إضاعة الشريك الفلسطيني.. خطأ نتنياهو الأكبر

رفيف دروكر
حجم الخط

 

-خبر-بقلم: رفيف دروكر

20 تموز 2015  
اتصل رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، برئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، يوم الجمعة، كي يهنئه بعيد الفطر. يهمه عيد الفطر كما تهمه رقصة بليه كلاسيكية.
من المعقول الافتراض ان المكالمة كانت جزءا من خطة العمل الذكية جدا المسماة "لا يجب السماح لشركاء الائتلاف بالتفكير بان بوجي سيدخل بعد ثانية". 

يهذرون بشيء ما عن تلاميذ بن غوريون وجابوتنسكي ممن يتعين عليهم ان يرتبطوا معا، يقومون باحبولة ما على زهافا غلئون (يوم الجمعة اعلنت الصحافية الجديدة التي تحمل ايضا لقب رئيسة "ميرتس" بان المعسكر الصهيوني لن يدخل الائتلاف. بسببها، بالطبع) ويعتمدون على المراسلين ممن سيجدون الوسيط والاتصالات القديمة والاتفاقات، المهم ان يتراجع آريه درعي ونفتالي بينيت في موضوع الميزانية. وهكذا فان ابو مازن الان مدعو لخدمة العلم.
ولا بد انهم سيجدون المحلل الذي سيقول ان هاتف العيد يمثل عودة الى المسيرة السياسية، وها هو مرة اخرى بوجي في  الطريق الى مكتب وزير الخارجية. 

ان فشل نتنياهو في معالجة الملف الايراني، مثلما وجد تعبيره في اتفاق فيينا، سيكون بالكاد ملاحظة هامشية مقابل الحساب الحقيقي الذي سيجريه معه التاريخ – الحساب عن تفويت الشريك الفلسطيني الذي لن نتمكن ابدا من الحصول على افضل منه – ابو مازن. فما كان لعظماء عباقرة التكنولوجيا العليا عندنا ان ينتجوا في المختبرات الاكثر تطورا شريكا فلسطينيا اكثر راحة...
منذ وقت غير بعيد روى لي رجل معهد "موليد" (نعم، نعم، يساري) بانهم اجروا استطلاعا. الجمهور الاسرائيلي اقتنع تماما. ما قاله ايهود باراك، ما حصل مع ايهود اولمرت، الحملة البائسة التي لا تنتهي والتي يخوضها اناس مثل بن درور – يميني، دان مريدور وتسيبي لفني انطلت عليه. الجمهور الإسرائيلي متأكد من أن ابو مازن ليس شريكا. وبعد ذلك سئل الجمهور في الاستطلاع ذاته اسئلة افتراضية. على فرض أن ابو مازن  كان يتحدث علنا ضد العنف، فهل عندها كنت سترى فيه شريكا ممكنا؟ تحمس الجمهور.  بالتأكيد، بالتأكيد شريك. 

اثناء حملة الانتخابات تحدثت مع لفني. سألتها متى ستعطي حسابا مفصلا عما حصل حول الاتصالات الاخيرة. ممثلة المعسكر، الذي يؤمن بالتسوية السياسية، انهت الجولة الاخيرة باتهامها ابو مازن  بفشل الاتصالات، "ارتعدت فرائصه"، قالت. قلت لها، ولكنكم لم توافقوا على الحديث عن تقسيم القدس، ولا عن اللاجئين ولم تعرضوا خريطة، فهل تسمى هذه مفاوضات؟ يتبين أن حقيقة ان نتنياهو لم يوافق لست سنوات ونصف على ان يعرض اقتراحه للتسوية الدائمة، بدت لها اقل اشكالية من "ارتعاد فرائص" ابو مازن. 

اثناء ولاية ارئيل شارون اجريت بشكل دائم استطلاعات تضمنت سؤالا ثابتا. هل توافق على تسوية بصيغة مبادئ كلينتون. وفصلت الشروط. تقسيم القدس، دولة فلسطينية تقريبا على خطوط 67، لا حق عودة. أتريدون ان تعرفوا متى كان الشهر الذروة لتأييد مثل هذا الاتفاق؟ آذار 2002. الشهر الاكثر دموية، والذي وقعت فيه العمليات في فندق بارك وفي مطعم ماتسا. هذا التأييد اختفى تماما عندما اختفت العمليات.

يتبين أن اللغة الوحيدة التي نفهمها نحن هي لغة القوة. لشدة الاسف. انظروا الى زعماء المعارضة. يائير لبيد وشيلي يحيموفتش يريدان ان يتحدثا في المقابلات الصحافية عن ايران وعن الـ "بي.دي.اس"، إذ مكتوب لهما في البرنامج السياسي ان عليهما ان يموضعا نفسيهما كزعيمين سياسيين أمنيين. أبو مازن؟ عندما تستخدم القوة، نتصل به، اذا كان لا يزال موجودا.