عائلات الجنود الأسرى بغزة تهاجم "الكابينت"

أسرى الاحتلال بغزة.jpg
حجم الخط

هاجمت عائلات الجنود الأسرى لدى كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس في غزة، حكومة الاحتلال الإسرائيلي؛ على خلفية الأنباء التي تتحدث عن قرب التوصل إلى تسوية مع قطاع غزة.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقدته العائلتان في القدس المحتلة صباح الأحد، قبيل ساعات من عقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابينت" جلسة خاصة لمناقشة تسوية "مجهولة التفاصيل" مع غزة.

وتوجهت العائلتين والمتضامنون معهما عقب المؤتمر لمحيط ديوان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في محاولة للقائه.

وقالت "زهافا شاؤول" والدة الجندي الأسير "أورون شاؤول" إن: نتنياهو صرخ على زوجها قبل وفاته عندما كان يُطالب باستعادة ابنها من القطاع"، داعيةً إلى عدم الوثوق بتصريحاته ووعوده.

ودعت "شاؤول" أعضاء الكابينت إلى عدم الاشتراك فيما أسمته "فخ المفاوضات الدائرة حول تسوية مفترضة في القطاع طالما لا تشمل إعادة الجنود والأسرى الآخرين من القطاع".

وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية وأجنبية مؤخرًا عن مساعٍ أممية ومصرية لبلورة حلول من شأنها تخفيف الأزمات الإنسانية الخانقة في القطاع، وتنفيذ مشاريع إغاثية، تشمل تثبيت وقف إطلاق النار بين فصائل المقاومة و"إسرائيل"، أو عقد هدنة بين الطرفين.

ولفتت "شاؤول" إلى أن "هكذا فرصة قد لا تتكرر وأنه من الخطأ تفويتها"، في إشارة إلى ضرورة التوصل إلى حل مع القطاع يشمل الجنود الأسرى.

ودعت العائلتان إلى أن تشمل المفاوضات الدائرة شرطًا مسبقًا وهو إعادة الجنود وعدم تهميش قضيتهم.

فيما اتهمت عائلة الضابط الأسير في القطاع "هدار غولدين" نتنياهو بالكذب والخداع عبر عبارات فارغة من محتواها ووعود لا ينوي تحقيقها.

وجاء على لسان والدة الضابط قولها: "فقدت ثقتي بنتنياهو عندما وقّع على اتفاق المصالحة مع تركيا وقرر استثناء شرط استعادة الجنود من الاتفاق في اللحظة الأخيرة".

وكانت كتائب القسام أعلنت مساء 20 يوليو 2014 أسرها جنديًا إسرائيليًا يدعى شاؤول أرون خلال عملية شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة إبان العدوان البري؛ لكن جيش الاحتلال أعلن عن مقتله.

وفي الأول من أغسطس من نفس العام، أعلن جيش الاحتلال فقد الاتصال بضابط يدعى هدار جولدن في رفح جنوبي القطاع، وأعلنت القسام حينها أنها فقدت الاتصال بمجموعتها التي أسرته في المكان، ورجحّت استشهادها ومقتل الضابط الإسرائيلي.

وفي يوليو 2015 سمحت الرقابة الإسرائيلية بنشر نبأ اختفاء الإسرائيلي "أبراهام منغستو" من ذوي الأصول الأثيوبية بقطاع غزة قبل 10 أشهر (سبتمبر 2014) بعد تسلله من السياج الأمني شمالي القطاع، كما أفادت مصادر صحفية غربية عن أن "إسرائيل" سألت عبر وسطاء غربيين عن شخص "غير يهودي" اختفت أثاره على حدود غزة في تلك الفترة، وهو الأمر الذي لم تتعاط معه حماس مطلقًا.

وعرضت كتائب القسام صور أربعة جنود إسرائيليين وهم: "شاؤول آرون" و"هادار جولدن" و"أباراهام منغستو" و"هاشم بدوي السيد"، رافضة الكشف عن أية تفاصيل تتعلق بهم دون ثمن.

وفي يناير 2018، قال وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إنه لا يعرف إذا كان الإسرائيليون المحتجزون في قطاع غزة أحياء أم أموات.

وأضاف ليبرمان في معرض رده على سؤال بشأن ربط رفع الحصار عن غزة باستعادة "جثث" الإسرائيليين المحتجزين في غزة أنه "لا يعرف إذا ما كانوا جثثًا أم أحياء".

وكانت تلك المرة الأولى التي يعترف فيها مسؤول إسرائيلي رفيع بإمكانية وجود أسرى على قيد الحياة لدى المقاومة في غزة، بعد إصرار لسنوات على أنهم "جثث".

وتشترط حركة حماس بدء أي مفاوضات مع الاحتلال بإفراجه عن محرري صفقة "وفاء الأحرار"، الذين أعاد اعتقالهم.

وأعاد الاحتلال اعتقال أكثر من 50 مُحررًا بالصفقة التي تمت عام 2011، وأفرج بموجبها عن ألف أسير نصفهم من ذوي الأحكام العالية مقابل إطلاق سراح الجندي جلعاد شاليط، الذي أسر من على حدود القطاع صيف 2006، وبقي في قبضة المقاومة خمس سنوات.