تستلم وزيرة الخارجية والقضاء الإسرائيليّة السابقة، تسيبي ليفني، بعد غدٍ، الأربعاء، مهامها زعيمةً للمعارضة الإسرائيليّة، بعد استقالة زعيم المعارضة السابق، يتسحاك هرتسوغ، إثر انتخابه رئيسًا للوكالة اليهوديّة.
ورغم أن المنصب رمزي، إلا أن القناة الرسميّة الإسرائيليّة (كان)، ذكرت أمس، الأحد، أنّ ليفني ستتّبع سياسة مخالفة لسلفها، تقوم على التعاون بين المعارضة الإسرائيليّة داخل الكنيست، وبين منظمات إسرائيليّة خارجها من أجل الضغط على حكومة نتنياهو.
ومن المقرّر أن تلتقي ليفني، بعد غدٍ، الأربعاء، بممثلين عن أكثر من ٤٠ منظّمة مختلفة "لتنسيق فعاليّات احتجاجيّة ضد الحكومة الإسرائيليّة".
وذكرت قناة "كان" إن شعار ليفني لقيادة المعارضة الإسرائيليّة هو "المعارضة إلى الشوارع"، في خلاف تامٍ مع سياسة هرتسوغ تجاه نتنياهو، التي وصفت بأنها "عناقيّة" وشهدت مفاوضات لانضمام هرتسوغ للحكومة الإسرائيليّة، فشلت لاحقًا.
وأظهر استطلاع للرأي نشر الشهر الماضي أن وجود ليفني على رأس "المعسكر الصّهيوني" سيبقي المعسكر ثانيًا في نتائج الانتخابات المقبلة، فيما ستنهار القائمة لو رأسها رئيس حزب العمل، آفي غباي، أو هرتسوغ.
ورغم الصّقورية في إدارة المعارضة الإسرائيليّة التي يرّوج لها صحافيّون إسرائيليّون مقرّبون من ليفني، إلا أنها، خلال تزعمها للمعارضة بين عامي ٢٠٠٩ و٢٠١٠، ساندت نتنياهو في عددٍ من قراراته، منها تأييده في الهجوم على أسطول الحريّة في العام ٢٠١٠، وامتناعها حتّى من توجيه النقد له.
يذكر أن تقارير سابقة، من العام الماضي، كانت قد تحدثت عن توتر بين غباي وليفني، وأجرت الأخيرة في أعقاب التوتر استطلاعات لفحص إمكانية التنافس على رأس قائمة مستقلة في الانتخابات القادمة.
ونقل عنها قولها لمقربين إنه "في حال تم حشرها في الزاوية من قبل غباي، فإن "هتنوعا" ستنافس بشكل مستقل في الانتخابات مثلما حصل في انتخابات عام 2013". وبحسبها فإن "مكانتها الشعبية قوية"، وأنها تعتقد أنها ستتجاوز نسبة الحسم في حال نافست في الانتخابات بقائمة مستقلة.
وكانت خلفية التوتر بين ليفني وغباي تعود إلى كون الأخير لا يؤمن بنموذج الشراكة بين "العمل" وبين "هتنوعا". وبحسبه فإن للحزب زعيم واحد فقط، وليس قيادة ثنائية، وأنه هو الزعيم.
وشغلت ليفني، في السابق، مواقع سياسيّة رفيعة في إسرائيل، منها الخارجيّة أثناء حربي لبنان الثانية (٢٠٠٦) وقطاع غزّة (٢٠٠٧-٢٠٠٨)، واشتهرت بأنها هدّدت بشن عدوان واسع على غزّة من العاصمة المصريّة، القاهرة، خلال مؤتمر صحافي مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية حينها، بالإضافة إلى عملها، لاحقًا، وزيرة للقضاء في حكومة نتنياهو الثالثة.