بقلم: ايتان هابر
1. من الدارج التفكير بأن الولايات المتحدة توفر لنا كل الوسائل القتالية التي لديها. لكن هذا ليس صحيحا. فالولايات المتحدة تبقي الوسائل الاكثر حداثة لقتالها في مواجهة اعدائها، وحتى حلفاؤها الاكثر ولاء مثل اسرائيل غير جديرين بالاطلاع على أسرارها.
موضوع النووي الايراني يوزن بالميزان الذي ثبت على مدى السنين. ففي البيت الابيض يعرفون بأن الهدف الاول للقنبلة الذرية الايرانية ستكون اسرائيل. وحسب ذات المنطق، يتعين الان على اميركا الكبرى أن تتحرر من قيود أسرارها، وان تغدق علينا من الخير، وليس من الخوف من أن ينجح نتنياهو ومبعوثوه في اقناع النواب الاميركيين برفض اتفاق فيينا. وحتى لو لم يحصل هذا، وعلى ما يبدو لن يحصل، فان الخوف من مثل هذه الاهانة قبيل نهاية الولاية يحوم كالظل فوق الرئيس أوباما.
السطور التالية ليست نزيهة، ولكن من يبحث عن النزاهة في السياسة؟ فهذا الوضع الحساس والسائل كان ينبغي لدولة اسرائيل أن تستغله حتى النهاية.
كان هذا هو الوقت لان تطلب وتحصل على كل خير من أميركا، ولكننا نحن لن نحصل عليه الان. لماذا؟ إذ حسب تعليمات رئيس الوزراء، هكذا نشر، لن ننزل على ركبتينا؟ لماذا؟ لان لدينا كرامة وطنية. وهكذا، على ما يبدو، خرج من اسرائيل وزير الدفاع الأميركي، اشتون كارتر، دون أن يمنحنا هدايا باهظة القيمة. مثلا، المزيد فالمزيد من قنابل اختراق الاسمنت المتطورة. غير أن الكرامة الوطنية لا تساوي في قيمتها قدرة قنبلة واحدة. ففي الكارثة قتل اليهود الذين كانت لهم كرامة وطنية، ولم تكن لديهم قنبلة واحدة.
ماذا يقول المطلعون على الامر؟ ان نطلب، وعلى ما يبدو أن نحصل على شيء ما بعد بضعة أشهر. هذا خطأ جسيم. فبعد عدة اشهر يمكن للوضع السياسي أن يتغير: سيكون هذا بعد التصويت في الكونغرس، وايران لن تقف على رأس اهتمام الولايات المتحدة والقوى العظمى.
بالطبع، يمكن ايضا أن يحصل العكس، ولكن مهمة القادة ان يفكروا بالأسوأ. فقد كان الان هو الوقت للطلب، وخسارة ان فوتنا ذلك.
وهناك امكانية اخرى: ان يكون ذات التفويت هو ثمرة مشروع مشترك أميركي – اسرائيلي وانه خلف الكواليس تدور لعبة اخرى تماما.
هذا ما ينبغي للإيرانيين أن يفكروا به. اذا كان هذا هكذا، فإننا نرفع القبعة التي لا نعتمر امام من نفذ هذا.
2. اسم جلعاد شاليط عاد الى العناوين الرئيسة في الايام الاخيرة، بعد أن نشر أن الرجل، الذي بعث من قتل ملاخي روزنفيلد، هو من محرري صفقة التبادل تلك. وتعود النغمة مرة اخرى: محظور تحرير "مخربين" مقابل جندي. ولو لم تكن هذه قصة حزينة، لكنا الان نضحك. ولماذا؟ لأنه في شيء واحد لا يوجد لدى الفلسطينيين نقص: الناس. فمن مثلا يعرف كم فلسطينيا اعتقل وسجن على ايدي اسرائيل منذ الانتفاضة الاولى؟ واليكم العدد: نحو نصف مليون. واليوم يمكث في السجن الاسرائيلي سجناء لم يكونوا ولدوا بعد عند اندلاع تلك الانتفاضة.
نبع الناس هذا وفير بلا انقطاع. وهو مصنع منظمات "الارهاب" الذي يتطور في السجن الاسرائيلي. ولكن، مثلما هو الحال عندنا، لا يوجد هناك اناس لا بديل لهم. والدليل: في القتال الاخير في غزة اصطدمنا بمقاتلين جدد "خرجوا من الفرن". نحن، بالمقابل، نختلف عنهم. كل جندي خرج الى القتال في "الجرف الصامد" كان يعرف ان دولة اسرائيل، وبالتأكيد الجيش الاسرائيلي، ستفعل كل شيء من إجله إذا ما حصل له شيء ما. هكذا كان وهكذا نحن نتصرف.
كل إعلان من قادتنا عن نية إعادة جثتي اورون شاؤول وهدار غولدن الى اسرائيل، يرفع ثمنهما في سوق التجار الحمساوي. ومع ذلك، نواصل في اسرائيل العمل والتشغيل. وعليه فان الحجة التي تطرح اسم جلعاد شاليط ليست من الحجج المقبولة لدى الموقع اعلاه. نحن لا نريد ان نشبه "حماس" ورجالها. نحن مختلفون، شكرا للرب.
عن "يديعوت"