قال القيادي البارز في حركة "حماس" يوسف رزقة إن رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل "يقوم بجهود وساطة بين المملكة العربية السعودية وحزب التجمع اليمني للإصلاح، بناء على طلب من الرياض".
وأضاف، إن "مشعل، الذي سيزور الرياض قريباً، يسعى من خلال تحركه إلى التقريب بين السعودية وحزب التجمع اليمني للإصلاح" (المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين في اليمن).
وأوضح بأنه "من المؤمل نجاح مشعل في جهود الوساطة، والمساهمة في إصلاح الوضع اليمني الذي يحتاج إلى تدخل الأمة العربية الإسلامية الغيورة على استتباب أمنه واستقراره".
ولفت إلى أن "حزب التجمع اليمني للإصلاح يحمل نفس رؤية الإخوان المسلمين، الممثلة في الوسطية والاعتدال واتخاذ طريق الإصلاح والحوار، وقد يصل مشعل من هذا الباب إلى رأب العلاقة مع السعودية".
وبين أن "ذلك الأمر يتطلب إجراء مشعل لقاءات غير معلنة مع القائمين على الحزب"، معتبراً أنه "من الصعب انعقادها في اليمن نظراً للظروف الأمنية في البلاد، بحيث قد يكون من الأيسر عقدها في قطر وتركيا، أو غيرهما من الدول".
وأشار إلى أن "تحرك مشعل في مجال الإصلاح يتم باسم الشعب والقضية الفلسطينية، بما يكسب حراكه القيمة الحيوية البارزة، إزاء الالتفاف الجمعي حول القضية الفلسطينية، وانتفاء أي أغراض خاصة من وراء هذا التحرك، مما يعزز الثقة التي ترافق تحركه".
وعبّر عن أمله في أن "يؤدي هذا التحرك إلى تهدئة الأوضاع في اليمن، لا سيما وأن حزب الإصلاح أعلن أنه يتخذ من المبادرة الخليجية مرجعية يتمسك بها، مما قد يسهل المهمة أمام مشعل للوصول إلى حلول مرضية بين الأطراف المعنية".
وقدّر "بانعكاس ذلك الأمر على علاقة السعودية مع حركة الإخوان المسلمين، في أماكن تواجدها، بعدما ثبت حقيقة عدم تدخل الإخوان في الشؤون الداخلية للدول".
وقال إن زيارة مشعل إلى السعودية متفق عليها، ولكن لم يتم تحديد موعدها حتى اللحظة"، مبيناً أن "هناك بعض المؤشرات التي تسربت من أروقة صنع القرار في المملكة تشير إلى تحسن في العلاقة مع "حماس"، حيث ننتظر أن يكون التحسن أكثر وضوحاً وله مردود عملي بين الطرفين".
وأكد "حرص الحركة على إقامة علاقة طيبة مع الأنظمة العربية الإسلامية، وفي مقدمتها السعودية، لما لها من دور مركزي في القضية الفلسطينية".
وقد جرت، في اليومين الماضيين، اتصالات مكثفة مع مشعل من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وعدد من المسؤولين السعوديين، طلبوا خلالها وساطته بين الرياض وحزب التجمع اليمني للإصلاح، لِما له من علاقات وثيقة معهم.
ويعدّ هذا المطلب، بالنسبة إلى حماس، تطوراً مهماً في علاقات المملكة مع الحركة التي شهدت توتراً خلال السنوات الأخيرة.
في الاتجاه نفسه، أفادت الأنباء نقلاً عن مصدر سعودي مقرب من دوائر صنع القرار، لم تذكر اسمه، إن "هناك اتصالات على أعلى مستوى تمت بين مشعل وأطراف عدة على مستوى القيادة السعودية خلال الأيام القليلة الماضية، من بينها الديوان الملكي".
واعتبر المصدر أن هذا يأتي في إطار ما أسماه "السياسة الحالية المعتمدة لدى الرياض في إطار تحقيق آمال السعودية في تحقيق مصالح الأمة العربية، ومواجهة خطر التحديات الأخيرة سواء على مستوى التمدد الإيراني، أو مواجهة تنظيم داعش"، بحسبه.