قال مصدر فلسطيني صباح اليوم الاثنين، إن ملف "التهدئة" في غزة كاد أن يفجر اللقاء الذي جمع الرئيس الفلسطيني بوفد من قيادة المخابرات المصرية مساء السبت الماضي في رام الله، وفقا لما نقلته صحيفة الأخبار اللبنانية.
وأوضحت الصحيفة أن ذلك جاء بعد "أن هدد الرئيس عباس بأنه سيتخذ إجراءات قاسية في حال تجاوزه"، وهو الأمر الذي قاله رئيس الوفد المصري الوكيل عمرو حنفي، للتأكيد أن "مصر لا تعمل على تجاوز دور الرئيس عباس، لكنها لن تقبل باستمرار الوضع المأساوي في غزة".
وحسب الصحيفة، فإن ذلك انتهى بالتأكيد للرئيس عباس بأن المصريين "لن يدفعوا حماس والفصائل إلى التوقيع على اتفاق تهدئة من دون موافقة السلطة ومشاركتها فيه"، وذلك في ظل رؤية فتح بأن غياب منظمة التحرير عن الاتفاق يعني تشكيل دولة في غزة، الأمر الذي يمثل أحد بنود " صفقة القرن ".
وأكد الرئيس عباس للوفد المصري، وفق الصحيفة، ترحيبه بالورقة المصرية بعد أخذ القاهرة الاعتبارات التي طلبتها فتح، بما في ذلك تمكين حكومة الوفاق في غزة كلياً كمقدمة لإنهاء الانقسام، مستدركةً : ""لكن أكثر ما وتر اللقاء هو ملف التهدئة".
وأبدى الرئيس عباس "رفضه للدور المصري بهذه الصورة"، مؤكداً أنه غير راضٍ عن تجاوز السلطة في التوسط بين إسرائيل وحماس، كما ذكرت الصحيفة.
واجتمع الرئيس عباس في مقر الرئاسة برام الله السبت الماضي، مع وفد من قيادة جهاز المخابرات العامة المصرية برئاسة الوكيل عمرو حنفي، فيما اتفقا على تنسيق التحرك باتجاه تحقيق المصالحة الفلسطينية وتذليل العقبات التي تحول دون ذلك خلال الأيام القادمة.
وحسب وكالة الأنباء الفلسطينية، فقد نقل الوكيل حنفي، تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي للرئيس عباس، مؤكدا على موقف مصر الثابت في دعم الشعب الفلسطيني ونضاله من أجل إنهاء الاحتلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وأكد على استمرار الرعاية المصرية لجهود إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة من أجل تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية في إطار الشرعية الفلسطينية الواحدة برئاسة الرئيس عباس، وتجنيد كافة طاقات الشعب الفلسطيني من أجل حماية قضيته الوطنية وتحقيق آماله في الحرية والاستقلال.
كما شدد الوفد المصري، على حرص رئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء عباس كامل ، على إتمام المصالحة وإنهاء الانقسام، وإشراف مصر على عملية التنفيذ.
بدوره، أرسل الرئيس عباس تحياته وتقديره لنظيره السيسي، على اهتمامه الدائم بالأوضاع الفلسطينية، ومتابعته الشخصية لجهود مصر الشقيقة في رعاية المصالحة الفلسطينية، وإصرارها على إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الفلسطينية.
وأكد الرئيس للوفد المصري الشقيق ثقة القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني بالدور المصري الداعم للشعب الفلسطيني ونضاله من أجل تحقيق أهدافه الوطنية الكاملة، وتمسكها بالرعاية المصرية من أجل إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، في إطار سلطة واحدة وقانون واحد، وصولا للشراكة الوطنية الكاملة عبر انتخابات عامة.
وتم الاتفاق على استمرار التواصل بين القيادتين الفلسطينية والمصرية، وتنسيق التحرك تجاه تحقيق المصالحة الوطنية وتذليل العقبات كافة التي تحول دون ذلك خلال الأيام المقبلة، من أجل طي صفحة الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، وفق وكالة وفا.
وشارك في اللقاء، أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم، وعدد من أعضاء اللجنة المركزية لحركة "فتح"، فيما ضم الوفد المصري إلى جانب الوكيل عمرو حفني، الوكيل أيمن بديع، والعميد أحمد عبد الخالق.