وأموال الكهرباء

صحيفة تكشف: تهدئة غزة مؤجلة والرئيس قد يوقف رواتب الموظفين

محمود عباس2.jpg
حجم الخط

أكدت صحيفة "العربي الجديد" في تقرير لها اليوم الأحد، على أن مباحثات التهدئة الفلسطينية الإسرائيلية، برعاية مصرية، تعرضت لهزة شديدة، مرجعة ذلك إلى موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة "فتح" منها.

وقالت الصحيفة إن "تلك الهزة قد تعرقل التهدئة تماماً، مع إصرار السلطة الفلسطينية، وحركة "فتح"، على "استبعاد نفسها" من المشاورات حتى الآن، والضغط باتجاه تنفيذ شروطها ورؤيتها للمصالحة الداخلية مع حركة "حماس" قبل الاتفاق الشامل على تهدئة طويلة".

وأوضحت أنه "رغم أنّ بعض التصريحات، التي خرجت أخيراً من غزة، أعطت دفعة معنوية للفلسطينيين بفترة هدوء وارتياح اقتصادي، غابت عنهم طوال السنوات الماضية، لكنّ على الأرض "كأن شيئاً لم يكن"، بعد الموقف الرسمي الفلسطيني.

ولا تعارض السلطة الفلسطينية التهدئة من حيث المبدأ، لكنها تعتقد وفق الظروف الحالية أنها ستثبت حكم "حماس" للقطاع الساحلي، وهي التي "تحارب" في السنة الأخيرة لإنهائه بطرق شتى، ومنها فرض "العقوبات"، التي أحدثت أزمة حقيقية في الاقتصاد والواقع المعيشي، بحسب الصحيفة.

ووفق الناطق باسم "فتح" عاطف أبو سيف ، فإنّ حركته "لن تسمح بانجرار غزة بعيداً عن المشروع الوطني تجسيداً لمدخل "صفقة القرن"، مشيراً إلى أنهم "سيناضلون من أجل عدم فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية والمشروع الوطني كما تسعى الإدارة الأميركية وإسرائيل".

إلى جانب ذلك، فإنّ تجاهل مصر منذ البداية للسلطة الفلسطينية وحركة "فتح" في هذا الملف، أثار حفيظة القيادة الفلسطينية التي اعتبرته تجاوزاً غير مسبوق، وتعاملت معه بشكل سريع، ووجهت له انتقادات واضحة، علنية وفي الغرف المغلقة.

وبحسب عضو وفدها إلى القاهرة، حسام بدران، فإنّ الحركة ناقشت مع المسؤولين المصريين والفصائل، خلال زيارتها الأخيرة، ضرورة إنجاز المصالحة الفلسطينية على قاعدة الشراكة الوطنية الكاملة، بما يحقق وحدة الشعب الفلسطيني ويعزز صموده في وجه المحتل الغاصب.

وأوضح بدران أنّ المباحثات تناولت سبل بناء بيئة فلسطينية مناسبة لتحقيق المصالحة، وفي مقدمتها رفع الإجراءات العقابية المفروضة على قطاع غزة، وتطبيق اتفاق المصالحة الشامل الموقع في عام 2011، ومخرجات اتفاق بيروت في يناير/ كانون الثاني 2017.

وركزت المباحثات، وفق بدران، على آليات تثبيت وقف إطلاق النار المعلن في عام 2014، بما يحقق كسر الحصار عن قطاع غزة، ويضمن رفع المعاناة عن شعبنا الصامد، واتسمت المباحثات بالجدية والحرص الكبير على تحقيق طموحات شعبنا وآماله.

رواتب الموظفين

ورغم اختلاف الروايتين للمباحثات، إلا أنّ مصر أخذت علماً، وفق مصادر نقلت عنها الصحيفة، أنّ الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، لن يُبقي على التعامل مع قطاع غزة إذا تمت التهدئة بعيداً عنه، وإذا ما استمرت القاهرة في "سياستها الحالية تجاه حماس وغزة".

وبحسب الصحيفة، يُعتقد أنّ الرئيس عباس سيوقف دفع رواتب موظفي السلطة والدعم الصحي ودعم الكهرباء المدفوع شهرياً من قبل السلطة لغزة، وإنّ حصل ذلك فإنّ مصر لن تستطيع تغطية هذا الأمر، ولا يوجد طرف عربي وافق على دفع ذلك حتى الآن، وهو ما سيوصل غزة حتماً إلى خيارات صعبة، ربما تكون الحرب مع إسرائيل أحدها.