قال منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام فى الشرق الأوسط، نيكولاى ملادينوف، إن الأمم المتحدة تدعم جهود مصر لتحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، مشيراً إلى أن زيارته للقاهرة جاءت لسببين، أولهما تأييد جهود مصر لتحقيق المصالحة، وإعادة حكومة الوفاق والسلطة الفلسطينية للسيطرة على قطاع غزة، فضلاً عن طرح خطة للتخفيف عن أبناء الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة.
وأوضح ميلادينوف في حوار أجراه الإعلامي المصري أحمد جمعة، لصحيفة "اليوم السابع"، أن الصراعات الفلسطينية الداخلية مدمرة للقضية، لأن الحقيقة الراسخة خلال العقد الماضى أن الفلسطينيين فى الضفة الغربية وغزة والقدس يعانون من أوضاع صعبة، خاصة الانقسام بين الأجيال الناشئة خلال هذه الفترة.
ودعا حركة حماس للقبول بحل الدولتين ونبذ العنف وقبول المفاوضات بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، مؤكدًا على ضرورة أن تقبل حركة فتح بالشراكة بين جميع الفصائل بناءً على اتفاق واحد يجمعهم.
وبيّن أن زيارته لمصر جاءت للقاء عدد من المسؤولين ومناقشة الوضع فى غزة، لافتاً إلى أن الأمم المتحدة تحاول بذل قصارى جهدها لدعم الجهود المصرية لتحقيق المصالحة بين الفصائل.
وأشار ميلادينوف، إلى أن زيارته لمصر ليست الأولى، حيث إنه يزور القاهرة لمتابعة جهود مصر لتحقيق المصالحة وإعادة حكومة الوفاق والسلطة الفلسطينية للسيطرة على قطاع غزة.
وأكد على أن السبيل الوحيد لحل الصراع بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، هو إعادة الفلسطينيين والإسرائيليين معًا للجلوس على طاولة المفاوضات، لتحقيق حل الدولتين عبر المفاوضات، بحيث يتم إنشاء دولة فلسطينية وأخرى إسرائيلية يعيشون جنبًا إلى جنب فى سلام وأمن، وذلك على أساس قرارات الأمم المتحدة، مع الحفاظ على أن القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، لأن هذه هى الأسس الرئيسية لتفعيل عملية السلام بين الجانبين.
وتابع ميلادينوف: "على الجانب الأمريكى أن يعى أن ذلك هو السبيل الوحيد لإعادة الفلسطينيين لطاولة المفاوضات، وأتمنى إعادة شراكة وتعاون الولايات المتحدة فى دعم أبناء الشعب الفلسطينى"، مشيراً إلى أن الفلسطينيون يعانون من تحديات عدة فى قطاع غزة، فضلًا عن الصعوبات الاقتصادية المعقدة فى الضفة الغربية وأزمة اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون فى المخيمات فى ظل تهديدات بتخفيض واشنطن للمساعدات المالية.
وأعرب عن تطلعه لأن يكون هناك مزيد من الجهود الدولية لإعادة جميع الأطراف لطاولة المفاوضات مجددًا وبشراكة من جانب مصر، متمنياً أن يتم إعادة المساعدات الأمريكية إلى حجمها، لإيجاد سبيل لإعادة الأطراف مرة أخرى إلى طاولة المفاوضات، على أساس قرارات الشرعية الدولية وتوافق المجتمع الدولى على كيفية حل الصراع بين الجانبين.
وشدّد على أنه لا يمكن البدء بمفاوضات حقيقية بدون قطاع غزة، لأنه لا يمكن أن يكون هناك دولة فلسطينية بدون غزة، ولابد من توحيد غزة والضفة الغربية تحت حكومة واحدة، وهذا يعنى أن حماس وفتح والفصائل المختلفة بحاجة إلى إيجاد سبيل لحل خلافاتهم والعودة إلى إطار شرعى تحت قيادة وطنية فلسطينية.
وبيّن أن سبب وجوده في مصر هو إجراء مشاورات مع المسؤولين المصريين لمناقشة مبادرته الخاصة بغزة، والتي جاءت بسبب القلق الكبير من تدهور الأوضاع فى قطاع غزة بشكل متسارع، مضيفاً "الفلسطينيون فى غزة لا مال لديهم أو وظائف وهناك أزمة مياه الشرب، فضلاً عن المعاناة فى النظام الصحى والضغوطات الكبيرة سواء فى قطاع الكهرباء التى تعمل لمدة ساعات قليلة يومياً".
وأضاف ميلادينوف: "الناس بغزة يعيشون أوضاعاً سيئة للغاية، لذا أريد التركيز على جانب المساعدات الإنسانية، لكن علينا أيضاً أن نعترف أن هناك جانباً سياسياً يتمثل فى الوحدة الفلسطينية، وأريد مساعدة الناس من الجانب الإنسانى ونريد أيضًا حل الأزمة السياسية ولحل هذه الأمور لابد من التركيز على مشروعات عاجلة لمساعدة أهالى غزة لحل أزمات الكهرباء والمياه وخلق فرص عمل، وعبر هذه المشروعات يمكننا أيضًا دعم جهود مصر لتحقيق المصالحة الفلسطينية".
وكشف أن خطته ومبادرته بشأن أوضاع غزة، تم التشاور حولها مع جميع الأطراف سواء من السلطة الفلسطينية أو مصر أو إسرائيل والدول المعنية، موضحاً أن هدفها هو منع نشوب حرب أخرى فى قطاع غزة، لأن الفلسطينيون فى غزة خاضوا 3 حروب مع إسرائيل ولا يجب السماح باندلاع حرب جديدة.
وبشأن صفقة تبادل الأسرى، قال ميلادينوف: "هناك إسرائيليان اثنان محتجزان فى قطاع غزة، ويجب حل الأمر لأنه أمر إنسانى ولا أريد أن أتطرق إلى مناقشة ما جرى فى اجتماعى مع هنية، لكن على أية حال لابد أن يتم حل القضية لأنها إنسانية والأهم بالنسبة لى اليوم هو كما ذكرت منع اندلاع صراع مرة أخرى يقتل فيه الآلاف مجدداً، فعلينا ضمان عدم تكرار هذا مجدداً وهذا لمصالحة الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى".
وأكد على أن مصر قدمت الكثير لتخفيف الوضع فى قطاع غزة، سواء من خلال فتح معبر رفح على الجانب الإنسانى، وأيضًا من الجانب السياسى من خلال عملية المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، مضيفاً "هذه الجهود تلقى تقديرًا كبيرًا من الجميع فى المجتمع الدولى، ونحن نواصل العمل عن كثب مع مصر للتأكيد من نجاح هذه الجهود لأن نجاحها لن يصب فقط فى صالح الشعب المصرى، إذ أن القضية تؤثر على الأمن المصرى لكنها ستكون أيضًا جيدة للشعب الفلسطينى والإسرائيلى والمنطقة بأسرها".