فتح وحماس وإسرائيل: السيناريوهات المتوقعة

1391529_539259659489604_670875623_n.jpg
حجم الخط

 في أغسطس من العام الجاري قدمت حركة فتح للمخابرات المصرية ورقتين للمصالحة (أخذ ورد)، ووصفت حماس الورقة الأخيرة بأنها أكثر سوءاً من الأولى، ومن خلال مصادر خاصة اطلعت على ورقتي المصالحة وبإيجاز شديد فإن أهم النقاط التي تناولتها ورقة المصالحة الأخيرة هي:

1. ألغت الورقة الثانية بند الشراكة واستبدلته ببسط دولة فلسطين كامل سيطرتها على التراب الوطني (التمكين).

2. أسقطت الورقة الثانية اتفاق المصالحة 2011م كمرجعية للمصالحة واستبدلته باتفاق أكتوبر/2017م

. 3. تبنت الورقة الثانية البرنامج السياسي للرئيس محمود عباس، وأشارت في ديباجتها السياسية إلى القرار 194، ومخرجات المجلس المركزي الأخيرة ذات العلاقة بالشق السياسي.

4. أكدت الورقة الثانية في بند واضح وصريح على السلطة الواحدة والقانون الواحد والسلاح الواحد.

5. أجلت الورقة الثانية تشكيل حكومة وحدة وطنية إلى آخر مرحلة من التطبيق وأكدت على ضرورة تولي حكومة التوافق لمسئولياتها كافة في قطاع غزة بما فيها الجباية. حركة حماس من جانبها تسعى لمصالحة تحقق الرؤية السياسية التي تحدث عنها السيد إسماعيل هنية خلال خطبة عيد الأضحى وأكد عليها يحيى السنوار خلال لقائه بالكتاب قبل أيام وكنت من بين الحضور، حيث طرح السنوار الرؤية السياسية التالية:

1. رفع العقوبات التي فرضتها السلطة الفلسطينية على قطاع غزة.

2. تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية.

3. إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني.

4. المجلس الوطني المنتخب والتي يفترض أن يخرج من رحمه مجلس مركزي، ولجنة تنفيذية، تعبر عن الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده، أضاف السنوار أن حماس على استعداد وضع كافة مقدرات المقاومة تحت إمرة المجلس الوطني التوحيدي. رؤية حركة فتح للمصالحة يقوم جوهرها على ثلاث ركائز هي:

1. التمكين فوق الأرض وتحت الأرض ومن الباب إلى المحراب.

2. السلطة الواحدة والقانون الواحد والسلاح الواحد. 3. تبني البرنامج السياسي للرئيس محمود عباس. استشراف مستقبل المصالحة والتهدئة وانعكاسه على إسرائيل: ما بين رؤيتي فتح وحماس تغيب المصالحة وتبتعد كثيراً وهذا ينقلنا إلى مستقبل التهدئة، ومن يعتقد أن تحقيق التهدئة ضمن تعقيدات المشهد سهلاً فعليه مراجعة حساباته، وربما جوهر هذا التعقيد يرتكز على الموقف الإسرائيلي التي تعيش موقف لا تحسد عليه، فإسرائيل تريد تهدئة تحقق من خلالها أربعة نتائج هي:

1. عدم المساس بمشروع التطبيع وتشكيل تحالف عربي دولي ضد إيران.

2. الانتهاء من مسيرات العودة وكابوس البالونات الحارقة قبل الانتخابات الاسرائيلية.

3. استكمال بناء الجدار البري والبحري على حدود قطاع غزة. 4. تبريد جبهة غزة والتفرغ لجبهة الشمال لطرد حزب الله والحرس الثوري من الجنوب السوري. أين تكمن معضلة إسرائيل...؟ لو وافق الاحتلال على ابرام تهدئة مع حركة حماس في ظل رفض الرئيس محمود عباس فإن أولى النتائج المتوقعة التي تخشاها إسرائيل ما يلي:

1. تسليم الرئيس عباس مفاتيح السلطة لإسرائيل.

2. وقف حقيقي للتنسيق الأمني واطلاق يد بعض الخلايا النائمة للعمل بالضفة الغربية. وفي حال أفشلت إسرائيل جهود التهدئة فإن النتائج المتوقعة: 1. زيادة وتيرة مسيرات العودة والبالونات الحارقة وغيرها. 2. انزلاق الأمور نحو سيناريو المواجهة الشاملة التي ستعيق طموحات نتانياهو وحكومته في المرحلة الراهنة وسبق أن ذكرناها بالمقال. الخلاصة: ما زالت التهدئة تعترضها تحديات، والقاهرة خلال اجتماعها بالرئيس عباس أكدت على عدم تجاوزه، وأن أولويات القاهرة تحقيق المصالحة، إن صحت تلك الأخبار فإن السيناريوهات المحتملة هي: 1. حرب تحريكيه لا يرغبها الطرفان تكون محدودة لتعجيل التهدئة، ولكن لا أحد يضمن حدودها ونتائجها وتداعياتها. 2. أن تقدم القاهرة رؤية تقبلها كافة الأطراف وتقوم على انجاز تثبيت وقف إطلاق النار 2014م (التهدئة). 3. أن تدخل أطراف غير القاهرة على خط الوساطة مثل الأمم المتحدة أو قطر.