لكل مجتمعٍ تقاليده الخاص التي يتوارثها الأجيال، لكّن "القهوة" لها تقاليد لا يمكن التنازل عنها في طريقة الضيافة والتقديم لدى المجتمعات العربية الأصيلة، وذلك من حيث كمية القهوة المضافة داخل الفنجان، وحركة "هز الفنجان" التي يقوم بها الضيف في المجلس.
وعادة "هز الفنجان" من العادات القديمة التي بقيت راسخة في المجتمعات العربية، إلا أنّ هذه العادة عند العرب قديماً تعود إلى اختيار شيوخ المجالس يعينون شاباً "أخرساً، أطرشاً" لصب وتقديم القهوة في مجالسهم، بهدف عدم التصنت على حديثهم ولكي لا تُفشى أسرارهم.
وبهدف معرفة "القهوجي" بأن الشيخ اكتفى من قهوته، يقوم بهز فنجانه كدلالة مرئية على الاكتفاء، حيث تُعتبر حركة "هز الفنجان" من الحركات التي تدخل في لغة الإشارة لدى العرب؛ وهي حركة تعبيرية تتألف من حركتين لكلٍ منها معناها الخاص.
وتتمثل الحركة الأولى، من خلال دفع راحة اليد التي تحمل الفنجان إلى خارج الجسم قليلًا، وتعني طلب صب القهوة، أما الحركة الثانية فهي رفع راحة اليد المذكورة للأعلى والتوقف للحظات مع هز الفنجان وتعني طلب التوقف عن صب القهوة.
وبقيت هذه العادة على الرغم من قدمها، راسخةً في المجتمعات العربية، خاصةً الخليجية والبدوية، وذلك على الرغم من اختلاف مجالس الشيوخ، إلا أن العادات التي ارتبطت بتقديم الضيافة والقهوة للضيوف بقيت في محلها وتناقلها الرجال جيلًا بعد جيل.
وقدم الفنان الفلسطيني الساخر عماد فراجين، في برنامج "وطن ع وتر" برمضان الماضي حلقة تتحدث عن حركة "هز الفنجان" وضعنا لكم جزءًا منها.