صرح الجنرال الإسرائيلي يائير غولان النائب السابق لرئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، أن "الحسم المقبل مع العدو لن يكون فقط عبر المس ببنيته التحتية وقدراته العسكرية، ورغم ما أسمعه في بعض النقاشات الخاصة من أن إخضاع العدو يتم عبر ضرب مقدراته وإمكانياته العسكرية والبشرية، فإن مثل هذا القول ليس له ما يفسره من الناحية العملياتية".
ونقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" تصريحات للجنرال غولان، جاء فيها: "إننا حين نستعرض التحديات الأمنية التي تواجه إسرائيل في الفترة الحالية، فلا بد من بناء قوة عسكرية قوية تمكنها من توجيه ضربات قوية لأعدائها تكون قاسية ومؤذية".
وأوضح أنه "في الوقت ذاته لا بد أن تكون الفترة الزمنية لهذه المواجهة العسكرية قصيرة، بحيث يكون فيها التهديد على الجبهة الداخلية وجيزا من الناحية الزمنية، وإنجاز المهمة بأسرع وقت ممكن".
جاء حديث غولان في خطابه الذي ألقاه خلال المؤتمر الـ18 لمعهد السياسات ضد "الإرهاب" في مركز هرتسيليا متعدد المجالات حول تحديات الجماعات المسلحة، بمشاركة عدد من الجنرالات والوزراء الإسرائيليين.
وأوضح غولان، وهو المرشح لمنصب القائد الجديد للجيش الإسرائيلي أنه "دون بناء هذه القوة العسكرية فلا يمكن لنا توفير الأمن المطلوب للإسرائيليين الذي يتوقعونه، ويسعون لتحقيقه، ورغم أن قوتنا كإسرائيليين تنبع من عدم وحدة الفلسطينيين، فإن من الصعب علينا التوصل معهم إلى اتفاق سياسي، لا سيما تحقيق استقرار أمني طويل المدى".
وأشار أنه "ليس غريبا أن تشهد هذه الأيام ظهور أفكار حول التهدئة وغيرها، لكنها مختلفة عما كان يطرح من أفكار حول تسوية بعيدة المدى".
وأوضح أن ذلك " وأكد الجنرال الإسرائيلي أن "إسرائيل تواجه عددا كبيرا من التحديات والتهديدات الواضحة، أهمها ذلك الذي يرافقنا منذ ثلاثة عقود، وهو ليس مرتبطا بهذه الحكومة أو تلك، أو رئيس الأركان هذا أو سواه، وإنما يصاحبنا عند قراءته شعور بالمرارة، لأننا لم نحقق الأهداف التي نسعى إليها".
يعود في الأساس إلى عدم قدرة إسرائيل على تكرار نموذج حرب الأيام الستة 1967، الذي منحنا القدرة آنذاك على تحقيق أهدافنا وتطلعاتنا، ولم نستطع إعادته خلال تلك العقود السابقة".
وأشار إلى أن "رأيي الشخصي أننا أمام مشكلة تتعلق بوجود فجوة واسعة في التفكير يعود إلى طبيعة وكيفية تشغيل القوة التي تحوزها إسرائيل اليوم، بجانب الاستخبارات والكثافة النارية، وأود القول إن كل من اقتصر تفكيره على أن الانتصار في الحروب يتم عبر زيادة القوة النارية والعمل الاستخباري سيكتشف كم تسبب في دهورة الوضع الأمني والعسكري كثيرا في السنوات الماضية وعلى عدة جبهات قتالية".
وقال غولان في ختما حديثه: إنه "ليس بالضرورة أن كل تحد أمني يواجه إسرائيل يمكن حله فقط بالانقضاض العسكري على العدو، وهكذا تحل المشكلة، بل إن إسرائيل تمتلك سلة أهداف ووسائل يمكن استخدامها، واللجوء إليها قبل تفعيل القوة العسكرية، وقد ننجح في تحقيق أهدافنا دون القوة العسكرية الفتاكة المباشرة".