رياح الخلافات "تتلاعب" بسفينة الوحدات

تنزيل (18).jpg
حجم الخط

يتمتع الوحدات بقاعدة جماهيرية كبيرة، وخرّج العديد من المواهب التي خدمت كرة القدم الأردنية، وحصد من الألقاب ما حصد، واكتسب سمعة مميزة على الصعيدين العربي والآسيوي.

وأخذ الوحدات على عاتقه منذ تدشينه، مسؤولية احتضان جملة من النشاطات الرياضية والاجتماعية والثقافية، التي جعلت منه أحد أكبر وأهم الأندية الأردنية، وأي تراجع يصيب منظومة العمل، فإنه يصبح حديث الساعة.

وفي الأيام القليلة الماضية، ارتفعت أصوات الجماهير على مواقع التواصل الاجتماعي، في ظل حالة من الاستياء والمخاوف التي أصبحت تحيط بمستقبل فريق كرة القدم، بعد خروج عدد من اللاعبين وانتقالهم لأندية محلية وخارجية.

ولا يخفى بأن هناك خلافات إدارية طفت فوق السطح، وأصبحت "تتلاعب" بسفينة نادي الوحدات، بصورة قد تعطل مسيرتها، وتهددها بالغرق في بحر الإخفاق.

وأصبح مجلس إدارة الوحدات مطالبا بمراجعة حساباته جيدا، وتطويق أي خلافات، من خلال تنقية الأجواء وتغليب المصلحة العامة على الخاصة، لأن التاريخ لا يرحم، والجماهير تتابع باهتمام بالغ ما يدور في أروقة النادي.

أبرز القضايا

ويعاني الوحدات  مشكلات كبيرة، تتمثل بارتفاع نسبة المديونية، والمحسوبيات في تعين الأجهزة الفنية والتدريبية، وهجرة أبرز نجوم فريق كرة القدم لأسباب مختلفة، والتهرب من فتح باب العضوية، وانعدام الاهتمام بالفئات العمرية.

تلك القضايا أصبحت تقض مضاجع جماهير نادي الوحدات، وهي قضايا توجب على مجلس الإدارة الوقوف عندها مطولاً، بحيث يتم مناقشتها بجدية ومسؤولية، بحثاً عن الحلول الشافية التي تلبي طموحات الجماهير وتعيد لهم الثقة بمجلس الإدارة المنتخب.

"نشر الغسيل" على "فيس بوك"

ومن الأمور التي بعثت على استياء محبي الوحدات ، قيام بعض أعضاء مجلس الإدارة بتصفية حساباتهم على موقع "فيس بوك" بالهمز واللمز، وهي وسيلة لا تليق بهم، فهم ينتسبون لمؤسسة لها تاريخها ومكانتها، وما يحدث يشكل إساءة لهم قبل ناديهم.



شفيع "ابن الوحدات"

رحيل حارس يعتبر الأفضل بتاريخ كرة القدم الأردنية، عامر شفيع، عن الوحدات، يجب أن يكون مثار نقاش لمجلس الإدارة لبحث الأسباب والوقوف عندها مطولا، فهو أحدث ضجة كبيرة.

ومخطئ من يظن أن خروج حارس بمواصفات شفيع لم يكن خسارة للفريق، والخطأ الأكبر من يعتقد بأن شفيع رحل عن ناديه بسبب قيمة العقد فقط.

و الغريب أن هناك من حاول الترويج بأن شفيع ليس من أبناء الوحدات، ، لكن السؤال الذي يفرض نفسه، هل من تعريف حقيقي للاعب ابن النادي في عصر الاحتراف وهل ابن النادي هو من يلعب لفرق الناشئين فقط؟

ومثل شفيع فريق الوحدات على امتداد "11" عاما، ولعب في معظم المباريات أساسيا، وهناك لاعبين ممن هم محسوبين على أنهم من أبناء النادي، لم يخوضوا مع الفريق مباريات بالعدد الذي خاضه شفيع.



جماهير مستاءة

وتمتاز جماهير الوحدات بالوعي، وعشقها اللامحدود لناديها، وحرصها على متابعة جميع أخباره وأسراره، ما جعلها على دراية واسعة وتامة بكل ما يدور في أروقة النادي، فهي أصبحت تعرف جيدا من الذي يعمل لمصلحته، ومن الذي يعمل لمصلحة النادي.

وتأتي حالة الاستياء التي تعيشها الجماهير الخضراء، في وقت كانت تتوسم فيه كل الخير بفريق كرة القدم، الذي تعلق عليه الآمال الكبيرة، بالمحافظة على ألقابه في الموسم المقبل، والسعي لحصد لقب آسيوي طال انتظاره.

تلك المشاهد توجب على أعضاء مجلس الإدارة تصحيح مسيرتهم في إدارة شؤون النادي، فالوقت ما يزال متاحا، والفرصة أمامهم مواتية ليستعيدوا ثقة أعضاء الهيئة العامة من بعد اهتزاز، لكن إن وجدوا أنفسهم عاجزين عن ايجاد العلاج، ورأب الصداع، فتقديم استقالاتهم ربما يعتبر خيارا أفضل لهم من الاستمرار في إصابة طموحات جماهيرهم العريضة بمقتل.