سئمنا الانقسام ... وأي اتفاق يجب ألّا يتجاوز الشرعية الفلسطينية

التقاط.PNG
حجم الخط

 

إذا وقعت "حماس" ، لا سمح الله، على اي اتفاق مع الاحتلال فإنها تكون بذلك قد ابتعدت عن حلم الدولة الفلسطينية المستقلة الواحدة المترابطة جغرافيا والتي تضم الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس.

إن صفقة القرن التي رسمها كوشنر واللوبي الصهيوني في واشنطن المتحالف مع الرئيس ترامب تقترب من التنفيذ اذا ما وقعت حماس اي اتفاقية سواء هدنة او غير هدنة مع المحتل، لأن اي هدنة منفردة تعني توجيه ضربة للشرعية الفلسطينية الوحيدة المعترف بها دوليا وإقليميا وحتى اسرائيليا هي منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا. وبعد الموقف الثابت للقيادة الفلسطينية برفض "صفقة القرن" والتمسك بالحقوق الثابتة والمشروعة لشعبنا باتت هذه الشرعية مستهدفة اميركيا واسرائيليا.

في العام ١٩٩٣م وقعت منظمة التحرير على اتفاقية اوسلو لان منظمة التحرير هي الجهة القانونية الوحيدة المعترف بها عربياً وعالميا.

ولهذا نقول إن على مصر العروبة التي هي الداعم الاول لفلسطين ومنظمة التحرير دعم

السلطة الوطنية الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس والذي هو ايضا رئيس دولة فلسطين ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في اي موقف تتخذة الشرعية الفلسطينية بشأن القضية وبشأن الاحتلال. وهذا واجب ليس فقط على الشقيقة الكبرى مصر راعية قضيتنا المقدسة ولكن على جميع الاشقاء العرب والعالم اجمع.

لسنا في باب العتب على المنظمات التي تخرج عن الشرعية الفلسطينية وترسيخ الثوابت الفلسطينية وفي مقدمتها ان تراب قطاع غزة وتراب الضفة الغربية لا يمكن لاي جهة ان تفصلهما عن بعضهما فهما وحدة جغرافية واحدة. وحتى في اتفاق اوسلو اعترفت اسرائيل بشكل واضح بان قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها الاغوار وحدة جغرافية واحدة ، وهي ارض فلسطينية واحدة.

اليوم نرى ان حماس والجهادتريدان الخروج على الاجماع الوطني وإرادة الغالبية الفلسطينية والتوقيع مع المحتل بعيدا عن منظمة التحرير، وهذا يعتبر خطاء قاتلا يهدد مشروع دولتنا المستقلة على حدود عام ١٩٦٧م التي اعترفت بها الغالبية الساحقة من دول العالم.

ان مصر العروبة الحاضن الرئيسي للقضية والداعم دوما لمشروعنا الوطني لا يمكمن ان تقبل باتفاقية تتجاوز الشرعية الفلسطينية ولا تكون منظمة التحرير هي الجهة المخولة رسميا بالتوقيع على اي اتفاقية دولية ان كانت مع اسرائيل او غير اسرائيل.

وما من شك ان الشعب الفلسطيني وقيادته مطمئنان كل الاطمئنان للمواقف القومية لمصر الشقيقة تجاة القضية الفلسطينية.

ومن الواضح ان السلطة لن تتردد بالتعاون والعمل مع مصر الشقيقة بكل جهد لانهاء الانفصال المدمر لقضيتنا المقدسة ، كما ان السلطة الفلسطينية لن تتوانى في التوجه فوراً الى القاهرة للعمل على انجاح المصالحة بمشاركة جميع اطياف الشعب الفلسطيني وخصوصا فتح وحماس والجهاد والجبهة الشعبية والديمقراطية وغيرها من الفصائل.

كما ان السلطة ان تعيد النظر في الكثير من القضايا بما في ذلك مسألة رواتب الموظفين ان كانوا من فتح او من حماس فجميعهم موظفين فلسطينين لهم عائلات ينتظرون كل اخر شهر لسد العجز الناتج عن الحصار الظالم، وفي نفس القت مطلوب من حماس وغيرها اعادة النظر في الكثير من المواقف التي شكلت حتى الان حجر عثرة في طريق المصالحة.

وهنا لا بد من الاشارة الى المسائل الاهم الجديرة باهتمام الكل الوطني خاصة ممارسات ومواقف الاحتلال سواء الاستيطان ومصادرات الاراضي او تهويد القدس او المساس بالمقدسات وخاصة المسجد الاقصى، علما ان اسرائيل بحكم احتلالها وبموجب القانون الدولي مسؤلة عن حماية المسجد الاقصى وعدم السماح لاي مستوطن بتدنيس هذا المعلم الاسلامي، كما ان على جيش الاحتلال حماية المزارعين الفلسطينين من تعدي قطعان المستوطنين من احراق او قطع الأشجار المثمرة لهؤلاء المزارعين، ولكن اسرائيل تناقض بممارساتها كافة القوانين الدولية وهو ما يجب ان يتمسك به الكل الوطني وتعرية هذه الممارسات امام العالم اجمع.

وبالعودة الى اي اتفاقية هدنة ان كانت طويلة الامد او قصيرة الامد فيجب ان لا تستثي الضفة من هذة الاتفاقية، وإلا نكون قد لعبنا لصالح الاحتلال ولصالح صفقة القرن الترامبية .

ان اسرائيل تلعب على نقاط الانقسام والخلافات وحصار قطاع غزة بما يحقق مصالحها خاصة فصل الضفة عن غزة والتخلص من اي استحقاقات يستوجبها حل دائم وشامل للقضية.

و مهما حاولت حماس والناطقين باسمها مثل الاخ ابو زهري مهاجمة فتح باعتبارها فصيلا يريد التفرد بالقرار الفلسطيني فانهم يقعون في خطاء قاتل، لان اسرائيل وادارة ترامب المتصهينة يريدان ان يلغيا منظمة التحرير وتستهدفان الكل الوطني وتسعيان بكل جهد لفصل الضفة عن غزة، اي تفتيت وحدة الشعب الفلسطيني.

ومع الاسف فان زعماءنا الأفاضل يساعدون بتكريسهم للانقسام المحتل على نهجه المدمر لمشروعنا الوطني.

فالرجاء كل الرجاء وبمساعدة اشقاءنا الأفاضل في مصر انهاء هذا الانفصال كي نكون يدا واحدة قوية في مجابهة المحتل. واذا لم يتم انهاء الانفصال ، وتريد حماس الانفراد لوحدها بالتوقيع على هدنة، المستفيد منها نتنياهو وكوشنر والكذاب فريدمان والأفعى جرينبلات ، فلماذا لا تشدد حماس على ان الهدنة مرتبطة بوقف الانتهاكات المتكررة من قطعان المستوطنين على المسجد الاقصى وبوقف الاستيطان ومصادرات الاراضي وتهويد القدس اذا كانت حماس حريصة على ربط غزة بالضفة وخصوصا بالقدس وحريصة على حقوقنا الوطنية المشروعة؟!