برغم ابتهاج الشعب الفلسطيني بفتح معبر رفح بمبادرة مصرية كريمة، تسجل لها في ظل المعركة التي تخوضها "أم الدنيا" ضد الإرهاب الأسود، إلا أن جزءا كبيرا وأصيلا من الشعب الفلسطيني ما زال معتقلاً في قطاع غزة، و يعتصر قلبه ألماً بسبب التقارير الكيدية والمناكفات بين قيادة رام الله و غزة والتي حرمته ومنعته من السفر.
فهناك أكثر من 200 ألف فلسطيني محرومين من السفر بسبب المنع الأمني الذي يشير كل متضرر بأصابع الاتهام لعناصر فلسطينية متضاربة، بأنها من تسببت بهذا الضرر والأذى الذي حرم مهندسين وأطباء ودكاترة ومثقفين وكتاب ومفكرين من الخروج لحضور ورشات عمل ومؤتمرات علمية وفرص تطوير أنفسهم في دول العالم، ومنهم أيضا طلاب وأطفال ومرضى سرطان وقلب، وحالات إنسانية كثيرة.
سيادة اللواء ماجد فرج..
انتم تقولون بأنكم ليس لكم علاقة بالمنع ولستم من يتسبب به، وتقولون بأنه يأتي بطلب من مصر والأردن وأمريكا وإسرائيل. وهنا دعوني أتساءل: كيف يتم تجاوزكم ويتم التآمر على جزء من الشعب الفلسطيني على مرأى ومسمع قريب منكم وتقفوا مكتوفي الأيدي؟ ما دوركم في الحفاظ على أبناء شعبكم؟ أين دوركم في التصدي لسياسات التدخل الخارجية الضارة التي تتسبب في معاناة لشعبكم؟ نخاطبكم ونعي جيدا بأنكم لا تقبلون الضيم والظلم لأبناء شعبكم الواحد. وثقتنا بكم كبيرة بأنكم تجتهدون للمساعدة ورفع الظلم.
لا أحد يعترض على مراقبة ومنع المتشددين المتطرفين وإفشال خططهم، ومعاقبتهم على إرهابهم، لأنهم مجرمون يرتكبون مجازر ضد الأبرياء الآمنين في شوارعهم ومساجدهم وكنائسهم. ولكن أن يتم منع الناس كافة بشكل عشوائي وبدون فلترة، أو على معايير شخصية وتصفية حسابات حزبية ضيقة، فهذه جريمة لا تغتفر، وخطيئة ضد الإنسانية، وضد شعب مناضل طرد الاحتلال من قطاع غزة ويناضل من اجل استعادة حقوقه المشروعة. وثقتي بكم بأنكم لن تقبلوا بذلك.
سيادة اللواء ماجد فرج..
دعني انقل لسيادتكم رسالة ومظلمة أكثر من 200 ألف فلسطيني ممنوع من السفر وهي على الشكل التالي:
يا سيادة اللواء فرج، وانتم تمثلون المؤسسة الرسمية الوحيدة للشعب الفلسطيني وبيدكم كل الصلاحيات والاتصالات والمراسلات،، إن سياسة العقاب الجماعي والعشوائي ووضعهم على قوائم المنع من السفر تباعد بين القيادة والشعب، وتزيد من حدة التوتر والاحتقان والتباغض، وتذهب بكثير من فئات الشعب إلى التشدد والتطرف والعنصرية،، وهي سياسة تأتي بآثار عكسية تماما. فحرمان الناس من أدنى حقوقها تجعلها تكفر بالوطن الذين تسعون لبنائه وتعملون على استقلاله، إن من البديهيات أن هذا المنع والحرمان من السفر ورؤية العالم الخارجي الجميل تزيد درجات الجهل والكره والتمركز حول الذات. وهذه كلها أمراض مجتمعية.
نخاطبكم ونعلم مسبقا بكرم إجابتكم واستجابتكم الوطنية لهذا المطلب الأساسي والهام، وننتظر دوركم الايجابي في رفع الظلم عن هذه الفئة والتدخل السريع والفوري لمراسلة الجهات العربية الشقيقة من اجل السماح لباقي أبناء الشعب الفلسطيني بالتنقل والسفر. فهم أناس مثل باقي الناس، يحبون الحياة ما استطاعوا إليها سبيلا.
فلسطين- غزة
الكاتب: فهمي شراب