لم يستطع المدرب روي هودسون، المدير الفني لكريستال بالاس، إيقاف ضيفه ليفربول، وخرج خاسراً بثنائية، بعد مباراة تكتيكية مميزة ضد الألماني يورجن كلوب، أسدل بها الستار على منافسات الجولة الثانية للدوري الإنجليزي.

قدم ليفربول مباراة قوية على الصعيد التكتيكي، رغم أنه عانى في مواجهة خطط هودسون الذي حاول بشتى الطرق إغلاق المنافذ المؤدية لمرمى فريقه، وإيقاف خطورة المثلث محمد صلاح وروبرتو فيرمينو وساديو ماني.

صلاح الحصان الجامح

قدم محمد صلاح مباراة مميزة وكان فعالاً ومؤثراً لأقصى درجة في سيناريو اللقاء، بدليل أنه حصل على ضربة جزاء بذكاء مستغلاً الاندفاع البدني الذي قام به المدافع مامادو ساخو لاعب ليفربول السابق، وكريستال بالاس الحالي، في أكثر من لقطة قبل ضربة الجزاء.

استخدم صلاح سرعته الفائقة في لقطة الطرد الذي تعرض له مدافع بالاس آرون فان بيساكا، كما أن صلاح كان مصدر رعب لدفاع أصحاب الأرض رغم عدم التسجيل، ولم يتوقف عن الركض داخل وخارج منطقة الجزاء وتغيير دوره.

صلاح الحصان الجامح استطاع أن ينقذ مدربه كلوب من فخ الاستسلام أمام حصون روي هودسون الذي لعب بشكل تقليدي 4-4-2، ولكنه اعتمد على القوة البدنية والسرعات والضغط المستمر في وسط الملعب والدفاع للحد من خطورة الريدز.

صلاح بذل قصارى جهده لهز الشباك وأهدر فرصة انفراد محقق، ومنح زميله ساديو ماني الهدف الثاني بتمريرة سريعة وهجمة مرتدة مثالية في اللحظات الأخيرة.

فردية ماني

رغم فوز ليفربول إلا أن مباراة كريستال بالاس أظهرت حالة من الفردية بدأت تسيطر على اللاعب السنغالي ساديو ماني، وهو أمر بلا شك مطلوب في المهاجم ولكن بنسبة معينة.

ماني تجاهل التمرير لزميليه فيرمينو وصلاح في الشوط الثاني بكرة عرضية كانت كفيلة بحسم الأمور، وتحركاته كانت على الجبهة اليسرى دون تبادل الأدوار مع فيرمينو وصلاح كما كان يحدث من قبل.

وتبدو فردية ماني سلاحا إيجابيا لصالح ليفربول ليصبح هناك أكثر من مصدر للتسجيل في ظل الرقابة الصارمة التي يواجهها صلاح من دفاعات المنافسين.

دور ميلنر ومهارة كيتا

أبدع اللاعب جيمس ميلنر في دوره القيادي والمميز في تحريك اللعب في صفوف ليفربول، وقدم مباراة كبيرة رغم الخشونة والعنف البدني ضده في أكثر من لقطة.

أما اللاعب الآخر الذي يعد من أفضل العناصر التي استقدمها ليفربول، هو نابي كيتا الذي منح فريقه قوة من نوع آخر، وهو الجانب المهاري بالمراوغة السلسة والتمرير الرائع والبينيات السحرية رغم التحفظ على فرديته بعض الشيء ولكنه في المجمل كان أحد أبرز لاعبي الريدز.

رهان هودسون الخاسر

راهن هودسون على دويتو ويلفريد زاها وكريستيان بينتيكي في قيادة هجوم كريستال بالاس أمام ليفربول.

لم يفلح هودسون في كسب الرهان أمام دفاع الريدز الذي يبدو مختلفاً هذا الموسم، بهدوء فان ديك وسرعة جوزيف جوميز وثقة أندري روبرتسون حتى مع قلة خبرة أرنولد.

لم يستطع زاها وبينتيكي الوصول لمرمى ليفربول مع تألق لافت للحارس أليسون الذي خطف الأضواء في بعض اللقطات.