أجرى الرئيس محمود عباس، صباح اليوم الخميس، اتصالات دولية مكثفة وعلى كافة المستويات لوقف التصعيد الإسرائيلي على أهلنا في قطاع غزة.
ونبه الرئيس إلى خطورة هذا التصعيد، داعيا المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري والعاجل لوقفه وعدم جر المنطقة إلى مزيد من الدمار وعدم الاستقرار.
كما دعا أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات دول العالم إلى مراجعة علاقاتها الثنائية مع إسرائيل، وعدم اعتبار إسرائيل شريكاً لأي دولة تدّعي احترم القانون الدولي وحقوق الإنسان، ما استمرت في انتهاك القانون الدولي والتنكر للشرعية الدولية.
ودعا جميع الأطراف المتداخلة التدخل الفوري، وتثبيت التهدئة، وإعطاء الفرصة لتحقيق المصالحة الفلسطينية، وانهاء الانقسام، وازالة أسبابه على اعتبار ذلك المدخل الوحيد لحماية أبناء شعبنا، وصولا الى إنهاء الاحتلال، وإقامة دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية.
وعلى صعيد آخر، وجه عريقات رسالة رسمية إلى دول العالم من خلال الممثلين الدبلوماسيين في فلسطين إثر تشريع "قانون القومية" العنصري، حيث شرح فيها "أهداف القانون العنصري في إضفاء الشرعية على برنامج إسرائيل السياسي، وإعطاء الصفة الرسمية لنظامين مختلفين داخل دولة واحدة، أحدهما نظام الفصل العنصري".
وأشار إلى أنه "قبل الموافقة على مشروع قانون "القومية" الأخير كان هناك أكثر من 50 قانونًا في الكنيست الإسرائيلية يميز فقط ضد السكان غير اليهود في إسرائيل، وهذا يشمل التعديل الذي توافق عليه الكنيست سنوياً في قانون المواطنة، حتى أن بعض القوى التي كانت تدعو إلى السلام في الماضي وافقوا اليوم على تشريع عنصري يمنع جمع شمل العائلات الفلسطينية فقط لأنهم ليسوا يهوداً".
وقال "إن موافقة الكنيست على هذا القانون العنصري تأتي في إطار دعم محاولات الضم غير الشرعية للقدس الشرقية المحتلة، وتشجيع بناء وتوسيع المستوطنات الاستعمارية، والتأثير على جميع السكان غير اليهود الذين يعيشون تحت السيطرة الإسرائيلية والذين يمثلون أكثر من 50? ممن يعيشون في فلسطين التاريخية بمن فيهم المسيحيين والمسلمين والدروز".
وعبّر عن عدم تفهمه وشعبنا لماهية القيم المشتركة التي تربط بين إسرائيل ودول العالم، قائلا: لقد أعربت فلسطين مسبقا عن قلقها البالغ من كيفية تعريف بعض دول العالم لعلاقتها مع إسرائيل والتي أدعت انها تتقاسم وإسرائيل القيم الديمقراطية، كما صرح بذلك ممثل الاتحاد الأوروبي في تل أبيب، والأمين العام لمنظمة الولايات الأميركية لويس ألماغرو".
ودعا عريقات دول العالم إلى اتخاذ إجراءات مجدية لضمان تنفيذ القانون الإنساني الدولي، واشار إلى أن الوقت قد حان لكي تدركوا أن تشجيع إسرائيل على ثقافة الإفلات من العقاب لم يجعلنا أقرب إلى السلام، ولم نحصل إلا على إقرار قانون يجعل من إسرائيل نظام فصل عنصري بالقانون، نتيجة عدم اتخاذ التدابير الجدية ضد الاستيطان الاستعماري، وانتهاك إسرائيل للقانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة، والتمييز المنظم الذي تمارسه ضد مواطنيها العرب الفلسطينيين، ولا يمكن أن يستمر التعامل مع إسرائيل كدولة فوق القانون.
وبهذا الخصوص، دعا الدول إلى عدم تجاهل هذه الحقائق، وأنتم تديرون العلاقات الثنائية مع إسرائيل، ولا يمكن اعتبار إسرائيل شريكا لأي دولة تدعي أنها تحترم القانون الدولي وحقوق الإنسان.
وأوضح أن مثل هذه القوانين لا تقوض فقط فرص التوصل إلى سلام عادل ودائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين والأمن والاستقرار الإقليميين، بل إنها تلحق الضرر بشعبنا الفلسطيني، وتهدف إلى تقويض وجودنا وهويّتنا"، مشددا على وجوب توفير الحماية الدولية لأبناء شعبنا، وذلك في ضوء التصعيد الخطير عسكريا على قطاع غزة.
وبدوره، قال أمين سر هيئة العمل الوطني في قطاع غزة، محمود الزق، إن ما يحدث من عدوان على غزة هو محاولة لفرض اشتراطات وإرادة إسرائيلية، تحاول فرضها على أي اتفاق يتم التوصل إليه في الحوارات الجارية مع حركة حماس.
ودعا الزق في تصريح صحفي اليوم، حماس لإدراك الأمر قبل فوات الأوان وإنهاء الانقسام فورا، محذرا من تصعيد إسرائيل لعدوانها على قطاع غزة واعتبره عدوانا وحشيا لتحقيق أهداف سياسية.
واعتبر الزق أن أي اتفاق بين حركة حماس وإسرائيل هدفه فصل غزة عن الوطن وتكريس الانقسام،إضافة إلى انه تمرير للمشروع الأمريكي الداعي لإنشاء كيان سياسي في قطاع غزة للفلسطينيين، بمواصفات أقل من دولة وأكثر من حكم ذاتي.
كما أدانت جبهة التحرير الفلسطينة التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي أدى إلى استشهاد عدد من أبناء شعبنا خاصة الام وطفلها وجنينها من عائلة الو خماش في دير البلح
وقالت الجبهة في بيان صحفي اليوم، أن هذا التصعيد في أعقاب مغادرة وفد قيادة حماس للقطاع، ورأت فيه محاولة مكشوفة من قبل سلطات الاحتلال لخلط الاوراق ولفرض شروطها بشأن المشاورات الجارية على الصعيد الإقليمي، ومع مبعوث الأمم المتحدة ملادينوف، للوصول إلى "تهدئة" بين إسرائيل والقطاع وكذلك في ظل الحديث من القاهرة عن نجاحات في موضوع المصالحة وإنهاء الانقسام .
ووجهت الجبهة التحية إلى شعبنا في قطاع غزة في صموده البطولي، ودعت إلى تعزيز الوحدة الوطنية و الميدانية لقواه وأذرعه العسكرية كافة في الدفاع عن القطاع وأهله وسكانه.
وتقدمت الجبهة إلى ذوي وأسر الشهداء بالتعازي الحارة وللجرحى بالشفاء العاجل
وختمت مثمنة الدور الذي تلعبه مصر، لإنهاء الانقسام، مؤكدة على ضرورة وصول هذا الجهد إلى خواتيمه السليمة، وبما يعيد للقطاع عافيته.
طالبت حركة حماس صباح اليوم المجتمع الدولي، بتحمل مسؤولياته تجاه العدوان والحصار الإسرائيلي الذي قد "يؤدي استمراره إلي انفجار كبير في الأوضاع"،.
وحمّلت الحركة على لسان القيادي فيها سامي أبو زهري في تصريحات عبر حسابه على موقع تويتر، الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن جولة التصعيد الحالية.
وقال إن الاحتلال بدأ هذه الجولة من التصعيد باستهداف شهيدين شمال غزة، مؤكدا على دور "المقاومة البطلة" في حماية الشعب الفلسطيني.
يذكر أن ثلاثة مواطنين استشهدوا وأصيب 12 آخرون في سلسلة غارات جوية وقصف مدفعي شنتها إسرائيل فجر اليوم طالت مختلف مناطق القطاع.