسلع التي نبيعها ليست شيئاً أساسياً بالنسبة للناس ، ويوجد أشياء كثيرة أهم منها في ظل الفقر الذي يعانيه الكثير من المواطنين .