اتهم مركز أسرى فلسطين للدراسات سلطات الاحتلال وإدارة سجونها بالسعي المباشر لتجهيل الأسرى وقتلهم ثقافياً عبر سياسة مصادرة الكتب من غرف الأسرى والمكتبات العامة بالسجون ، تحديداً سجن هداريم .
وأكد الباحث رياض الاشقر الناطق الإعلامي للمركز في بيان له، على، أن الحياة الثقافية للأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال تعتبر من أهم معالم الحياة الاعتقالية، التي صاغتها الحركة الأسيرة منذ نشأتها، وقدمت من أجلها الشهداء والجرحى، واستطاعت أن تثبت هذه الدعائم بالتضحيات والجوع والاضرابات عن الطعام، بينما يسعى الاحتلال بكل قوة بإجراءاته التعسفية لإعادة الاسرى للوراء عشرات السنين .
وأوضح بأن إدارة سجون الاحتلال وبشكل مفاجئ أقدمت في بداية العام الجاري على اقتحام قسم 3 في سجن هداريم، ومصادرة ثلاثة آلاف كتاب من مكتبة السجن، والتي استطاع الاسرى تجميعها عبر عشرات السنين، إضافة إلى الدفاتر الخاصة بالأسرى، بحجة أن إدارة السجن لم تصدر إذنا خاصاً بالدراسة والتعليم، رغم أنها وصلت السجن بعلم الادارة وموافقتها وحسب قوانين إدارة السجون إما عن طريق الصليب الأحمر وإما عن طريق الزيارات.
وأضاف "الاشقر" بأن إدارة سجن هداريم عادت قبل عدة أيام واقتحمت أقسام وغرف الأسرى، وصادرت (1800) كتاب، جميعها كتب علمية وثقافة عامة، لا علاقة لها بالجوانب السياسية أو العسكرية التي يزعم الاحتلال انها ممنوعة .
وقال الأشقر: بأن الاحتلال أغاظه قدرة الأسرى في التغلب على كل الصعوبات والمعيقات، واستطاعوا أن يحولوا السجون إلى مدارس ومعاهد حقيقية؛ لتخريج الكوادر والكفاءات وحملة الشهادات العلمية واستغلال سنوات السجن التي أرادها الاحتلال قتلاً للإرادة والمعنويات في تطوير انفسهم واكتساب الخبرات والمهارات والشهادات العليا .
وبيَّن" الأشقر" بأن الأسرى واجهوا سياسة تجهيلهم وإفراغهم وزعزعة انتماءاتهم الفكرية والثقافية والعمل على إحباطهم، وكذلك حاجتهم إلى شغر فترات الاعتقال والاستفادة من الوقت بالمطالعة داخل السجون، وخاصة مع توفر المئات من الكتب المختلفة والمتنوعة فى غالبية السجون، ولقد شجعت الحركة الأسيرة القراءة الذاتية للأسرى، فخصصت في كثير من السجون ساعات معينة يومية للقراءة الذاتية ، و صار الكتاب في حياة المعتقل الفلسطيني زاداً ثقافياً يومياً ، وأصبح من المألوف ان ترى الاسير يلازمه الكتاب في معظم اوقاته .
كذلك استطاع المئات من الأسرى الالتحاق بالجامعات والتخرج منها والحصول على شهادات عليا بطرق مختلفة منها ما يعلمها الاحتلال وكثيرا ما يجهلها، والحصول على دورات تدريبية في شتى العلوم، لذلك يحارب الاحتلال الجانب التعليمي والثقافي للأسرى بحرمانهم من الالتحاق بالجامعات والتضييق عليهم بمصادرة الكتب والمواد التعليمية .
واعتبر "الاشقر" اجراءات الاحتلال في مصادرة الكتب والدراسات مخالفة صريحة لمبادئ القانون الإنساني، وتتناقض مع الحق الشرعي والقانوني للأسرى بالقراءة والمطالعة والثقافة، وطالب المؤسسات الدولية التدخل لوقف تغول الاحتلال على حقوق الاسرى المشروعة واعاده الكتب التي تمت مصادرتها من سجن هداريم في دفعتين والتي بلغ عددها حوالى 5 الاف كتاب .