من الواضح والطبيعي أن باراك أوباما وجون كيري يوجدان في حملة لتسويق الاتفاق النووي مع ايران للرأي العام في بلادهما وفي الكونغرس. يمكن القول في صالحهما إنه في بضعة مواضيع لا يقومان بتزييف الواقع. هكذا بدت الأمور عندما اعترف اوباما بأن الاتفاق قد يتسبب بتدفق المليارات الى التنظيمات الارهابية التي تعمل ضد الولايات المتحدة. في إطار صراع كهذا يمكن القول أيضا ان هناك اشياء مفروغا منها، وهي تعمل كسهم مرتد. ما أهمية تحذير كيري لاسرائيل من قصف المفاعلات النووية في ايران في حين أن أمرا كهذا لا يمكن أن يحدث؟ إذا اعتقد أحد ما أن هجوما كهذا قد يتم قبل ثلاث أو اربع سنوات لا يمكن لأحد أن يفكر بخطوة كهذه حالياً. لهذا فان كيري يحذر إسرائيل من دمية سياسية.
سيتم امتحان الاتفاق في الاشهر القادمة على مستوى واسع. ليس فقط على ما تنازلت عنه الولايات المتحدة في الاتفاقات المضنية؛ وليس فقط انتقاد كيري من الداخل بأن «الايرانيين عملوا على وضعك في كيس» – بل ايضا حول ما خرج من الاتفاق على المستوى العام في الشرق الاوسط. إضافة الى الانجازات والفشل في الاتفاق النووي فان هناك تغييرا استراتيجيا: هذه المرة يستطيع شمعون بيريس التحدث عن «شرق اوسط جديد»، وليس بالضرورة ذلك الذي سعى اليه الرئيس السابق.
لقد عمل اوباما عمليا على تسريع عملية تفكيك الخارطة السياسية التي تم وضعها قبل 99 سنة بالاتفاق بين بريطانيا وفرنسا المسمى سايكس بيكو. وقد لعب الإرهاب الايراني دوراً مهماً، لكنه ليس الطرف الوحيد. والمخطط – الذي حصل الآن على الاعتراف الدولي بأن ايران على شفا الذرة – ساعد في تغيير سياسات الحكومات نحو الولايات المتحدة والغرب.
كشف عوديد غرانوت في القناة الاولى، يوم الجمعة، عن طلب السعودية منح روسيا مكانة عليا، تريد منع المواجهة العسكرية المتعلقة بالسيطرة على اليمن.
وهناك تساؤلات اخرى: الى أي مدى ستطلب تركيا ومصر والسعودية إحداث توازن في وجه التهديد النووي الايراني الجديد؟ لقد وصلت السعودية الى استنتاج أن الولايات المتحدة لم تعد دعامة قوية، واذا كفت عن كونها وكيلا واضحا للولايات المتحدة في الشرق الاوسط، فمن الذي سيلتصق بواشنطن؟.
الاتفاق مع ايران ليس فيه اشكالية فقط، فتأثيراته الخارجية تعتبر ثورة اقليمية. وأوباما سيخرج من البيت الابيض ليس كمن سلح ايران نوويا بل ايضا كمن عمل على تقزيم بلاده.
عن «إسرائيل اليوم»