قال "يوني بن- مناحيم" المحلل الإسرائيلي للشئون العربية إن العلاقات المصرية السعودية تشهد توتراً ملحوظاً، فبخلاف عدم رضا الملك سلمان عن طريقة تعامل القاهرة مع حركة حماس، جاء ترحيب وزير الخارجية المصري بالاتفاق النووي بين الغرب وإيران ليصب الزيت على النار.
وأضاف في مقال على موقع "news1" أن استضافة القاهرة وفداً تابع للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، العدو اللدود للمملكة، وكذلك إقامة معرض للحوثيين في مصر لإبراز أثار ما سموه بـ"العدوان السعودي"، خطوتان من شأنهما إزكاء الخلاف بين القاهرة والرياض".
وكتب "بن- مناحيم" :"في هذه المرحلة ألمحت السعودية لمصر بعدم رضاها عن تعامل القاهرة مع حركة حماس. وتشهد العلاقات بين السعودية ومصر مؤخراً توتراً بعد أن رحب وزير الخارجية المصري سامح شكري بتوقيع الاتفاق النووي مع إيران، واستضافت مصر مؤخراً في القاهرة وفداً من قبل الرئيس اليمني المخلوع عبد الله صالح، العدو اللدود للسعودية، وكذلك معرضاً للمتمردين الحوثيين حول بشاعة الحرب في اليمن".
فيما يتعلق بحركة حماس قال الكاتب إنه في عام 2012، خلال حكم الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، تغير تعامل السعودية مع جماعة "الإخوان المسلمين" وحركة حماس، وتم إدراجهما ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية، وسارت السعودية على خطى مصر، ونظرت إلى حماس بعدائية شديدة.
مع وصول الملك الجديد سلمان بن عبد العزيز للحكم في يناير 2015، تغير الموقف السعودي تجاه حماس، ومارست الرياض "ضغوطاً" على مصر لتغيير نظرتها للحركة الفلسطينية وفتح معبر رفح. لذلك جاءت زيارة قيادة حماس للسعودية واللقاء الرسمي الأول لوفد على رأسه خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس بالملك سلمان لتشكل مرحلة جديدة في العلاقات مع السعودية.
وتطرق اللقاء للأوضاع السياسية بالمنطقة في أعقاب توقيع إيران على اتفاق نووي مع القوى الكبرى، وتناول كذلك موضوعات أخرى مختلفة تتعلق بالمشكلة الفلسطينية كالحصار على قطاع غزة، والاتصالات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل بشأن هدنة طويلة الأمد، وجهود المصالحة الداخلية الفلسطينية التي وصلت إلى طريق مسدود.
وتتخوف المملكة للغاية من الاتفاق النووي، وتسعى جاهدة لتعزيز المحور السني الذي أقامته مع تركيا وقطر لمحاولة وقف التمدد الإيراني الشيعي. وهي بحاجة لحماس للحصول على "شهادة صلاحية" فلسطينية للمحور الجديد، بتغطية من حركة حماس.
وتابع:"على ما يبدو فإن المقابل الذي ستحصل عليه حماس سيكون تحديداً عبر مساعدات مالية، مع عدم استبعاد إمكانية حصول حماس في المستقبل على أسلحة من السعودية، تماماً مثلما يحدث مع ائتلاف المتمردين في سوريا المسمى "جيش الفتح" والذي يقاتل نظام بشار الأسد".
وخلص "بن- مناحيم" إلى أن حماس راضية بشان التقارب مع السعودية، وتعتبر ذلك خطوة هامة، حيث انتقلت من قائمة التنظيمات الإرهابية لتحظى بوضع الصديق للمملكة السعودية.