"الثوابت الوطنية في طريقها الى الاندثار"

سامي.jpg
حجم الخط

عندما انشئت منظمة التحرير الفلسطينية وتم عمل الميثاق الوطني الفلسطيني وبعد سيطرت الفصائل الفلسطينية على منظمة التحرير الفلسطينية بعد هزيمة النظام العربي في عام 1967 , كانت الثوابت الفلسطينية تتمثل في بنود وطنية ثورية لا يستطيع أي فلسطيني ان يتنازل عنها ومنها:.

عروبة فلسطين من البحر الى النهر , حق الكفاح المسلح كطريق وحيد لتحرير فلسطين , طرد الغزاة من فلسطين واعتبار ان اليهود الموجودين في فلسطين قبل 1948 هم فقط سكان فلسطين من اليهود.

ثم جاءت ثوابت اخرى بعد اتفاقية كامب ديفد ومعاهدات الصلح مع اسرائيل مثل رفض مبدأ المفاوضات مع الاسرائيليين ورفض حل الدولتين .. الخ من البنود الموجودة في الميثاق الوطني الفلسطيني , ولكن بعد الصلح المصري الاسرائيلي والضغط على قيادة منظمة التحرير الفلسطينية وطردها من لبنان , وتشتيت القوة الفلسطينية بعيداً عن الحدود الطبيعية لفلسطين ومحاصرة منظمة التحرير الفلسطينية ماليا.

بدأت التنازلات الاستراتيجية من قبل قيادة منظمة التحرير الفلسطينية وبدأنا نقبل بدولة فلسطينية على حدود عام 1967 أي الضفة الغربية وقطاع غزة وأعلنا قيام دولة فلسطين من الجزائر على تلك الحدود.

ثم جاء التنازل الاكبر بعد توقيع اتفاقية اوسلو والاعتراف بالدولة الصهيونية المقامة على ارض فلسطين التاريخية باستثناء الضفة وغزة وتغيير بنود الميثاق الوطني الفلسطيني حيث اصبحت الثوابت الفلسطينية مقزمة بطريقة بشعة لتصبح :

الحق الفلسطيني بالمقاومة السلمية , حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني اما بالعودة او بالتعويض , القدس عاصمة للدولتين ,

وبعد استشهاد ابو عمار جاءت القيادة الفلسطينية لتشطب وتنهي قصة حق المقاومة للشعب الفلسطيني بما فيها الكفاح المسلح لتلغي كافة المظاهر العسكرية كحل للصراع كما يسمونه العربي الاسرائيلي وليس الفلسطيني الاسرائيلي والابقاء على المقاومة السلمية كحل وحيد لنيل الشعب الفلسطيني حريته,

وبدأت اسرائيل بابتلاع كافة اراضي الضفة الغربية والقيادة تشجب وتستنكر وكأن الامر لا يخصهم بل يخص دولة اخرى, ثم جاءت الطامة الكبرى باعتراف ونقل امريكا لسفارتها الى القدس والاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل الامر الذي جعل الامريكان يعتبرون ان القدس قد تم انزالها من بنود المفاوضات مع الجانب الفلسطيني.

والان جاء دور حق العودة واللاجئين , امريكا تدخل مفهوم جديد لتعريف اللاجئ الفلسطيني وهو كل انسان تم طرده من فلسطين عام 1948 بمعنى انهاء قضية اللاجئين , ثم تلتها بخطوة اخرى اكثر خطورة وهي وقف تمويل امريكاا للاونروا وهذا يعني انهاء هذه المؤسسة الدولية والتي تعنى انهاء قضية اللاجئين , وايضاً تقوم السلطة والقيادة الفلسطينية بالشجب والاستنكار بدل ان يجدو تمويل اكبر من التمويل الامريكي , عربياً  من الدول التي تدفع مليارات الدولارات مقابل بقاء امريكا في سوريا او التهديد الكوميدي لايران من قبل الولايات المتحدة الامريكية , للاسف لم تتحرك أي دولة عربية لانقاذ الوضع الفلسطيني الجديد, هذا يعني انهاء حق العودة , وهذا البند يكون اخر بند من الثوابت الفلسطينية ونحن بالمقابل نتقاتل ونتناكف على من سيوقع اتفاق التهدئة ومن هو له الحق في تمثيل الشعب الفلسطيني , وهل ستتم المصالحة ام لا , وهل تريد ممر مائي ومطار , ورفع الحصار عن غزة , أي بمعنى اخر تحولت قضيتنا الفلسطينية من ثوابت وطنية تطالب باستعادة الشعب الفلسطينية ارضه التي سلبت منه الى تسول بعض المشاريع لرفع الحصار وتحسين الوضع الانساني لسكان قطاع غزة.