لماذا حظر "داعش" أشرطة الإعدام ؟ "قرار من أبو بكر البغدادي"

داعش
حجم الخط

ذكرت مصادر الأخبار المحلية في كل من العراق وسورية مؤخراً، أن أبو بكر البغدادي؛ زعيم تنظيم داعش، حظر نشر أشرطة الإعدام البشعة التي تنفذها المجموعة في تقرير وجه إلى مكاتب إعلام "داعش" في سورية والعراق.

وبينما لم يقدم الزعيم المتشدد أي إلماح إلى وقف فظاعات مجموعته، فقد طالب بأن تكون أي صورة لقطع الرؤوس خالية من مشاهد الإعدام الفعلي، بحيث تعرض لحظات ما قبل تنفيذ الإعدام وما بعد التنفيذ وحسب.

وحظر البغدادي نشر الصور الوحشية انطلاقاً من أخذه بعين الاعتبار "مشاعر المسلمين والأولاد الذين قد يجدون هذه المشاهد بشعة"، كما قال مصدر في "داعش" للإعلام المحلي.

وفي الأثناء، دعم بعض متشددي "داعش" قرار البغدادي ووافقوه الرأي على أن مشاهد قطع الرؤوس قد تكون "بربرية" جداً. لكن آخرين انتقدوا هذا المنع، وقال إنه يتم توزيع هذه الصور لتخويف أعداء المجموعة وليس الناس العاديين، طبقاً لتقارير أخبار وكالة الأنباء التركية "آرا".

وكانت المجموعة المتطرفة قد صدمت العالم أول الأمر في آب (أغسطس) الماضي، عندما وزعت صورة لأحد أعضائها "الجهادي جون" في ملابس سوداء تلف جسده، ويحمل بيده سكيناً ويقطع رأس الصحفي الأميركي جيمس فولي. وكان ذلك المشهد هو الأول في سلسلة من أشرطة الفيديو التي تصبح أكثر غرافيكية والسينمائية باطراد، والتي نشرتها المجموعة بهدف "زرع الرعب وتجنيد الأتباع"، كما تقول لجنة حماية الصحفيين.

الآن، وقد استولى "داعش" على أراضٍ شاسعة في العراق وسورية، ويستمر في تجنيد ما يقترب من 1000 مقاتل أجنبي في الشهر، فإن قيمة الصدمة التي تحدثها أشرطته قد لا تكون أولويته الأولى.

متحدثاً مع وكالة أخبار "آرا"، قال السياسي والمحامي السوري فريد حسو إن المجموعة لا تعبأ بموضوع إسعاد ضحاياها أو الجمهور. ومن الواضح أن ممارساتها تتحدث عن نفسها وستستمر في فعل ذلك. وقال السيد حسو "إن الحظر لن يمحو الفظائع التي حدثت بقيادة مجموعة الدولة الإسلامية، والذي شاهده الناس من حول العالم على مدار العامين الماضيين". وأضاف أنه "بدلاً من حظر نشر أشرطة الفيديو هذه، كان يجب على البغدادي حظر الجرائم التي ترتكب وراء الكواليس. لكنه برر مسبقاً بربرية أتباعه، وليس هناك معنى لقراره".

يقول مراقبون محليون إن قرار البغدادي قد يكون صدر قبل بضعة أسابيع. ويعرض أحدث شريط وزعته "داعش" بعد الحظر الذي أعلنه البغدادي لفتى يسمى "فتى الخلافة" وهو يقطع رأس جندي سوري، لكن الفيلم لم يعرض أي صور عن الإعدام الفعلي.
وكانت مجموعة الدولة الإسلامية في العراق وسورية قد أعدمت العديد من الرهائن رفيعي المستوى بعد قطع رأس السيد فولي في الصيف الماضي بطريقة مشابهة، بمن فيهم الصحفي الأميركي ستيفان سوتلوف في أيلول (سبتمبر) الماضي، والمراسل الياباني كنجي غوتو في كانون الثاني (يناير) الماضي.

وبعد ثلاثة أيام من نشر شريط قطع رأس السيد غوتو، نشرت المجموعة واحداً من أكثر أشرطتها المنتجة بشاعة وحرفية، والذي تظهر فيه عملية حرق طيار أسير في قفص مفتوح.

سواء كان المشاهدون يشاهدون الإعلام الغرافيتي لداعش في العراق وسورية أم لا "فإن استراتيجية المجموعة ترمي إلى تجاوز المنظمات الإخبارية المؤسسة والوصول إلى الجمهور المقصود مباشرة"، وفق ما كتبته لجنة حماية الصحفيين.
وتضيف اللجنة: "بعد كل شيء، لا يمنح مقاتلو مجموعة داعش مقابلات، إنهم يتحدثون مباشرة إلى الكاميرا".