غادر وفد حركة فتح، مساء أمس الإثنين، العاصمة المصرية القاهرة متوجهاً إلى رام الله عقب سلسلة لقاءات أجراها مع المسؤولين المصريين، لبحث ملف المصالحة وإنهاء الانقسام، ومناقشة أوضاع قطاع غزة.
وكشفت مصادر خاصة بوكالة "خبر"، أن الوفد الذي يترأسه عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، ويضم عضوي المركزية روحي فتوح وحسين الشيخ، بالإضافة إلى رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، سلّم المسؤولين المصريين رد الحركة على الورقة المصرية.
وأوضحت المصادر أن وفد "فتح" أطلع المسؤولين المصريين على ملاحظات الحركة بشأن الورقة المصرية للمصالحة، مُشيرةً في ذات الوقت إلى أن كافة الملفات ما تزال في طي الكتمان، وأن كل ما يُشاع عبر وسائل الإعلام غير دقيق.
وبيّنت أن عزام الأحمد هاتف الرئيس عباس مساء أمس الإثنين، وأطلعه على نتائج اللقاءات التي أجراها الوفد، موضحةً أن الأحمد غادر عقب الاتصال جمهورية مصر العربية وتوجه إلى رام الله للقاء الرئيس.
وأشارت إلى أن الأحمد أبلغ المسؤولين المصريين أن الحديث بملف المصالحة انتقل إلى الرئيس محمود عباس مباشرةً، مؤكدةً على أن تباحثات قادمة بين رئيس جهاز المخابرات المصري الوزير عباس كامل والرئيس عباس بشأن بعض الملفات المهمة.
وقالت: إن "وفد فتح أكد للوزير عباس كامل على أن الحركة تُريد من حماس أن تُطبق ما جاء في اتفاق أكتوبر 2017، وفي مقابل ذلك تلتزم الحركة بتطبيق ما تم التفاهم عليه"، مُشيرةً إلى أن الأيام القادمة حاسمة، خاصة أن وفد حركة حماس ما يزال متواجداً في القاهرة.
كما لفتت إلى أن الملاحظات التي قدمها وفد حركة فتح تتجه إلى عدم رغبة الحركة بتشكيل حكومة جديدة قبل أن يتم تمكين الحكومة، وذلك بناءًا على قناعة من الحركة بأن حركة حماس كانت شريكاً في تشكيل الحكومة، وأن الحكومة لم تأخذ فرصتها في ترتيب أوضاع غزة، موضحةً أن هذا الملف ما يزال قيد البحث لكن يمكن تجاوزه.
وفي سياق آخر، أكدت المصادر على أن وفد حركة فتح اِطلع على نتائج مباحثات المسؤولين المصريين مع حركة حماس بشأن تسوية الأوضاع في غزة ومنع اندلاع مواجهة عسكرية شاملة بين المقاومة وإسرائيل، حيث جرى في هذا السياق لقاء ضم مبعوث عملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادنيوف.
واعتبرت أن المؤشرات تُبيّن وجود تقدم كبير في مباحثات عملية نزع فتيل الحرب بغزّة، مبيّنةً أن التفاهمات تنصب على إقامة مشاريع إنسانية، وهدنة تامة، وملفات مختلفة تهدف جميعها لتحسين أوضاع قطاع غزة المحاصر، إلا أنها مشروطة بعودة السلطة إلى القطاع.