بقلم: نداف شرغاي
الحرم. بعد خراب "الهيكل المقدس" بـ 1945 سنة. اليكم الصور الصعبة، التي لا يمكن استيعابها وهي تُذكر أكثر بوسط طهران أو غزة. اليكم ما التقطته العدسات منذ بضعة اشهر. "جميع الحقوق محفوظة" للمواقع الاسلامية التي توثق وبفخر. وفي وسائل الاعلام الاسرائيلية لن تجدوا أي ذكر لها.
واجهة قبة الصخرة، أعلى الاقواس: عبارة ضخمة لـ "حماس" عليها صورة مقاتل ملثم، وهي تشبيه مزيف لميداليات الجنديين الاسرائيليين، شاؤول أورن وهدار غولدن، اللذين تحتفظ "حماس" بأشلائهما منذ سنة، ورسم لقبضة مغلقة قامت بالتخلص من الاصفاد الحديدية.
مشاهد حقيقية في ساحات المساجد: نساء يحملن صور "ارهابيين"؛ اطفال يحملون مسدسات ورشاشات بلاستيكية بشكل تهديدي؛ شباب يلوحون بأعلام "حماس" وم.ت.ف؛ ملثم يتسلق سطح الاقصى ويرفع العلم الفلسطيني؛ شباب طبعت على قمصانهم صورة الرئيس المصري المعزول، محمد مرسي، ويحملون رايات "الاخوان المسلمين"؛ نساء ملثمات في مدخل قبة الصخرة.
وايضا نداءات: "خيبر خيبر يا يهود، جيش محمد سوف يعود" – تذكروا خيبر أيها اليهود. وجيش محمد سيعود (المعنى: دعوة لقتل اليهود). "داعش" أيضا في الصورة: صورة جماعية – وجوه مبتسمة واصابع تأييد للتنظيم الذي يقطع الرؤوس، ولا يخلو الامر من تحريض قديم – جديد: "اليهود يعجنون العجين بدم الاطفال". صورة ضخمة لعرفات وأبو مازن وهتافات: "يا قسام يا عيوني، فجر تل ابيب وكريات شمونه".
وفي المقابل: الحرم مغلق أمام اليهود، أو أنه مفتوح بشكل جزئي. ساعات طويلة من الانتظار، مجموعات صغيرة فقط تدخل الى الداخل مع حراسة مشددة تحت وابل من الشتائم واصوات الذين يتواجدون في المكان ويتلقون أجراً على ذلك. من المحظور على اليهود الرد أو تحريك الشفاه في الصلاة، حتى لو كان هذا بدون صوت. من المحظور عليهم اغلاق أعينهم حتى لا يفسر المسلمون هذا على أنه صلاة. من المحظور عليهم القراءة بصوت مرتفع: الله أكبر، كما يفعل المسلمون. من المحظور عليهم ادخال التفاح الى الحرم. أحد اليهود الذي لم يعد يتمكن من ذرف دموعه وينفجر بالبكاء بسبب ما يحدث، تم استبعاده من الجبل خوفا من أن دموعه "ستمس بسلامة الجمهور". المجموعات الاسرائيلية العلمانية لم تَسلم أيضا، وقد تعلم المسلمون التمييز بينهم وبين السياح. وقد منعوا اليهود مؤخرا من الشرب من الحنفيات في المنطقة الشمالية للحرم. ووسائل الاعلام؟ صمت مطبق. فـ "جرائم الكراهية" هذه لا تعنيها.
الحرم هو القلب، لكننا فقدنا هناك الرأس. نتان ألترمان (الحكيم) كتب بعد قيام الدولة بسنة في قصيدته "سؤال رئيس" عن القدس وعن الاماكن المقدسة: "مع بداية تاريخ الانسان/ كان شخص مسه الجنون/ وزعم/ أن الرأس هو جزء من الجسم... وزعم أن الاهتمام بالأماكن المقدسة – موضوع قابل للترتيب. أفضل/ لكن لا يوجد حارس مخلص لأي رأس/ مثل شخص يحمله على أكتافه".
التاسع من آب، الحرم في أيديهم، الوضع الراهن؟ "على هذا تفطر قلبنا. على هذا اسودت عيوننا...". بنيامين نتنياهو، نفتالي بينيت، اييلت شكيد وجلعاد أردان – هل أنتم في السلطة أم أن هذا حلم؟.
عن "إسرائيل اليوم"