أكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري طارق رضوان، على أن موقف الولايات المتحدة بشأن وقف تمويلها لوكالة "الأونروا" يمثل إعلانًا عن انتهاء دورها كراعي لعملية السلام التي بدأت عام 1991 بعقد مؤتمر مدريد، والذي تبعه صدور إعلان المبادئ الفلسطيني الإسرائيلي عام 1993.
وأضاف رضوان في بيان له، فجر اليوم الثلاثاء، أنه رغم التراخي والمماطلة في تنفيذ إسرائيل لالتزاماتها بمقتضى هذا الاتفاق والاتفاقيات اللاحقة له، وعدم الوصول إلى حل عادل وشامل لقضية الشرق الأوسط حتى الآن، إلا أنه كان هناك دومًا أمل ومحاولات من جانب الإدارات الأميركية المتعاقبة لدفع عملية السلام.
وقال: إنه بالطبع كان هناك تفاوت في اهتمام هذه الإدارات بالقضية الفلسطينية وتسوية النزاع في الشرق الأوسط، وكان هناك تحيز واضح طيلة هذه العقود للجانب الإسرائيلي، ولكن منذ تولي الإدارة الأمريكية الحالية، إدارة الرئيس ترمب، بدأ هذا الأمل يخفت ويتلاشى.
وأوضح رضوان، أن قرار الرئيس ترمب بنقل السفارة الأميركية إلى القدس مثل محاولة واضحة لوأد القضية الفلسطينية، وتأكدت النوايا الأميركية بإعلان الولايات المتحدة وقف تمويلها للأونروا.
وتابع: مدارس الأونروا المقامة بمخيمات اللاجئين تقف شاهدة على دور هذه المنظمة، وتدحض كل ادعاء أميركي بضعف سياستها أو عدم قابليتها للإصلاح كما أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، كما أنها وغيرها من الجهود البارزة والمشكورة للأونروا تفضح النوايا الأميركية الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية من خلال خنق المجتمعات الفلسطينية، وحرمان الفلسطينيين من أبسط الحقوق الإنسانية، حتي يتنازل الفلسطينيون عن هويتهم، وينتهي حل الدولتين، ويذوب الفلسطينيون داخل الدولة الصهيونية العنصرية".
كما ولفت رضوان، إلى أن الولايات المتحدة تعاقب الفلسطينيين على رفضهم قرار نقل سفارتها للقدس، التي ينص إعلان المبادئ الفلسطيني الإسرائيلي على تحديد وضعها من خلال مفاوضات التسوية النهائية، وتنحاز إلى اسرائيل على نحو غير مسبوق.
وقال: إذا كانت الولايات المتحدة اختارت هذا الطريق وتنازلت بمحض إرادتها عن دور الوسيط والراعي لعملية السلام، فإن على الدول الكبرى أن تسارع لسد الفراغ المالي والسياسي الذي ستحدثه السياسات الأميركية قبل أن تتأزم الأوضاع الإنسانية بمخيمات اللاجئين الفلسطينيين، والتي سيعقبها بالطبع أزمات وتوترات لا يحمد عقباها.