إبان الحرب الإسرائيلية الأخيرة

بالصور: ضابط إسرائيلي يكشف لأول مرة تفاصيل عملية اختطاف هدار غولدين في رفح

بالصور: ضابط إسرائيلي يكشف لأول مرة تفاصيل عملية اختطاف هدار غولدين في رفح
حجم الخط

كشف الضابط الإسرائيلي الذي أشرف على مجزرة رفح المعروفة بالجمعة السوداء، لأول مرة عن تفاصيل تتعلق باختطاف الضابط هدار غولدين إبان الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة صيف 2014.

وقال غاي باسون أحد قادة لواء غفعاتي في مقابلة مطولة مع صحيفة "مكور ريشون "إن "جنوده ومقاتليه عملوا خلال تلك الأحداث وفق التعليمات التي تصلهم من القيادة العسكرية الإسرائيلية، لأن هذه العملية بدأت فور اختطاف الضابط هدار غولدين بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، حينها أطلقت قوات جفعاتي النار بكثافة لإحباط عملية الاختطاف التي قام بها مقاتلو حماس".

وأضاف غاي باسون أنه "منذ انتهاء حرب غزة بدأ المدعي العام العسكري بفحص سلوك الجنود، والتأكد أنهم لم يتجاوزوا التعليمات المتعارف عليها في مثل هذه الحالات الحرجة، بعد أن أسفرت عن مقتل العديد من الفلسطينيين".

وأوضح أنه "قبل 3 أسابيع تم اتخاذ قرار بانتهاء التحقيقات بأحداث الجمعة السوداء، عملت القوة العسكرية وفق التعليمات المقرة، وليس من شبهات بأفعال جنائية مخالفة للقانون، بعد أن استمرت التحقيقات فترة طويلة، وشملت استدعاء العديد من شهود العيان، وتابع: "أنا مسرور لأن التحقيق انتهى، وأؤكد أننا لم نرتكب جرائم حرب، أو أفعالا مخالفة للإجراءات التي أقرها الجيش الإسرائيلي داخل أطره العسكرية".

وأشار باسون، 33 عاما،"أننا مررنا بأحداث لعلها الأسوأ التي عرفتها خلال سنوات خدمتي العسكرية، بعد أن تبين لي أن أحد جنودنا تم اختطافه، وصلت لنقطة حاسمة بأن خيرة جنودي في هذه اللحظات باتوا ممددين قتلى على أرض المعركة، حينها كان السؤال الفوري في كيفية التعامل مع حادثة الاختطاف التي قد تسفر عن نتائج إستراتيجية كاملة على دولة إسرائيل، وكيف يمكن بالسرعة القصوى وضع يدنا على الخاطفين".

وأكد أن "الإجابة عن هذه الأسئلة لا تتم بتبادل الأحاديث، وإنما من خلال إطلاق مباشر للنار، من مديات قصيرة جدا، هذه معركة تمت في أوضاع مزدحمة ومنطقة سكنية دون إصدار التحذيرات لسكانها كي يقوموا بإخلائها، كنا بصدد تحقيق هدف واضح محدد، ولذلك أي نقاش حول إن كان بالإمكان أن ننتظر بعض الوقت، وماذا سيقول العالم عنا، وماذا سيحدث، وهل سيتم فتح تحقيق، هذه أسئلة ما ينبغي لها أن تسأل".

وزعم قائلا: "كنا معنيين قبل كل شيء في استعادة هدار غولدن، أو على الأقل معرفة معلومة تحدد مصيره، لقد عملنا في رفح لتدمير أنفاق هجومية، وفجأة تم اختطاف أحد جنودنا، ووجدنا أنفسنا في ظرف غير متوقع بالنسبة لنا، وبات لزاما علينا خوض معركة معقدة، مع جملة من المعايير والمحددات التي وضعتها لنا قيادة الجيش، وقد نفذناها من خلال الاستخدام الأمثل للسلاح".

وأوضح أنه "بالنسبة للنتيجة فإننا نجحنا فيها، وهي أننا لم نبق هدار وخاطفيه على قيد الحياة، نجحنا في تنفيذ هذه المهمة، إذا قدر لي أقارن الحادثة بما حصل مع غلعاد شاليط، المهمة أمامنا كانت هي إحضار جميع المخطوفين، ودفنهم في المقبرة الإسرائيلية، يمكنني القول في النهاية أن هدار قتل، هذه ليست مجرد تصريحات، هذا مثبت بالأدلة الواقعية الميدانية".

وشرح قائلا أنه: "في ذلك اليوم الأول من أغسطس 2014، كنا في رفح للتعامل مع أحد الأنفاق الهجومية داخل حدود إسرائيل، وحين قمنا باحتلال بعض المنازل تم الإعلان عن وقف إطلاق النار، لكن اتصالا أتاني من أحد الجنود يبلغني بوجود حركة مريبة عبر أحد الأنفاق، وطلب إذناً لإطلاق النار باتجاهها، ليتبين من التحقيقات أنها أحد مواقع حماس، كان فيه ستة مقاتلين موزعين على خليتين"، بحسب موقع عربي 21.

وأضاف أن "هدار غولدن كان مع جندي آخر بصحبة رفيقهما الثالث، وفجأة أطلقت عليهم النيران من خلال أحد كمائن حماس، لكنهم قتلوا أحد المسلحين، فيم أصيب كلاهما، ما زلت أذكر ذلك جيدا حين توقفنا فجأة عن الاستماع من جهاز الإرسال لصوت الجندي الذي حدثنا قبل قليل، وبدأنا نشعر أن شيئاً ما قد حصل له، وحينها قررنا البدء بتنفيذ إجراء هانيبعل لاستعادة الأسرى".

وشرح أننا "دخلنا معركة لمدة 72 ساعة لمحاولة إنقاذ الجندي المختطف، ذهبت لمكان الاشتباك، فرأيت اثنين من الجنود قتلى على الأرض، وفورا أدركت أن أمامنا مهمة أساسية وهي استعادة غولدن الذي كان ثالثهم في ذات المكان، حيث كانت التقديرات الأولية أنه تم اختطافه حياً، ولذلك شرعنا في عملية واسعة للوصول لطرف خيط يوصلنا إلى مكان اختطافه".

وأكد أننا "خضنا معركة لمدة 72 ساعة بمشاركة جميع وحدات الجيش: المدفعية والطيران والمشاة، وتوصلنا إلى خلاصة مفادها أن هدار لم يعد بين الأحياء عقب ما عثرنا عليه من دلائل على الأرض: أنسجة ودماء وزي عسكري، لكن الجثة لم نعثر عليها".

باسون، الذي يخدم اليوم بمدينة الخليل، عقب على مباحثات التهدئة مع حماس قائلا أنه "ليس مهمتي تقييم ما يحصل من مباحثات، مهمتي أن نكون جاهزين أكثر، عندما يتم طلبنا للقتال في غزة".

وختم بالقول أنه "يجب أن نكون مستعدين ليوم المعركة في غزة، مع أننا نأمل ألا نصل لذلك اليوم، لكن لو ألجأتنا الظروف للذهاب هناك، فإننا سنعمل بكل ما لدينا من قدرات وإمكانيات لإعادة الهدوء النهائي لغلاف غزة الذي بات إلزامياً وحيوياً".