لا يمكن أن يأتى العيد دون أن تشتم رائحة الكعك في أزقة وشوارع القطاع الذي تتفنن النساء في صنعه مع الحلويات والمعجنات الأخرى التى تقدم للأقارب والأصدقاء ابتهاجا بقدوم العيد .
في محل متواضع تعمل فيه الزوجة والزوج وأبنائهم وعاملتان، يسابقون الزمن لتحضير كميات كبيرة من الكعك بلا كلل أو ملل لتلبية احتياجات زبائنهم عشية عيد الفطر السعيد .
تسابق "أم محمد السودة 45عاماً" الزمن منذ الثلث الأخير من شهر رمضان لتلبية طلبات الزبائن قبل عيد الفطر السعيد ،مستعينة بمهارتها الفائقة التي اكتسبتها من عملها في هذا المجال وخبرتها في إدارة الوقت لتسليم الطلب في موعده .
إدارة واتقان
تلتف أم محمد وأبناها وعدد من العاملات حول طاولة داخل محلها المتواضع، هذه تحضر العجينة ،وتلك تكور العجوة ،وآخرى تنقش ،وهذا يخبز رغم ارتفاع حرارة المكان دون أى تذمر منهم .
وتضيف أم خميس السودة 49 عاماً "الكعك مصدر رزقنا ويجب أن نعمل ليل نهار لنعيل أنفسنا وأسرنا ونسعد زبائننا."
وتوضح أم محمد بأن "الكعك والمعمول جزء لا يتجزء من ثقافتهم بمعنى أنه لايمكن أن يمر عيد أو مناسبة فلسطينية إلا ويزداد الطلب وضغط العمل من أجل تلبية مطالب المشترين .
وتقول أم محمد في حديث "لوكالة خبر "نعد الكعك حسب الطلب لزبائن ومنذ الثلث الأخير من شهر رمضان ونحن نعمل نحو12 ساعة .
وتقول أم محمد صاحبة محل"السودة للكعك والمعمول "الذي يتخذ شهرة محلية في مدينة غزة ،في إعداد أصناف الحلوي كعك العيد تراث شعبي فلسطيني .
بالعادة يقدم "السودة للكعك والمعمول "عى مدار العام حيث يعد الكعك ولا سيما في الأعياد تقليد وتراث يحافظ عليه الفلسطينيون .
ولفتت أم محمد أنها ومنذ 10 أعوام تعمل في مهنتها التي تعد هوايتها ومصدر رزقها ،وكل ما تملك قائلة "منذ أربعة أعوام افتحت هذا المحل المتواضع بعد 6سنوات من العمل داخل منزلي."
وتضيف أم محمد:"في البداية كنت أصنع كيلو أو اثنين على الأكثر، والبيع يقتصر على معارفي ومع مرور الوقت وبفضل اتقاني لعملي وحرصي على الجودة وتلبية الطلبات بموعدها؛ ازداد الطلب ليتوسع إلى محال السوبرماكت".
وتقول أم محمد :لا انسى فضل ولادة زوجي "حماتي"على فهي معلمتي ،ومن أعطتنى سر المهنة .
آلية صنع الكعك
تختلف بعض المكونات تبعاً لاختلاف الأذواق ولكن المذاق واحد ويراه الجميع شهياً بالاجماع .
وأشارت أم محمد إلى أن الكعك والمعمول يصنع من السميد الناعم (نوع دقيق من الطحين)، والسمنة البلدية والزيت، إضافة إلى المنكّهات من دقة الكعك والسمسم، ويحشى بالتمر والفستق والجوز.
تضحية وعناء
من جانبها تقول تهاني السودة 45 وهي إحدى العاملات :" أم محمد لم تصل لهذه المرحلة إلا بعد تضحية وعناء".
وعن طقوس أكل الكعك والمعمول تقول أم محمد "الكعك البلدي يقدم مع الشاي، أما المعمول فيقدم بصحبته القهوة، هكذا جرت العادة".
"العيد فرصة تجارية، وبهجة"
وفي "محل السودة للكعك والمعمول" سيدات يعملن على إعداد أنواع الكعك، وزبائن يستلمون كعك العيد وسط سرور وابتهاج بالعيد.
وتقدم أم محمد الكعك والمعمول،على مدار العام، بساعات عمل من التاسعة إلى الواحدة ظهراً، إلا أنهم ومع اقتراب العيد تواصل العاملات الليل بالنهار ليكون مناسبة تجارية لهن وبهجة للزبائن.
ويقول أحد زبائن أم محمد، " الكعك حاضر دوما في المنزل بالأعياد، حيث يعد ضايفه رئيسية".
وأردف : "يعد الكعك تقليدا شعبيا".
ولفت في حديثه لـ"وكالة خبر الفلسطينية للصحافة" إلى أنه يلجئ إلى شرائه من "محل أم محمد"، لجودته، وللثقتنا العالية بجودة الكعك الذي تعده.
بينما يقول محمودأبو نحل، أحد الزبائن، " كعك العيد، تقليد تربينا عليه، منذ صغرنا ونحن نربط العيد بالكعك".
ويضيف قائلا إن زوجته تعد الكعك في البيت، ولكنه يلجئ إلى شراء الكعك من "محل أم محمد" لما يتصف بمذاقه المميز وبأسلوب عمله التقليدي " ذات الطريقة البيتية".
وفي الختام وهل بغير الحلوى يكتمل العيد ،فالمطبخ الفلسطيني حافل بأصناف الحلوى والأسماء كثيرة ولكن الصدارة للكعك والمعمول.