في تمام الساعة الثانية و5 دقائق ظهر الثلاثاء الماضي مرت طائرات الرافال الفرنسية والتي اشترتها مصر مؤخرا من فرنسا فوق سفارة إسرائيل بالجيزة ضمن طلعات جوية أقامها الجيش المصري احتفالا بوصول الصفقة الفرنسية لقواته الجوية وشملت الطلعات مدينة الإنتاج الإعلامي، وأهرامات الجيزة، ومنطقة المقطم، وحلقت الطائرات على ارتفاعات منخفضة، ليشاهدها المواطنون، في مظاهر احتفالية.
لكن الملاحظة التي لفتت انتباه البعض هي مرور الطائرات الرافال أعلى السفارة الإسرائيلية وسط حراسة سرب من طائرات الاف 16 وفي تمام الساعة الثانية وخمس دقائق وهو موعد انطلاق الضربة الجوية ضد إسرائيل في حرب أكتوبر وهو ما يعني أن هناك إشارة ما ورسالة أرادت مصر وجيشها توصيلها لجهات ودول عدة.
اللواء طيار أركان حرب هشام الحلبى، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا أكد ،" أن مرور الطائرات فوق سفارة إسرائيل وفي نفس توقيت لحظة العبور في حرب أكتوبر كان يعني استمرار التفوق المصري خاصة أن طائرات "رافال" ستسهم بشكل فعال في تطوير القوات الجوية، وزيادة قدرتها على توجيه ضربات جزئية بعيدة المدى لمواجهة أي تعديات على المنطقة أو أمن مصر القومي.
وقال إن الرسالة الثانية كانت ترمز الى قوة مصر وقدراتها التفاوضية وكفاءة طياريها ذلك أن التعاقد على هذه الطائرات المتقدمة تم في وقت قياسي للتعاقدات ولمثل هذا النوع من الصفقات التسليحية القوية كما أن تحليق الطيارين المصريين وبكل هذه الكفاءة والمهارة رغم قصر المدة الزمنية ما بين وصول الطائرات والانطلاق بها يعني أنهم تدربوا عليها جيدا في وقت قليل وبمهارة يحسدون عليها وهو ما يظهر قيمة مصر السياسية والعسكرية والاقتصادية، ومدى الإمكانات العالية للفنيين والمهندسين والطيارين المصريين في التدريب على مثل هذه الأنواع المتقدمة من الصفقات التسليحية ليقول رجال الجيش للعالم نحن جاهزون لحماية أمن مصر والمنطقة في أي وقت.
وقال الخبير العسكري المصري إن طائرات الرافال متطورة ومتعددة المهام، ويطلق عليها في مصر طائرات الجيل الرابع، لأن لديها قدرة عالية على حمل كميات كبيرة من التسليح المتنوع تزن تسعة ونصف طن، ضد الأهداف الجوية والأرضية، مضيفا أن هذه الطائرات تستطيع الطيران في مدى عمل كبير وعلى ارتفاعات عالية وتلك كانت الرسالة الثالثة وهي تعني أن أذرعنا طويلة وتستطيع الوصول لعمق أي دولة تهدد أمننا.
وأشار إلى أن طائرات الرافال مجهزة أرضا برادار متقدم جدا يمكنه التعامل مع أهداف عدة متعددة في وقت واحد، فضلاً عن تزودها بأجهزة حرب إلكترونية متقدمة كما يمكنها أن تتصدى للإرهاب خارج حدود مصر حيث إن بها منظومة ردارية متقدمة تستطيع تحديد الأهداف وتتبع 8 أهداف في وقت واحد فضلاً عن أنها ذات قدرة عالية على التدمير من بعد.
أما الرسالة الأخيرة التي سعت مصر لتوصيلها من تحليق الرافال فهي أنها وعندما تستورد هذا النوع من التسليح القوى وفي ظل هذه الظروف التي تشهدها المنطقة فهي تهدف إلى تنويع مصادر السلاح وعدم اعتمادها على مصدر واحد وأنها قادرة على إحداث التوزان العسكري في المنطقة.
أسامة صابر رئيس مجلس ادارة جمعية إدارة الأزمات المصرية يؤكد لـ"العربية نت" أن مرور مقاتلات "رفال الفرنسية" فوق سفارة إسرائيل يعني أن مصر قادرة على إحباط ما تسعى له أجهزة دول أخرى ومعادية من مخططات تستهدف الأمن القومي المصري كما يبعث برسالة قوية تفيد أن الطيارين المصريين قادرون على التحليق بهذه المهارة والكفاءة العالية وبهذه الروح القتالية على طائرات تتسلمها مصر لأول مرة دون التدريب الكافي والمسبق على مثل هذا النوع الجديد من الطائرات وهو ما يؤكد تفوق سلاح الجو المصري وقدرته على دك معاقل الإرهاب والإرهابيين ومن وراءهم .
وكانت مصر قد تسلمت ثلاث طائرات رافال التي تعد أفضل إنتاج مجموعة "داسو" للصناعات الجوية، في حفل أقيم في قاعدة "إيستر" الجوية جنوب فرنسا.
وتشمل الدفعة الأولى 3 مقاتلات وذلك استعداداً للمشاركة في احتفالات افتتاح قناة السويس الجديدة على أن تصل باقي الصفقة وهي 24 طائرة على دفعات متوالية.