أبو هولي: قضية اللاجئين جوهر الصراع بالمنطقة وحلها يكون عبر عودتهم

أبو هولي.jpg
حجم الخط

أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون اللاجئين الدكتور أحمد ابو هولي على أن قضية اللاجئين الفلسطينية هي جوهر الصراع العرابي – الاسرائيلي في المنطقة، وأن حلها يكمن فقط من خلال تطبيق قرارات الأمم المتحدة وفي المقدمة منها القرار 194 القاضي بعودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم التي هجروا منها عام 1948.

واستنكر أبو هولي في بيان صحفي صادر عنه اليوم تلقت وكالة "سوا" الإخبارية نسخة عنه، ما نقلته القناة العبرية الثانية عن خطة أميركية لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين، ستعلن عن تفاصيلها الادارة الامريكية مطلع الشهر المقبل .

واشار إلى أن ما تضمنته الخطة الامريكية من إعلان إدارة ترامب سحب الاعتراف بوكالة الأونروا ورفض تعريف اللاجئ المتبع بالوكالة، والاعتراف فقط بحوالي عشرة في المئة من عدد اللاجئين المعترف بهم حاليا بانه هراء لا قيمة له ، مؤكدا على ان صاحب الولاية على وكالة الغوث هي الأمم المتحدة التي من صلاحياتها تحديد مصير وبقاء عمل وكالة الغوث وتحديد تعريف اللاجئ الفلسطيني و تحديد اعدادهم .

ولفت أبو هولي أن الادارة الامريكية لا تمتلك حق اسقاط حق للاجئين في العودة او الالتفاف عليه من خلال وقف دعمها لوكالة الغوث الدولية مؤكدا على ان حق العودة حق مكفول بالقانون الدولي وبالإعلان العالمي لحقوق الانسان ومدعوم بقرارات الشرعية الدولية وفي المقدمة منها القرار 194 ولا يحق لأي جهة مهما كانت قوتها ان تتجاوز قرارات الامم المتحدة او التغاضي عنها .

وأوضح ان حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة الى ديارهم حق فردي وجماعي مرتبط بحق تقرير المصير لا يسقط بالتقادم او بالاحتلال ، وان ما تروجه الادارة الأمريكية من خطط لتصفية قضية اللاجئين هو اعتداء على حقوق الشعب الفلسطيني سيكون مصيرها الفشل وستعود الى ادراج صانعيها مذيلة بالفشل .

وتابع: "ليس من حق أحد في هذا العالم أن يتنازل عن حق لاجئينا الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها عام 1948 ولن تستطيع حكومة إسرائيل أن تعفي نفسها من المسؤولة الأخلاقية والقانونية والسياسية عن المأساة التي أصابت اللاجئين الفلسطينيين وكذلك الادارة الامريكية التي باتت شريكا لحكومة اسرائيل في التآمر على حقوق شعبنا غير القابلة للتصرف .

وأضاف أن قضية اللاجئين وحقهم في العودة هي قضية الشعب والأرض وقضية الوطن وقضية المصير القومي كله فلن نفرط او نتنازل عن هذا الحق او نساوم عليه ولن نقبل بالتوطين بديلا عنه ، مؤكدا على ان حق العودة حق مقدس لكل لاجئ فلسطيني في العودة إلى دياره تطبيقاً لقرارات الشرعية الدولية .

وشدد على أن مسيرة النضال من اجل العودة لن تتوقف مادام شعبنا يعيش الظلم بعيدا عن وطنه ، وستتوارث الأجيال جيلا بعد جيل هذه الأمانة لإنجاز حقوقنا الثابتة وعلى رأسها حق العودة .

وفي السباق ذاته استهجن د. او هولي تصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون الذي قال فيها ان "الأونروا آلية فاشلة، وان برنامج الأونروا هو الوحيد في التاريخ القائم على افتراض أن وضع اللاجئ وراثي" .

وأكد على أن وكالة الغوث شكلت عامل استقرار لمنطقة الشرق الأوسط على مدار سبعين عاما لافتا الى ان صفة اللاجئ تشمل ابناء واحفاد اللاجئين وان وكالة الغوث الدولية تعمل في اطار المنظومة الدولية ووفق التفويض الممنوح لها بالقرار 302 ولا يحق للإدارة الأمريكية بأي شكل من الاشكال ان تتدخل في شؤون عملها او تحديد الية عملها او مصير بقائها .

وأردف أن تصريحات بولتون تؤكد على حجم التناغم بين الموقفين الامريكي والاسرائيلي الذي يستهدف وكالة الغوث وحق اللاجئين في العودة والذي يعكس في الوقت ذاته حجم المؤامرة المشتركة بينهما لإسقاط حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم التي هجروا منها عام 1948 وانهاء عمل وكالة الغوث الدولية .

وعلى صعيد اخر اعتبر د. ابو هولي قرار إدارة الرئيس ترامب بوقف المساعدات الامريكية ، التي تقدر بـ 200 مليون دولار، بأنه ابتزاز سياسي يأتي في اطار الضغوطات الأمريكية على القيادية الفلسطينية للقبول بـ "صفقة القرن"، مؤكدا على أن الحقوق الفلسطينية غير قابلة للمساومة او المقايضة .

وأشار إلى أن ارادة الشعب الفلسطيني وصموده والتفافه حول قيادته وحول الرئيس محمود عباس، ستنتصر على سياسة الابتزاز الرخيض التي تقودها الادارة الامريكية تجاه شعبنا الفلسطينية .