أكد قائد مهمة إنقاذ "أطفال الكهف"، على أن الغواصين بدأوا، فجر اليوم الأحد، بتنفيذ عملية لإنقاذ 12 صبيا ومدربهم لكرة القدم من داخل كهف محاصرين فيه بشمال تايلاند، بمشاركة 13 غطاسًا أجنبيًا، بالإضافة إلى 5 غطاسين محليين، و5 من قوات البحرية التايلندية.
وقال قائد مهمة الإنقاذ، نارونجساك أوسوتاناكورن، إن رجال الإنقاذ بدأوا هذه المهمة في الساعة العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي (06:00 بتوقيت القدس)، وقد يستغرق الأمر ساعات كثيرة قبل خروج أول صبي من الكهف .
ولقي عامل إنقاذ تايلاندي حتفه، الجمعة الماضية، بعد أن فقد الوعي خلال عملية إنقاذ الأطفال، بعد أن دخل الكهف لوضع أسطوانات الأكسجين على طريق خروج محتمل.
وأكد "أطفال الكهف" المحاصرين في كهف تحت الأرض شمالي تايلاند، في رسالة نشرت على صفحة قوات البحرية التايلندية على موقع فيسبوك، صباح أمس السبت، أنهم يريدون العودة إلى منازلهم، وأنهم "أقوياء"، ولا داعي للقلق عليهم.
وجاء في الرسالة المكتوبة بخط اليد بالحبر الأزرق على قطعة ورقة نقلها إليهم غواص إنقاذ أجنبي "لا تقلقوا.. جميعنا أقوياء.. عندما نخرج من هنا، نريد أن نأكل أشياء كثيرة. نرغب في العودة إلى منازلنا في أقرب وقت ممكن".
وكانت السلطات التايلندية، قد أعلنت أن عملية إنقاذ الأطفال المحتجزين داخل إحدى الكهوف في منطقة شيانتغ راي، قد أُضيفت عليها تعقيدات مناخية قد تلزم السلطات المحلية بإخراجهم قبل المدة المتوقعة بكثير، فبعد أن كان من المتوقع إخراجهم من الكهف خلال عدّة شهور، يجب الآن النظر لإخراجهم خلال أيام معدودة.
وحاولت فرق الإنقاذ تجفيف المياه التي تغمر الكهف بسرعة بالغة، على أمل إخراج الأطفال العالقين داخله قبل أن تهب العاصفة في المنطقة، جالبة معها أمطارًا غزيرة قد تزيد الوضع سوءًا، الأمر الذي سيجعل من عملية إنقاذهم "شبه مستحيلة" في الأشهر القريبة، بحسب ما قالته السلطات.
ويفكر رجال الإنقاذ في حفر ثقب بارتفاع 600 متر في سقف الكهف ونقلهم جوا، ولكن هذا الاحتمال لا يزال في مرحلة استكشافية.
يشار إلى أن الغواصين يضطرون للغوص تحت المياه مدة 6 ساعات للوصول إلى الأطفال، و5 ساعات في طريق العودة.
وكان قد عثر على الأطفال الـ12 منذ تسعة أيام مع مدربهم لكرة القدم في كهف غمرته المياه في تايلند "سالمين"، إلا أنه اتضح أن عملية الإنقاذ معقدة جدا، وتستغرق بضعة شهور.
وبقي عناصر إنقاذ مع الفتيان في الكهف ريثما يستعيدون عافيتهم لاجتياز المسافة التي تفصلهم عن المخرج الممتد على أكثر من ثلاثة كيلومترات والذي تغمر المياه أجزاء منها.
وقال خبراء إن محاولات إنقاذ الأطفال قد تكون خطيرة جدا لهم وللمنقذين، بسبب الظروف، علاوة على كونهم لا يجيدون السباحة والغطس، ولا يمكن إنقاذهم قبل ذلك. وبحسبهم فإن الإمكانية الأفضل هي إبقاؤهم هناك حاليا، وتزويدهم بما يحتاجونه من تدفئة وهواء نقي ومياه للشرب وطعام وعتاد طبي.