كتب الصحفي في صحيفة "هآرتس" العبرية، جدعون ليفي، اليوم الخميس، مقالًا تحت عنوان " عهد التميمي... واصلي"، فنَّد فيه الحكم الظالم الذي تعرضت له الطالبة عهد التميمي (16 عاما) طوال ثمانية أشهر في السجن هي ووالدتها، دون أن يرتكبان أي ذنب، باستثناء المقاومة الطبيعية والعادلة للاحتلال، الذي اجتاح فناء منزلهن.
وخاطبها قائلا: لقد ضربت أنت جنديًا مسلحًا ومدرعا بأيديك العارية، كما يمكن لكل فتاة تبلغ من العمر (16 عامًا) أن تضرب جنديًا مسلحًا ومدرعا بيديها، والتقطت أمك الصور، هذا هو ذنبكن. في ظل الاحتلال، يُسمح للجنود فقط بالضرب. لقد فعلت أنت كل ما سيفعله كل شخص شجاع عاش تحت الاحتلال - لقد صفعته. الاحتلال يستحق أكثر من ذلك. لقد حدث هذا بعد أن أطلق الجنود النار على رأس ابن عمك، محمد تميمي، البالغ من العمر (15 عاماً)، في أعلى الشارع المجاور لمنزلك، وبقي بنصف جمجمة. اعلمي أنهم اعتقلوه مرة أخرى، على الرغم من إعاقته، وأفرجوا عنه. كما تم اعتقال أخيك ولم يتم الإفراج عنه بعد.
وأضاف، قرية النبي صالح في انتظار بناتها. بسام ينتظر ناريمان وعهد، وهناك أيضا إسرائيليين ينتظرون إطلاق سراحهن. في الأسبوع الماضي، تم اكتشاف حالة مقاومة أخرى لقوات الاحتلال: لقد قام شباب بإلقاء الحجارة على رجال شرطة حرس الحدود وأصابوا شرطية وتم نقلها إلى المستشفى. الحجر يمكن أن يقتل وهناك سياسة جديدة في شدتها ضد راشقي الحجارة. لقد تم اعتقال ثلاثة شبان، لكنه تم إطلاق سراحهم برمشة عين. لقد كانوا مستوطنين من "يتسهار". عهد لم تصب أحد، وأمضت ثمانية أشهر في السجن، لا، لا يوجد فصل عنصري في المناطق.
ستخرج عهد من السجن، يوم الأحد إلى واقع جديد. لقد أصبحت رمزًا. أثناء تواجدها في السجن، تمردت غزة ودفعت الثمن بحياة 160 من أبنائها، الذين قتلوا بالرصاص على أيدي القناصة الإسرائيليين. وظل العشرات الآخرون معاقين، بعضهم لأن إسرائيل منعتهم من تلقي الرعاية الطبية المناسبة.
في الوقت الذي كانت فيه عهد مسجونة، غرقت الضفة الغربية في غفوتها الصيفية، مشغولة بالانقسامات الداخلية والصراع. الضفة الغربية تحتاج إلى عهد. المقاومة تحتاج لعهد. ليس لأن فتاة واحدة لديها القدرة على التغيير، ولكن جيل عهد يجب أن يكون الجيل القادم من المقاومة. لقد ضاع سلفه. قُتل أبناؤه، أو جُرحوا، أو أُلقي القبض عليهم، أو أُصيبوا باليأس، أو تعبوا، أو تم نفيهم، أو تبرجزوا.
نعم، من الممكن أن تكون إسرائيليا وتدعم المقاومين الفلسطينيين للاحتلال الإسرائيلي، مثل عهد التميمي، وتتمني نجاحهم. في الواقع يجب عمل ذلك. بأيديها العارية ومظهرها اللافت تعتبر عهد أمل المستقبل، إلهام للآخرين. في وجهة نظر الشاباك، الذي عارض الإفراج المبكر عنها، كتب أن "الأمور التي تقولها تدل على فكرها المتطرف، وسوية مع الوضع الأمني ??... تدل على احتمال أن تكون خطرة إذا تم الإفراج عنها في وقت مبكر." مر شهران، ونأمل أن الشاباك يعتقد أن عهد استبدلت أيديولوجيتها بفضل الشهرين الإضافيين في السجن - وإلا، لن يفرج عنها. لكن الشاباك يعرف، أيضا، أنه باستثناء التنكيل والانتقام، استرضاء الرأي العام الإسرائيلي والمحاولة اليائسة للقمع بالقوة، لم يكن هناك أي مبرر لسجن فتاة الملصق من النبي صالح. ويعلم الشاباك، أيضا، أن الأيديولوجية "المتطرفة" التي تحملها عهد، هي أيديولوجية كل الذين يعيشون تحت الاحتلال.
الآن علينا أن نقول لعهد: كان الأمر يستحق العناء. واصلي مقاومة الاحتلال. اخرجي كل يوم جمعة إلى مظاهرة قريتك الشجاعة، واصلي "التحريض" - تحدثي ضد الاحتلال ووثقي جرائمه. وواصلي صفعه أيضاً، إذا قام بغزو باحة منزلك مرة أخرى، أو أطلق النار على ابن عمك الصبي في الرأس.