لم تتخيل في يومٍ أنها ستُسعف رفيق دربها وشريك حياتها، فدائماً ما كانت تتقدم الميدان لتقديم الإسعاف ضمن عملها في وزارة الصحة لجرحى مسيرة العودة شرقي قطاع غزة، لكنها لم تتمالك نفسها حينما رأت زوجها مضرجاً بدمائه برصاص الاحتلال الإسرائيلي الذي يتعمد أن يُُطلق النيران صوب المتظاهرين السلميين.
المسعفة لمياء أبو مصطفى، لم تتمالك نفسها وانهارت في مشهد لا يمكن تحمله حينما وجدت زوجها غازي محمد أبو مصطفى، البالغ من العمر 43 عاماً، مغادراً الحياة وشهيداً برصاص الاحتلال الإسرائيلي المجرم شرق خانيونس جنوب قطاع غزة.
لمياء أبو مصطفى، هي المسعفة التي لم تتوانى يوماً عن تقديم الإسعافات لمصابين مسيرة العودة الكبرى، لم تستطع أن تسعف زوجها اليوم الجمعة، عقب أن أطلق جنود الاحتلال النيران عليه وأردوه شهيداً.
وكان زوج المسعفة أبو مصطفى، قد أصيب قبل نحو شهرين ضمن فعاليات مسيرة العودة أيضاً، حيث استطاعت أن تقدم له العلاج في النقطة الطبية التي تعمل بها، لكنها اليوم ودعته شهيداً، لتؤكد الطواقم الطبية مجدداً على أنه في مقدمة صفوف الشعب الفلسطيني وفي دائرة الاستهداف المباشرة.
واستشهد مواطنان وأصيب العشرات بالرصاص الحي، والعديد بالاختناق، اليوم الجمعة، أثناء مشاركتهم بفعاليات مسيرات العودة الكبرى في جمعة "أطفالنا الشهداء" على كافة حدود قطاع غزة الشرقية.