قال رئيس الوزراء رامي الحمد الله: "إننا اليوم أحوج ما يكون إلى تعزيز الدعم العربي والإسلامي لقضيتنا الوطنية والتصدي لمحاولات إسرائيل الالتفاف على القوانين والشرعية الدولية وتشتيت حقوق شعبنا، ورفض قانون القومية الذي يعزز سياسات الضم والتوسع الاستعماري، ويمعن في اقصاء السكان الأصليين، وتدمير حل الدولتين، فالمطلوب اليوم هو وقفة جادة وموحدة لدعم موقف الرئيس في رفض ما يسمى بـ"صفقة القرن"، والعودة إلى الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، كأساس لحل سلمي متوازن وعملي وعادل".
وأضاف الحمد الله خلال كلمته في اليوم الوطني المغربي، مساء اليوم الاثنين في مدينة رام الله، بحضور السفير المغربي لدى فلسطين محمد الحمزاوي، وعدد من الوزراء وأعضاء اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح، والسفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية، وشخصيات رسمية واعتبارية ودينية. "في خضم هذا، نعول على المواقف الشجاعة والراسخة التي تبديها المغرب، ملكا وحكومة وشعبا، ونثمن عاليا مواقف الملك محمد السادس، بصفته رئيس لجنة القدس، ورفضه المساس بالوضع القانوني والسياسي والتاريخي لمدينة القدس، ونعتز بالجهود التي بذلها ويبذلها، للتصدي لمحاولات إسرائيل طمس هويتها وتهجير سكانها وتزييف تاريخها".
وتابع: "إنه لمن دواعي اعتزازي وسعادتي أن أكون بينكم اليوم لنحيي معا الذكرى التاسعة عشرة لاعتلاء صاحب الملك محمد السادس للعرش في المملكة المغربية، ليجسد تطلعات شعبه في النمو والازدهار، ويصون الوحدة والهوية المغربية الأصيلة، ويربط الماضي المجيد بحاضر مشرق ومزدهر، فهذا اليوم هو رمز لسيادة ونهضة المغرب، وعماد قوتها وحضورها الفاعل على الساحة العربية والدولية".
وأردف الحمد الله: "من على أرض فلسطين، ونيابة عن الرئيس محمود عباس، أحيي الشعب المغربي الصديق والشقيق، وأتمنى للملك محمد السادس ولأسرته الجليلة، موفور الصحة والسعادة والعمر المديد".
واستطرد رئيس الوزراء: "نستذكر معكم العلاقات الوطيدة والمتينة التي ربطت بلدينا وشعبينا عبر التاريخ، فعلى مدار سنوات نضالنا من أجل نيل الحرية والانعتاق من الاحتلال الإسرائيلي، وفي مسيرة شعبنا في بناء دولته وتكريس استقلالها، كانت المغرب داعما أساسيا وعونا ومدافعا قويا عن القدس ومقدساتها وهويتها، من خلال ترؤسها لجنة القدس وإنشاء بيت مال القدس للاستجابة لاحتياجات أبناء شعبنا فيها ودعم صمودهم، لقد عاشت فلسطين في وجدان وضمير الشعب المغربي الذي عبر في كل مناسبة وفعالية، عن تضامنه الثابت والمبدئي والراسخ مع القضية الفلسطينية، وتزايد هذا التضامن، عند انضمام المملكة المغربية لمجلس الأمن، لتدعم الحق والمطلب والحضور الفلسطيني في المحافل الدولية والمنظمات الأممية".
واستدرك: "إننا ننظر إلى العلاقات الثنائية التاريخية بين بلدينا، بوصفها عامل قوة يزيد قضيتنا الوطنية منعة وصمودا، ونتطلع إلى المزيد من علاقات واتفاقيات التعاون في إطار اللجنة الوزارية الفلسطينية-المغربية المشتركة التي ستنعقد هذا العام، ونشكر المغرب على تنظيم واحتضان المؤتمر الدولي حول القدس في الرباط الشهر الماضي، وإنشاء مشفى ميداني تابع للقوات المسلحة المغربية بقطاع غزة، لتقديم الخدمات الطبية لجرحى مسيرات العودة السلمية، إضافة إلى المساعدات الإنسانية والكثير من أوجه التعاون المشترك، والحراك الدبلوماسي المؤثر، فلقد كان بفضل أشقائنا العرب وأصدقائنا الدوليين وكافة أحرار العالم، وبرؤية سياسية حكيمة قادها الرئيس محمود عباس، أن تمكنا من تجاوز الصعاب ومراكمة الانجازات على طريق النهوض والتحرر وتعزيز حضور فلسطين في النظام الدولي، وبما يساهم في صون قضيتنا وحماية شعبنا من بطش الاحتلال".
واختتم رئيس الوزراء كلمته: "في عيدكم الوطني، الذي يمثل رمزا للعزة والكرامة والنماء، نطلق رسالة امتنان وعرفان وتقدير لكل المواقف المغربية، الرسمية والشعبية، المناصرة لحقنا في الخلاص من الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة على حدود عام 1967، والقدس عاصمتها غير القابلة للمساومة، أرسل للشعب المغربي كل التهاني وأتمنى لهم دوام الرفعة والتطور والاستقرار".