أشادت صحف عربية بالجهود المبذولة لمواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية"، المعروف كذلك باسم "داعش"، في مصر والسعودية، ودعت إلى التنسيق لمواجهة الجماعة المتشددة من خلال التصدي للفكر الذي تروجه.
وأبرزت صحف صادرة اليوم أنباء تفكيك السلطات السعودية لما وصفه بيان لوزارة الداخلية بخلايا عنقودية للتنظيم على أراضيها، ضمت العديد من الجنسيات الأخرى.
أوردت "عكاظ" السعودية خبر "الإطاحة بخلايا عنقودية مرتبطة بداعش والقبض على 431 إرهابياً". وقالت الصحيفة نقلاً عن المتحدث الأمني بوزارة الداخلية السعودية إن تلك الخلايا "هدفها إثارة الفتنة الطائفية وإشـاعة الفوضى".
وفي السياق ذاته، جاء عنوان "الجزيرة" السعودية: "الأمن يكسر عنق الإرهاب ويفكك عنقودية داعش."
أما "الرياض" السعودية فقالت في عنوانها الرئيسي إن "الخلايا الإرهابية تدار من المناطق المضطربة في الخارج وتهدف إلى إثارة الفتنة الطائفية وإشاعة الفوضى".
صحيفة "اليوم السابع" المصرية عنونت خبرها الرئيسي على صدر صفحتها الأولى: "داعش في المصيدة"، حيث أبرزت "مقتل 25 إرهابياً في سيناء والقبض على أربعة من العناصر الخطرة" وكذلك القبض على خلية كبيرة في السعودية.
وأشارت "الشروق الجديد" المصرية إلى توجيه قوات الأمن المصرية "ضربة موجعة للإرهابيين في وسط وشمال سيناء".
وقالت "العرب اليوم" الأردنية إن "عيد العراق دموي" حيث "عاش العراق في أول أيام عيد الفطر المبارك مع تفجير انتحاري دموي تبنته عصابة داعش الإرهابية".
مواجهة "سرطان داعش"
دعا أكرم القصاص في مقاله بصحيفة "اليوم السابع" المصرية إلى دراسة وبحث الحالات التي انخرطت في التفجيرات الأخيرة حيث كانوا "شباباً ليسو مقموعين ولا فقراء ولا عاطلين". ويشير الكاتب إلى إن "سرطان داعش ينتشر ويتوسع ويستقطب شباباً في أوروبا وليس فقط المنطقة العربية".
يقول الكاتب: "الأمر يبدو أكبر من خطاب ديني، بل هو أقرب لفيروس وبائي بحاجة لتحاليل وعلاجات غير تقليدية، لأن الإرهاب داخل شرايين المجتمعات هنا وفي أوروبا وأمريكا، والمواجهة تبدأ من هنا ومن العقول التي ضربها الفيروس ومازال في طور الحضانة."
كما دعا أحمد محمد الجميعة في "الرياض" السعودية إلى إعادة النظر في "قراءة التحولات الفكرية لدى الشباب السعودي، والخروج من تقليدية إستراتيجية مكافحة الإرهاب القائمة على التعويل على خطبة الجمعة والمحاضرات والندوات وطباعة الكتب إلى التركيز على دور أكبر للأسرة والمدرسة، وتجريم مثيري التعصب والطائفية، والضغط على مزودي خدمات الإنترنت العالمية في تحمل مسؤولياتهم في مكافحة الإرهاب بعيداً عن مزاعم حرية الرأي والتعبير".
وشدد عبده خال في "عكاظ" السعودية على الحاجة إلى "مراجعة فكرية تنهض بها كل مؤسسات الدولة بصورة متواصلة وليس في أوقات الأزمة ثم نسيان أننا نعيش وفي كل بيت ربما مشروع إرهابي قادم".
أما افتتاحية "الوطن" السعودية فقد حثت الجميع على التعاون مع الجهات الأمنية "من باب إنقاذ وطنهم وأهاليهم من الخطر، والحال يشمل الإرهابيين أنفسهم والداعمين لهم والمتعاونين والمتعاطفين معهم".
ودعت الصحيفة إلى "أخذ الحيطة والحذر من قِبل كل من يوجد على أرض المملكة من مواطنين أو مقيمين" وذلك على خلفية تعدد جنسيات عناصر الخلية المضبوطة حسب بيان الداخلية السعودية.
وتحت عنوان "يقظة الأمن تقطع دابر داعش"، شدد أيمن الحماد في افتتاحية "الرياض" السعودية على دور الأسرة والمجالس العائلية الذي وصفه بأنه لا يقل أهمية عن دور وزارة الداخلية من جهة "تفنيد وإزالة الأفكار المنحرفة والالتباسات الفكرية التي تعتري بعض أبنائها بسبب الانفتاح وما تحققه تكنولوجيا الاتصال التي يستغلها الإرهابيون من أجل بث سمومهم والطعن في الدول الإسلامية وشرعيتها وتكفير المجتمعات، ومن ثم استباحة دمائهم".
ويقول عطية عيسوي في "الأهرام" المصرية إن "كابوس الإرهاب لن ينقشع عن سمائنا بالتصريحات المتشنجة وتوجيه الاتهامات عبر وسائل الإعلام، وإنما بالبحث عن أسبابه ودوافعه والعمل بجدية على وضع حد لها وتجفيف منابعه من خلال التعاون بين أجهزة الأمن والمواطنين لرصد تحركات المتطرفين والإبلاغ عن الإرهابيين منهم لإحباط محاولاتهم قبل وقوعها".
وشددت افتتاحية "الراية" القطرية على أن "محاربة التنظيم تتطلب جهداً وتنسيقاً خليجياً وعربياً ودولياً" في ضوء المعلومات التي رشحت عن "الأسس التي يعمل بمقتضاها التنظيم على نشر فكره المنحرف عبر شبكة الإنترنت وتجنيد عناصر جديدة من الشباب ونشر الدعاية المضللة".