تناولت صحيفة إسرائيلية، فرص "التسوية" التي يمكن التوصل إليها بعد جولة التصعيد الأخيرة في قطاع غزة.
وقالت صحيفة "إسرائيل اليوم" في مقال أعده البروفيسور إيال زيسر، اليوم الجمعة، إن "إسرائيل وحماس موجودتان على مسافة خطوة من التدهور إلى المجهول، وفي واقع الأمر إلى المعلوم والمعروف"، موضحةً أن "جولة العنف ستجلب الخراب والدمار إلى القطاع، وستترك في نهاية المطاف الفلسطينيين وقادة حماس في المكان ذاته، الذين يوجدون فيه اليوم، بل وربما في مكان أسوأ منه".
وذكرت الصحيفة، أنه "في الأسابيع الأخيرة تبدي إسرائيل ضبطاً أقصى للنفس في ضوء نار الصواريخ التي لا تتوقف من قطاع غزة"، معتبرةً أن "ضبط النفس يشير إلى الثقة بالنفس والقوة، إلى جانب قدرة الزعامة على التفكر الذي تبديه القيادة العسكرية والقيادة السياسية في إسرائيل".
وأضافت أن "ضبط النفس هذا، يمنح إسرائيل فضائل عديدة، أبرزها منع التدهور والتصعيد اللذين لا يخدمان أحداً، إضافة إلى تحقيق إنجازات سياسية وأمنية لا بأس بها"، مستدركة قولها: "لكن من الممكن أن يؤدي هذا الضبط إلى نتائج معكوسة، مثلماً حدث عشية حرب الأيام الستة".
كما وأشارت، إلى أن "ضبط النفس عشية حرب الأيام الستة، شجع الطرف الآخر على تصعيد خطواته وجر المنطقة إلى الحرب"، معتقدة أن "حماس تفسر ضبط النفس الذي أبدته إسرائيل في القطاع في الأسابيع الأخيرة كمظهر ضعف وخوف من التصعيد".
وأكدت، على أنه "لا يوجد أي مصلحة لحماس في جولة مواجهة متجددة، لكنها تنطلق من نقطة افتراض بأن إسرائيل تخاف من جولة كهذه حتى أكثر منها"، منوهة إلى أن "حماس تنصت للخبراء والمحللين الإسرائيليين الذين يحذرون بأنه ليس لإسرائيل أي بديل عن حكم حماس، وأن عليها أن تمتنع عن محاولة إسقاطها واحتلال القطاع".
ورأت الصحيفة أنه "من هذا المنطلق تبدي حماس استعدادها للوصول إلى تسوية مع إسرائيل، تتضمن استمرار الهدوء النسبي على طول الحدود مع قطاع غزة، لكن في الوقت نفسه يفترضون خطأ بأن لديهم مجال مناورة، يسمح لهم بمواصلة السير على شفا الهاوية، فيطلقون صليات الصواريخ تجاه إسرائيل".
وأوضحت أن "ذلك يؤدي إلى تحسين مواقع المساومة لدى حماس وتعظيم صورتها، كمن يفرضون على إسرائيل شروطهم وفي النهاية وهو الأهم من كل شيء، تحديد قواعد لعب جديدة، تشبه تلك القائمة في لبنان"، بحسب صحيفة "إسرائيل اليوم".
وختمت بقولها إن "كل يوم يمر يتم فيه تجاوز لخطوط حمراء جديدة، ورغم أنه لا يزال ممكنا وقف هذا التدهور، إلا أنه في ضوء المزاج الذي تعيشه حماس، فإن كل محاولة لتهدئة الخواطر وإنهاء جولة العنف الحالية؛ ستقود إلى موجة أصعب من أي وقت مضى".