حض الاتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة على إعادة النظر في "قرارها المؤسف" بوقف تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، مشدداً على أهمية مواصلة الدعم الدولي للأونروا التي تدير مدارس تضم مئات الأطفال الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة والأردن ولبنان وسوريا.
وقال متحدث باسم مفوضية الاتحاد الأوروبي في بيان نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، مساء اليوم السبت، إن "القرار المؤسف للولايات المتحدة بألا تكون بعد اليوم جزءاً من هذا الجهد الدولي والمتعدد الطرف يخلف فجوة كبيرة"، معرباً عن أمله بأن تعيد الولايات المتحدة النظر في قرارها.
وأضاف البيان، "أن الاتحاد الأوروبي سيواصل الانخراط مع الولايات المتحدة وشركائها الإقليميين والدوليين الآخرين للعمل نحو هذا الهدف المشترك، والعمل على كيفية ضمان مساعدات مستديمة ومتواصلة وفعالة للفلسطينيين بما في ذلك عبر "الأونروا" خلال المرحلة التي تسبق انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر".
وبدوره، رد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية والتجارة في أيرلندا، سيمون كوفيني، على القرار الأمريكي، وقال "أعتقد أن هذه الخطوة متسرعة وخطرة، وستؤثر سلبًا على منطقة الشرق الأوسط "، ورأي حول هذا كان واضحًا تمامًا خلال الاتصالات مع الإدارة الأمريكية.
وأضاف "لقد رأيت بنفسي العمل الممتاز الذي تقوم به الأونروا في تقديم الخدمات لملايين الناس، بمن فيهم أولئك في غزة الذين ليس لديهم مكان آخر يلجئون إليه. تقدم الوكالة المعونات الغذائية لأكثر من مليون غزي الذين لا يستطيعون إطعام أنفسهم بسبب الأثر الاقتصادي للحصار. ويعزز نظامها التعليمي قيم السلام للأطفال الذين تخدمهم من فتيات وصبية وفتيان محاصرين في صراع دون ذنب من جانبهم، ومحرومون من الحياة الطبيعية التي يعتبرها آخرون أمرا مسلماَ. منشآتها الصحية تنقذ أرواح لا حصر لها. وكذلك إن عملها ضروري للتخفيف من بعض الضغوط على لبنان والأردن، البلدان اللذان يستضيفان مئات الآلاف من اللاجئين السوريين.
وأردف "هذه الخدمات الأساسية وغيرها ضرورية، وستبقى ضرورية، حتى يمكن التوصل إلى حل لللصراع الإسرائيلي/الفلسطيني يفي باحتياجات الطرفين ويحل جميع قضايا الوضع النهائي، بما في ذلك عودة اللاجئين الفلسطينيين. وهذا ينبغي أن يكون محور العمل الدولي. ولكن للأسف، كما هو الحال مع نقل موقع السفارة الأمريكية للقدس، فإن قرار الأمس يجعل كسب التأييد لأي مبادرة سلام تقودها الولايات المتحدة أكثر صعوبة.
وتابع "لطالما كانت إيرلندا من الداعمين للأونروا. سنواصل هذه المساعدات وسنواصل الحوار مع الاتحاد الأوروبي والشركاء الآخرين للتوصل لما يمكن فعله لدعم أعمال الوكالة".
كما وأعرب المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية السفير أحمد أبو زيد، عن قلق مصر البالغ إزاء الأوضاع الإنسانية للاجئين الفلسطينيين، والتي تزداد صعوبة يوماً بعد يوم، لاسيما مع تزايد التضييق على وكالة الأونروا وعدم تمكينها من الاضطلاع بدورها الهام في رعاية الشؤون الحياتية والضرورية للاجئين.
وأشار أبو زيد، رداً على استفسار عدد من المحررين الدبلوماسيين بشأن موقف مصر تجاه القرار الأميركي بوقف تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، إلى أن القرار الاميركي الأخير جاء في توقيت حرج، تتضافر فيه الجهود الدولية من أجل الحفاظ على وتيرة العمل الإنساني للوكالة، مؤكدا موقف مصر الراسخ تجاه دعم القضية الفلسطينية بشكل عام، وحقوق اللاجئين الفلسطينيين بشكل خاص.
وأضاف السفير أبو زيد، بأن مصر حريصة كل الحرص على التواصل مع كافة الأطراف الدولية خلال الفترة المقبلة لدعم "الأونروا"، واتخاذ كل ما هو ضروري للحفاظ على وتيرة العمل الإنساني للوكالة كأحد ركائز الاستقرار لأوضاع اللاجئين الفلسطينيين، والعمل على استمرار ولايتها وهياكلها القائمة.