قرية الخان الأحمر وقضايا الصمود والتمكين

صلاح هنية.jpg
حجم الخط

بعيداً عن محاولة اظهار قرية الخان الاحمر وكأنها استوديو تصوير للالتقاط الصور، فالذاهبون هناك ليسوا حديثي العهد بالوطن والانتماء كل في ميدانه ومجاله، والمؤسف أنه عند كل مفصل وطني نمر به يتحول الموضوع للتندر ، فخيمة اضراب الكرامة للاسرى كانت في ظن البعض استوديو للتصوير، ومعركة البوابات الالكترونية في المسجد الاقصى المبارك كانت كذلك، وهذا التشاؤم لن يصل مفعوله للذين يخوضون معركة الخان الاحمر وخاضوا غيرها وبعدها وقبلها.
انا على ثقة ان الكثير ممن يمرون في الطريق الى اريحا او بالعكس لم ينتبهوا لتلك القرية وان لمحوها اعتبروها مضارب للبدو وفقط، لكنها اليوم تتحول الى جزء اصيل من معركة الصمود والبقاء على الارض والثبات عليها، وأن عصر النكبة وعصر النكسة ولّى الى غير رجعة، والحكاية ليست عابرة، بل انك تشاهد هذا الاصرار من قبل الشباب والكبار وشيوخ العشيرة في قرية الخان وهم لا يستعرضون عضلاتهم بل هم يؤمنون ايمانا مطلقا بالامر ويرون بالسند الشعبي وتنوع القوى السياسية المنتصرة لقضية الارض والشعب ومواجهة الاستيطان سدا منيعا امينا.
حتى تنتصر قرية الخان الاحمر ويتحقق الصمود والثبات على الارض يجب ان تستمر حالة الوحدة الوطنية على ارض الميدان في القرية بين كل القوى والمؤسسات ، وحتى لو شكلت حركة فتح الرافعة الاساسية لهذه المعركة فأن شركاء منظمة التحرير الفلسطينية وشركاء القيد والابعاد والاعتقال الاداري هم جزء اصيل وليسوا ضيوفا على أحد.
الملف  فتح على مصراعيه، وبالتالي يجب ان نذهب صوب اسناد من نوع اخر باتجاه المقاطعة الشاملة للمنتجات والخدمات الإسرائيلية والمستوطنات وخدماتها وتكميل الانتاج فيها بصورة شاملة، وأن نخرج من دائرة التفكير والتأمل ودراسات جدوى المقاطعة وانعكاساتها كجزء من معركة الانتصار للخان الاحمر البوابة الشرقية للقدس.
في هذه المعركة تعود الى المركز عناوين الصمود والتمكين التي غابت طوعا، ونتحدث هنا عن تمكين شعبنا في مواجهة الاحتلال والصمود والثبات على الارض من خلال توفير أدوات التمكين ومكونات الصمود والثبات على الارض، وهذه مسؤولية الحكومة والقوى والمؤسسات لتضع البرامج والخطط لها.
ويتجلى هنا دور الاعلام الفلسطيني بعيدا عن نقل الخبر بل التركيز على ما وراء الخبر ونقل الواقع متكاملا  وربطه  بالمشروع الاستيطاني الذي سيحيط بالقدس، والابتعاد عن اعلام العلاقات العامة «تضامن فلان وحضر علان»، المطلوب الحديث عن الصمود والثبات وقصة الوحدة والانتصار لقضايانا الوطنية.
ولعل مبادرات من عيار عقد اجتماع مجالس بلدية في قرية الخان الاحمر مثل مجلس بلدي طمون اشارة جيدة قد تبدو بسيطة ولكنها مهمة، وبقاء الصامدين هناك تارة من هذه المحافظة واخرى من تلك المؤسسة امور تستحق الاستمرار والثبات.
قرية الخان الاحمر عنوان مستمر يتعزز بتمتين الصمود وتعميق الوحدة الوطنية والاستفادة من كل الامكانيات المتاحة للانتصار هناك وقلة الامكانيات يجب الا يقف حائلا امام دعم الصمود والثبات والتمكين لأن الامكانيات ليست مالا بالمطلق فقط.
وبدلا من ان ينشغل نشطاء التواصل الاجتماعي والمؤثرين بالتعليق على الاحداث وكأنهم يتابعون احداثا في بلد اخرى ليجيروا نشاطهم بهذا الاتجاه لتعزيز معركة الصمود بلغات عدة، وبدلا من التساؤل عن سر هذا التصريح وسر سفر هذا المسؤول او ذاك ، ليذهبوا صوب الانتصار للقضايا الكبرى كما يتفنن البعض منهم في القضايا الخلافية.