نيمار وباريس.. 12 شهرا من لعبة "القط والفأر"

تنزيل (17).jpg
حجم الخط

في 4 أغسطس 2017، صوب عشاق كرة القدم أعينهم نحو ملعب "حديقة الأمراء" لمشاهدة تقديم أغلى لاعب في تاريخ الساحرة المستديرة، نيمار جونيور، الذي انتقل إلى باريس سان جيرمان مقابل 222 مليون يورو، قيمة الشرط الجزائي في عقده مع ناديه السابق برشلونة.

ومنذ هذا التاريخ، شهدت العلاقة بين نيمار والنادي الباريسي حالة من الشد والجذب أشبه بلعبة "القط والفأر".

و نستعرض  في هذا التقرير مسيرة النجم البرازيلي على مدار عام كامل بعاصمة النور.


عداء مبكر

بعد أسابيع قليلة على انضمام نيمار لفريقه، وبدأ يظهر للنور ملامح أعدائه في صفوف الفريق، حيث تصارع مع زميله إدينسون كافاني على تسديد ركلة جزاء في مباراة ليون يوم 17 سبتمبر الماضي، لتثار ضجة كبيرة استمرت لأسابيع في وسائل الإعلام، بشأن التساؤل حول المتخصص الأول في تسديد ركلات الجزاء.

ولم يسلم أوناي إيمري، المدير الفني السابق لسان جيرمان، من نيمار، حيث تناقلت صحف فرنسا ما وصفته بالحرب الباردة بينه وبين النجم البرازيلي، بشأن عدم إحساس الأخير بأن مدربه يمنحه معاملة خاصة، إضافة إلى عدم اقتناع لاعب برشلونة السابق بقدرات إيمري، وانتقاد طول محاضرات الفيديو.

لحظات سوداء

مر نيمار جونيور بأوقات عصيبة في عامه الأول بقميص "بي إس جي"، أولها طرده في أول مباراة كلاسيكو ضد أولمبيك مارسيليا في 22 أكتوبر، في اللقاء الذي انتهى بالتعادل 2-2 بهدف لكافاني في وقت قاتل، لينجو الفريق العاصمي من السقوط في ملعب "فيلودروم".

كما كان شهر فبراير الماضي قاسيا على نيمار، حيث كان شاهدا على خسارة فريقه أمام ريال مدريد 1-3 في سانتياجو برنابيو ليضع قدمه الأولى خارج دور الـ16 لدوري الأبطال، وقبل أيام من لقاء الإياب، تعرض اللاعب البرازيلي للانتكاسة الأكبر في مسيرته بإصابة في كاحل القدم خلال مباراة أولمبيك مارسيليا يوم 27 فبراير على ملعب حديقة الأمراء في الجولة 27 للدوري.

 

ألغاز وألاعيب

 

لم يتخل نيمار عن عادته في إثارة الجدل، حيث قام بزيارة مقر تدريبات فريقه القديم برشلونة، والتقط صورا تذكارية مع زملائه القدامى ميسي وبيكيه وراكيتيتش، كاتبا رسائل تحمل معنى الحنين للبارسا، مما دفع الصحف الإسبانية على مدار عدة أسابيع بالتأكيد أن النجم البرازيلي نادم على ترك البلوجرانا.

وفي ديسمبر، طار نيمار إلى البرازيل بداعي الوجود بجوار شقيقته التي أجرت عملية جراحية دون إعلان مدة غيابه عن صفوف الفريق، مما أثار العديد من علامات الاستفهام.

وفي 5 فبراير الماضي، أكمل نيمار عامه الـ 26، إلا أنه احتفل بعيد ميلاده على مدار 3 أيام متتالية بحفلات خاصة لزملائه وأقاربه أيام السبت والأحد والاثنين، ليغيب عن قائمة فريقه لمواجهة نانت يوم الثلاثاء في دور الـ16 لكأس فرنسا.

كما عبرت جماهير النادي عن غضبها من برنامج "النقاهة" لنيمار وإصراره على التواجد في البرازيل بعد إجراء العملية الجراحية في أوائل مارس الماضي، ونشرت رسائل قوية عبر مواقع التواصل الاجتماعي تعبر عن شعورها بعدم تقدير اللاعب لمكانة فريقه.




وبالفعل تحركت إدارة النادي الباريسي، ليعود نيمار إلى مقر ناديه في أواخر أبريل وشارك في احتفالات التتويج بالدوري والكأس بعد رحلة طيران خاصة تكلفت 300 ألف يورو.


لسان ضعيف أمام ريال مدريد

حصد نيمار جائزة أفضل لاعب في الدوري الفرنسي، وحقق العديد من الأرقام القياسية بفضل تسجيله 19 هدفا وصناعة 13 في 20 مباراة، كما ساهم على الورق فقط في حصد الكأس وكأس الرابطة.

إلا أن هذه الإنجازات توارت أهميتها خلف الضجة المثارة حول اهتمام ريال مدريد بضم نيمار، بينما كان الرد غامضا أحيانا بقوله: "أخبار الانتقالات تزعجني".

 وفي أحيان أخرى لم يكن الرد بنفس القوة المطلوبة لتأكيد ارتباطه بالنادي الفرنسي، مكتفيا بتصريح روتيني بأنه ملتزم بعقده الذي يمتد حتى صيف 2022، في الوقت الذي صرح فيه ناصر الخليفي رئيس النادي: "نيمار مستمر معنا بنسبة 1000%".