مصادر عبرية تكشف شرط إسرائيل لاستمرار محادثات التسوية مع حماس

محادثات التسوية.jpg
حجم الخط

كشفت مصادر عبرية، عن شرط حكومة الاحتلال الإسرائيلي لاستمرار محادثات التسوية مع حركة حماس بشأن الأوضاع في غزة.

وقال المتحدث العسكري في صحيفة "يسرائيل هيوم"، يوءاف ليمور، اليوم الجمعة، إنه إذا تم الحفاظ على الهدوء، واحتفل الفلسطينيون بعيد الأضحى من دون توتر، فإن المحادثات ستستمر.

وأضاف ليمور: عندها سيكون بالإمكان التحدث عن مرحلة أكثر جدية، يتم خلالها بحث قضايا أهم، مثل المشاكل الأساسية في غزة، وهي الطاقة، المياه، الصرف الصحي والرواتب".

ولفت إلى أنه "مرحلة كهذه ستتطلب قرارات كثيرة، بينها هل ستشارك السلطة الفلسطينية أم ستبقى خارج الاتفاق، وبكلمات أخرى: هل ستعترف إسرائيل والعالم رسميا بسيادة حماس في غزة؟ هل سيتجهون إلى تسوية مقلصة أم إلى تفاهمات واسعة تحت معادلة ’الإعمار مقابل نزع السلاح’، وما هو مصير (جثتي) الجنديين الإسرائيليين والمواطنين الإسرائيليين المحتجزين في غزة".

وتابع إن "كل هذا لم يحدث بعد، وحتى أنه لا توجد ورقة موقعة بين الجانبين وإنما تفاهمات فقط. وسيتطلب الأمر أياما طويلة من الهدوء إلى حين يكون بالإمكان نقل المحادثات إلى خطوط عملية، وحتى عندها يوجد عدد كبير من الألغام في الطريق"، وفق تعبيره.

واعتبر أن "التقارير المتفائلة في وسائل الإعلام حول توافقات بعيدة المدى لتسوية في غزة سابقة لأوانها. وحتى الأمس، كان التفاهم الوحيد هو أن اليوم هو يوم امتحان هام في القطاع، وإذا مرّ بهدوء، فسيكون بالإمكان الاستمرار بالتحدث"، في إشارة إلى فعاليات مسيرة العودة عند السياج الأمني وإطلاق طائرات ورقية وبالونات حارقة من القطاع باتجاه غلاف غزة.

واستدرك ليمور، أنه "ليس أن شيئا لا يحدث من وراء الكواليس. فهناك مجموعة من الوسطاء تجري اتصالات مكثفة بين غزة وإسرائيل، في محاولة للتوصل إلى تهدئة طويلة الأمد. والوسطاء الأساسيون هم المصريون وإلى جانبهم مبعوث الأمم المتحدة نيكولاي ميلادينوف، وفي الخلفية هناك الأميركيون والروس وعدد من دول الخليج"، لافتًا إلى أن الشرط الإسرائيلي الأساسي للتسوية هو التهدئة.

وأضاف، أن حركة حماس تعهدت بالتهدئة بعد جولة التصعيد الأسبوع الماضي، وبعدها فتحت إسرائيل المعابر للقطاع وسمحت بتوسيع مساحة الصيد. "كانت هذه المرحلة الأولى، التي استمرت حتى الأمس وأنهت أكثر أسبوع هدوءا مر على القطاع منذ أحداث يوم الأرض في 30 مارس الماضي".

وتابع ليمور، أنه "ينتقلون الآن إلى المرحلة الثانية. وفي مركزها أحداث يوم الجمعة، التي تركزت فيها خلال الأشهر الأخيرة حشود المتظاهرين وتحولت كل أسبوع إلى تظاهرات "عنف" تشمل محاولات لاختراق السياج، إطلاق نار وإلقاء عبوات ناسفة وقنابل، وبالطبع إطلاق بالونات وطائرات ورقية"، وفق زعمه. 

وأردف قائلا : "اليوم ستجري مظاهرة أيضا، لكن حماس تعهدت بأن تحافظ عليها هادئة ومنضبطة. وسيكون هذا امتحان لقدرتها على القيادة ولجم الجمهور والتنظيمات الرافضة (للهدوء) في القطاع"، بحسب وصفه.

ومن جهتها، نقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن مصادر في جيش الاحتلال والأجهزة الأمنية أنه اليوم الجمعة "سيتم اختبار التزام حركة حماس بالحفاظ على الهدوء في غزة".

واعتبر مصدر عسكري إسرائيلي أن "ذلك يصب في مصلحة حماس"، مشيرًا إلى أن "الجيش الإسرائيلي لن يتدخل، حال نظمت مسيرات العودة بعيدًا عن السياج الأمني المحيط بقطاع غزة".

ولفتت الإذاعة إلى أن إسرائيل تعمل بموجب المعادلة التي حددتها وهي "الهدوء سيقابل بالهدوء"، منوهةً إلى أن جيش الاحتلال "على أهبة الاستعداد كما جرت العادة أيام الجمعة، ويراقب التطورات في الجانب الفلسطيني من السياج".

ووفق الإذاعة، فقد أفيد بأن الاتصالات الهادفة إلى توقيع اتفاق التهدئة في مراحلها النهائية، مبينةً أن "أي خرق ملموس للهدوء قد يؤدي إلى إلغاء التسهيلات".