حذرت دراسة أسترالية حديثة من أن انقطاع النفس أثناء النوم ربما يكون مؤشراً على حدوث تغييرات طرأت على بنية الدماغ، تنذر بظهور المراحل المبكرة لمرض الخرف.
وأجرى الدراسة باحثون بجامعة سيدني في أستراليا، نشروا نتائجها في العدد الأخير من دورية European Respiratory Journal العلمية.
وانقطاع النفس حالة مرضية تحدث أثناء النوم، وهي عبارة عن توقف مؤقت للتنفس يستمر لثوان معدودة، وقد يحدث من 5 إلى 30 مرة في الساعة الواحدة.
كما يؤدي انقطاع النفس إلى انسداد مجرى الهواء، فينخفض مستوى الأوكسجين في الدم، ولا تصل كمية كافية من الهواء إلى رئتي النائم، فينبه الدماغ النائم تلقائياً عند حصول ذلك، ويوقظه من النوم كي يتنفس من جديد.
وتختلف الأسباب وراء هذه الظاهرة، فقد تنتج عن انسداد كلي في مجرى التنفس لمدة لا تقل عن 10 ثوان، وقد يكون ذلك الانسداد جزئياً ويسبب الشخير أثناء النوم.
ولكشف العلاقة بين انقطاع النفس والخرف، راقب الفريق 83 شخصاً، تراوح أعمارهم بين 51 و88 عاماً.
وزار المشاركون الأطباء بسبب شعورهم باضطرابات في الذاكرة والمزاج، وأجريت لهم فحوصات لقياس أبعاد مناطق مختلفة من الدماغ.
ووجد الباحثون أن انقطاع النفس أثناء النوم مرتبط بتغييرات طرأت على بنية الدماغ، والتي يمكن رؤيتها أيضاً في المراحل المبكرة من الخرف، وأن خفض مستويات الأكسجين في الدم، الناجم عن انقطاع النفس أثناء النوم، قد يكون له علاقة بتقلص الفص الصدغي في الدماغ وانخفاض في الذاكرة.
من جهته، قال قائد فريق البحث، البروفيسور شارون نايسميث، إن "الدراسة تقدم أدلة على أن فحص كبار السن وإعطاء العلاج المناسب لمشكلة انقطاع النفس أثناء النوم عند الحاجة يمكن أن يساعد في الوقاية من الخرف".
وينصح الأطباء من يعانون انقطاع التنفس أثناء النوم أن يبادروا بزيارة الطبيب المعالج، لتفادي الأمراض التي قد تنجم عن تلك الظاهرة، وعلى رأسها السكري، وأمراض الكبد.
يشار إلى أن مرض الخرف هو حالة شديدة جداً من تأثر العقل بتقدم العمر، ومجموعة من الأمراض التي تسبب ضموراً في الدماغ، ويعتبر ألزهايمر أحد أشكالها، ويؤدي إلى تدهور متواصل في قدرات التفكير ووظائف الدماغ، وفقدان الذاكرة.
ويتطور المرض تدريجياً لفقدان القدرة على القيام بالأعمال اليومية، وعلى التواصل مع المحيط، كما قد تتدهور الحالة إلى درجة انعدام الأداء الوظيفي.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن عدد المصابين بالخرف في 2015 بلغ 47.5 مليوناً، وقد يرتفع بسرعة مع زيادة متوسط العمر وعدد كبار السن.