تصادف اليوم ذكرى إطلاق النار بمسدس كاتم الصوت، على ضمير فلسطين وقلبها النابض، المناضل الكبير ورسام الكاركتير الفلسطيني ناجي العلي.
ناجي سليم حسين العلي، الملقب بضمير الثورة، من مواليد قرية الشجرة عام 1936، شرد من فلسطين عام 1948، نزحت عائلته مع أهل القرية باتجاه بنت جبيل في لبنان، و هو من أسرة فقيرة تعمل في الزراعة والأرض، لجأ إلى مخيم عين الحلوة شرق مدينة صيدا حيث سكن وعائلته بالقرب من بستان أبو جميل قرب الجميزة منطقة "عرب الغوير"، وكان يقضي أوقاتاً طويلة في مقهى ببلدة صفورية، كانت حياة ناجي العلي في المخيم عبارة عن عيش يومي في الذل، فأحدث ذلك صحوة فكرية مبكرة لديه، عرف أنه وشعبه، كانا ضحايا مؤامرة دبرتها بريطانيا وفرنسا، بالتحالف والتنسيق مع الحركة الصهيونية العالمية.
درس ناجي العلي في مدرسة "اتحاد الكنائس المسيحية"، حتى حصوله على شهادة "السرتفيكا" اللبنانية، ولما تعذر عليه متابعة الدراسة، اتجه للعمل في البساتين مع الوكيل سعيد الصالح أبو صالح، لكن بعد مدة، ذهب إلى طرابلس – القبة ومعه صديقة محمد نصر شقيق زوجته، ليتعلم صنعة في المدرسة المهنية التابعة للرهبان البيض، تعلم سنتين هناك، ثم غادر بعد ذلك إلى بيروت حيث عمل في ورش صناعية عدة، نصب خيمة قديم في حرش مخيم شاتيلا ، وعاش في حياة تقشف.
عام 1957 سافر إلى السعودية بعدما حصل على دبلوم الميكانيكا وأقام فيها سنتين، كان يشتغل ويرسم أثناء أوقات فراغه، ثم عاد بعد ذلك إلى لبنان.
عام 1959 حاول أن ينتمي إلى حركة القوميين العرب، لأنه وخلال سنة واحدة، أبعد أربع مرات عن التنظيم، بسبب عدم انضباطه في العمل الحزبي.
1960 - 1961 أصدر نشرة سياسية بخط اليد مع بعض رفاقه في حركة القوميين العرب تدعى " الصرخة ".
عام 1960 دخل الأكاديمية اللبنانية للرسم لمدة سنة، إلا أنه ونتيجة ملاحقته من قبل الشرطة اللبنانية، لم يداوم إلا شهراً أو نحو ذلك وما تبقى من العام الدراسي أمضاه في ضيافة سجون الثكنات اللبنانية، حيث أصبح حنظلة زبوناً دائماً لمعظم السجون، تارة يضعونه في سجن المخيم، وأخرى ينقلونه إلى السجن الأثري في المدينة القريبة، و إذا ما ضخموا له التهمة ـ فإنهم كانوا ينقلونه إلى سجن العاصمة أو المناطق الأخرى، بعد ذلك ذهب إلى مدينة صور ودرس الرسم في الكلية الجعفرية لمدة ثلاث سنوات -عام 1963 سافر إلى الكويت وعمل في مجلة الطليعة الكويتية رساماً ومخرجاً ومحرراً صحافياً، وكان هدفه أن يجمع المال ليدرس الفن في القاهرة أو في إيطاليا ترك الكويت مرات عدة وعاد إليها.
عام 1968عمل في جريدة السياسة الكويتية لغاية العام 1975 . - مع بداية العام 1974 عمل في جريدة السفير، وقد استمر فيها حتى العام 1983 .
1979 انتخب رئيس رابطة الكاريكاتير العرب.
عام 1982 اعتقل في صيدا من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وأطلق سراحه حيث إنهم أخطأوا التعرف إلى شخصيته.
عام 1983 بعد أن ضاق به أهل البيت ذرعاً، ترك بيروت متوجهاً إلى الكويت، حيث عمل في جريدة القبس الكويتية وبقي فيها حتى أكتوبر 1985. - عام 1985 بعد أن ضاق به أهل البيت ذرعاً، ترك الكويت وتوجه إلى لندن حيث عمل في" القبس" الدولية.
شاركت رسوم ناجي العلي في عشرات المعارض العربية والدولية. - أصدر ثلاثة كتب في الأعوام (1976 ، 1983 ، 1985) ضمت مجموعة من رسوماته المختارة.
كان يتهيأ لإصدار كتاب رابع لكن الرصاص الغادر حال دون ذلك.
حصلت أعماله على الجوائز الأولى في معرضي الكاريكاتير للفنانين العرب أقيما في دمشق في سنتي 1979 1980 م .
عضو الأمانة العامة لاتحاد الكتاب والصحافيين الفلسطينيين .
نشر أكثر من 40 ألف لوحة كاريكاتورية طيلة حياته الفنية، عدا عن المحظورات التي مازالت حبيسة الأدراج ، ما كان يسبب له تعباً حقيقياً .
اختارته صحيفة "اساهي " اليابانية كواحد من بين أشهر عشرة رسامي كاريكاتير في العالم.
متزوج من السيدة وداد صالح نصر من بلدة صفورية – فلسطين وله أربعة أبناء: خالد ، أسامه ، ليال وجودي.
اغتيل في لندن يوم 22 / 7 / 1987 وتوفي 29/ 8/ 1987 م . - وبعد وفاته ، أقيم مركز ثقافي في بيروت أطلق عليه اسم "مركز ناجي العلي الثقافي" تخليداً لذكراه، كما حملت اسم الفنان مسابقة الرسم الكاريكاتوري أجرتها جريدة "السفير".
وصف الاتحاد الدولي لناشري الصحف في باريس ناجي العلي ، بأنه واحد من أعظم رسامي الكاريكاتير منذ نهاية القرن الثامن عشر ،ومنحه جائزة " قلم الحرية الذهبي" وسلمت الجائزة في إيطاليا إلى زوجته وابنه خالد ، علماً بأن ناجي العلي هو أول صحافي ورسام عربي ينال هذه الجائزة.
لقد مضى ناجي على ذات الطريق الصعبة الواضحة التي سار عليها من قبل صديقه، والذي التقط رسوماته لأول مرة غسان كنفاني.
لقد ولدا في ذات العام 1936، وفي 8 تموز 1972 تم اغتيال غسان كنفاني، وبعد خمسة عشر عامًا تم اغتيال ناجي العلي، يقول غسان: "هناك رجال ينبتون الآن في أرض المسؤولية كما ينبت الشجر في الأرض الطيبة، حريصون على إعادة المجد للكلمة"، ولأنه كان وفيًا لما يكتب كان يجب أن يصمت، ولذات السبب كان يجب إسكات ناجي، كان يجب اغتيال حنظلة لأنه يرفض الصمت والسكوت .