الجزائر ترفض مقترح أوروبي لإيواء آلاف اللاجئين الأفارقة على أرضها

الجزائر.jpg
حجم الخط

أفاد مصدر ديبلوماسي جزائري، بأن بلاده تلقت طلبات أوروبية بمعالجة فورية لوضع آلاف اللاجئين الأفارقة على أرضها، وهو ما تعتبره "ضغطاً على أساس أمر واقع"، ما دفع جهات عليا في الرئاسة الجزائرية للأمر بتسريع عمليات ترحيل اللاجئين، وفقاً لـ "الحياة".

وجدّد رفض الجزائر التعاطي مع ملف اللاجئين الأفارقة من منطلق «الوضع القائم»، مبرراً بذلك دوافع إعلانها رفض احتضان مراكز احتجاز للمهاجرين في محافظات جنوبية، والإيعاز الرئاسي بتسريع عمليات الترحيل، ودعوة مسؤول في المنظمة الدولية للهجرة للمشاركة فيها.

وكان ممثل المنظمة الدولية للهجرة في الجزائر باسكال راينتيانس، شارك الأسبوع الماضي من تمنراست (تبعد ألفَي كيلومتر جنوب العاصمة)، في عملية ترحيل أشرف عليها الهلال الأحمر الجزائري، ونُقل عنه قوله «أن مسألة الهجرة معقدة»، داعياً إلى «تعاون والتزام دوليَين» في هذا المجال.

وأشار المصدر ذاته إلى دخول حوالى 56 ألف لاجئ أفريقي الجزائر في السنوات الأخيرة، أي بمعدل 500 فرد يومياً، مضيفاً أن الجزائر "رفضت مقترحاً أوروبياً يقضي بالإشراف على مراكز احتجاز يموّلها الاتحاد"، واقترحت بديلاً "عبر هيئات الاتحاد الأفريقي، يسمح للاتحاد الأوروبي بتقديم دعم لبلدان حوض الساحل الأفريقي يساهم في خفض معدلات الهجرة".

وأضاف أن الرئاسة الجزائرية كلفت مسؤولين في وزارتَي الخارجية والداخلية "التعاطي سريعاً" مع الملف، أي "إنشاء مراكز احتجاز تجمع اللاجئين الحاليين"، تفادياً لاستغلال الوضع القائم.

ووصفت الخارجية الجزائرية الطلب الأوربي بـ "محاولة تصدير إخفاقات أوروبية في اتجاه بلدان شمال أفريقيا، لا سيما ليبيا، وغيرها في الساحل، أبرزها مالي والنيجر".

وأفاد المصدر بأن الجزائر أبلغت الجهات الأوروبية، وخصوصاً الحكومة الفرنسية «ضرورة المساعدة في كشف تورط شبكات تتاجر بالبشر في النيجر تحديداً»، وقدّمت ملفات تخص عشرات "المشبوهين في شبكات إرهابية دخلوا ضمن قوافل المهاجرين"، بينهم 19 من جماعة أنصار الدين (المتشددة) في مالي، ووجهت لهم تهم محاولة إنشاء جماعة إرهابية على التراب الجزائري، ولا سيما في غرداية، نحو 600 كيلومتر جنوب العاصمة.

وتلفت الجزائر إلى ترحيلها 27 ألف لاجئ في غضون 3 سنوات، بتكلفة مالية باهظة، إذ أنشأت مراكز تجميع في الشمال، وخصوصاً في زرالدة في الضاحية الغربية للعاصمة، وأخرى في الجنوب، تنطلق منها رحلات العودة باتجاه حدود النيجر.

على صعيد آخر، تلقى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة برقية تهنئة من الملك المغربي محمد السادس، لمناسبة عيدَي الاستقلال والشباب في الجزائر، أعرب فيهما «عن أصدق التمنيات للرئيس بموفور الصحة والعافية والهناء، وللشعب الجزائري الشقيق بمزيد من المكتسبات على درب التقدم والازدهار تحت قيادته الرشيدة».

كما أكد محمد السادس حرصه الشديد على مواصلة العمل سوياً مع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، من أجل توطيد علاقات التعاون وحسن الجوار بين البلدين، والارتقاء بها إلى مستوى تطلعات الشعبين للتكامل والاندماج، لرفع مختلف التحديات السياسية والتنموية والأمنية التي تواجهها المنطقة.