لا تزال أجواء التوتر والاشتباك سيدة المشهد في مدينة القدس المحتلة، وما خلفته اعتداءات عصابات المستوطنين اليهود وقوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، في ساحات الحرم القدسي الشريف، من جرحى فلسطينيين واعتداءات على حراس المسجد الأقصى المبارك وخراب داخل المسجد وفي باحاته.
وقامت مجموعات من المستوطنين باقتحام المسجد الأقصى وسط حراسة أمنية مشددة، إذ صعّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي من قمعها للمصلين الذين تصدّوا منذ ساعات الصباح لنحو 850 مستوطنًا اقتحموا الأقصى بمناسبة ما يسمى ذكرى 'خراب الهيكل' المزعوم.
ورأى رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس المحتلة، الشيخ د. عكرمة صبري، في أعقاب هذه الاستفزازات ومواصلة تدنيس الحرم القدسي، وتجدد الاعتداءات والمواجهات بين قوّات الاحتلال الإسرائيلي والمصلين الفلسطينيين، أن 'الهجمة الصهيونية اليوم على المسجد الأقصى هي الأكثر وحشية لغاية الآن وغير مسبوقة، وهي تهدف إلى كسر إرادة شعبنا الفلسطيني'.
وأكد صبري أن 'الغطرسة الإسرائيلية لن تنجح بكسر إرادتنا لأن شعبنا متمسك بكل عقيدة وإيمان بالأقصى والقدس وفلسطين، ولن يتنازل عن وطنه مهما قدّم من تضحيات'.
وقال إن 'مواصلة الاحتلال الإسرائيلي استباحة الأقصى جريمة نكراء، ومسؤولية حماية الأقصى والدفاع عنه تقع على عاتق كافة أبناء الشعب الفلسطيني، وعليه فإننا نناشد أهلنا في مختلف أنحاء فلسطين المحتلة، من البحر إلى النهر، بالتواجد بالحرم القدسي والنفير إليه، وأؤكد على ضرورة التحام كل المجتمع الفلسطيني من أجل نصرة القدس والأقصى'.
وأوضح الشيخ د. صبري أن 'انشغال العالم العربي بالاقتتالات الداخلية والحروبات الأهلية لا تعفيهم من مسؤوليتهم تجاه القدس والأقصى وفلسطين'.
وأشار إلى أن 'الاحتلال باطل، ولا سيادة له ولا شرعية، وهو إلى زوال بإذن الله، والقدس والأقصى وفلسطين لنا ولن نتنازل عنها أبدا'.
ودعا صبري إلى 'تحرك عربي وإسلامي عاجل لإنقاذ القدس والمقدسات وحماية المقدسيين خاصة والفلسطينيين عامة، من اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي وسوائب المستوطنين المتطرفين'.
وأعرب عن 'حاجة القدس ماسة لوقفة عربية وإسلامية جدية وفاعلة وقادرة على ردع ومحاسبة إسرائيل على عدوانها المتواصل ضد المدينة المقدسة'.
وحث صبري جموع الفلسطينيين في الداخل والضفة الغربية والقدس على 'عدم ترك المسجد الأقصى وحيدًا أمام آلة اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي'.
وتجدّدت المواجهات بعد ظهر اليوم الأحد في ساحات الحرم القدسي الشريف بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والملصين، وذلك بعد أن قامت مجموعات من المستوطنين باقتحام المسجد الأقصى وسط حراسة أمنية مشددة، إذ صعدت قوات الأمن من قمعها للمصلين الذين تصدوا منذ ساعات الصباح لنحو 850 مستوطنا اقتحموا الأقصى بمناسبة ما يسمى ذكرى 'خراب الهيكل'.
وأفاد شهود عيان أن شرطة الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت بعد صلاة الظهر ساحات الحرم ووفرت الحماية لحوالي 60 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى عبر جسر تل باب المغاربة.
كما اقتحمت قوات الاحتلال للمرة الثالثة هذا اليوم المصلى القبلي وأطلقت قنابل الصوت على المعتكفين، في حين انتشر المئات من عناصرها في أنحاء المسجد الأقصى لحماية مجموعات المقتحمين.