كشفت أحدث نتائج أحدث استطلاع للرأي العام الفلسطيني نفذه معهد العالم العربي للبحوث والتنمية "أوراد"، أن غالبية فلسطينية ساحقة قدرها (93%) تعتقد بان تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام المعروف بـ "داعش" لا يمثل الاسلام الحقيقي، ويرى 93% بأن ممارسات داعش التي يشاهدونها عبر وسائل الاعلام غير مبررة ولا تؤسس لدولة اسلامية حقيقية.
أما في الشأن الفلسطيني، فقد صرحت غالبية قدرها (62%) بأن الشعب الفلسطيني أبعد الآن عن تحقيق حلم الدولة الفلسطينية المستقلة بالمقارنة مع قبل عقدين من الزمن، مقابل 26% صرحوا بأن الشعب الفلسطيني أقرب الآن إلى ذلك.
وأظهرت النتائج ارتفاعا طفيفا في التقييم الايجابي لأداء الرئيس محمود عباس واسماعيل هنية مقارنة مع استطلاع نيسان 2015 (أي قبل ثلاثة أشهر من تاريخ الاستطلاع الحالي)، بينما حصل مروان البرغوثي على تقييم ايجابي مرتفع مقارنة مع عباس وهنية.
وجاءت هذه النتائج ضمن استطلاع أجري بتاريخ 10-14 تموز 2015 مع استمرار الظروف العربية على حالها مقارنة مع قبل ثلاثة أشهر حيث لا تزال الساحة العربية منشغلة في صراعاتها الداخلية وصور القتلى والاشلاء والانتهاكات المتكررة واليومية، أما فلسطينيا فالقضايا متعددة أبرزها؛ حالة الاستياء العامة في قطاع غزة من استمرار الحصار وتوقف الاعمار واستمرار حالة الانقسام بين الفصيلين الكبيرين فتح وحماس بعد الحديث عن تعديلات على حكومة الحمدالله، بالإضافة الى ملف التوجه لمحكمة الجنايات الدولية لمحاسبة اسرائيل، وتحركات حثيثة لوساطة أوروبية بين حماس واسرائيل للإفراج عن الجنديين الاسرائيليين المعتقلين لدى حماس في قطاع غزة، كما تصدرت قضيتا عزل ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير من منصبة والحجز وفك الحجز عن أموال مؤسسة فلسطين الغد التي يديرها رئيس الوزراء السابق سلام فياض اهتمامات الاعلاميين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي.
وجاءت هذه النتائج ضمن عينة عشوائية تم اختيارها بشكل علمي ومكونة من 1200 من البالغين الفلسطينيين من كلا الجنسين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وضمن نسبة خطأ 3%. وأجري الاستطلاع تحت إشراف الدكتور نادر سعيد– فقهاء، مدير عام أوراد. النتائج التفصيلية متاحة للأفراد المهتمين، وللمؤسسات، ولوسائل الإعلام على الموقع الالكتروني للمركز على www.awrad.org)). وفيما يلي أهم النتائج:
الوضع الفلسطيني العام
تكشف نتائج الاستطلاع عن استقرار التقييم للوضع العام الفلسطيني حيث صرحت غالبية قوامها (58%) بأن المجتمع الفلسطيني يسير بالاتجاه الخاطئ، وكانت النسبة الأكبر في قطاع غزة حيث بلغت (70%)، بينما بلغت في الضفة الغربية (58%). في حين، صرح (35%) بأن المجتمع الفلسطيني يسير بالاتجاه الصحيح وكانت النسبة الأكبر في الضفة الغربية، اذ بلغت (42%)، بينما بلغت في قطاع غزة (24%). وبالمثل، فقد أظهرت النتائج 41% من المستطلعين بأنهم متشائمون ازاء المستقبل في فلسطين (46% في غزة و38% في الضفة)، مقابل 56% متفاؤلون (51% في غزة و 59% في الضفة).
ظاهرة داعش وعلاقتها بالإسلام
عندما سألنا المستطلعين عن رأيهم بتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام المعروف باسم "داعش"، فقد أظهرت النتائج ثباتا في توجهات المستطلعين مقارنة مع استطلاع نيسان 2015 ( قبل ثلاثة شهور)، حيث صرحت غالبية ساحقة قدرها (93%) بأن تنظيم داعش لا يمثل الاسلام الحقيقي، مقابل 1% فقط صرحوا بأنها تمثل الاسلام الحقيقي و6% لا يعرفون. ويرى 93% بأن ممارسات تنظيم داعش التي يشاهدونها عبر وسائل الاعلام غير مبررة ولا تؤسس لدولة اسلامية حقيقية، بينما صرح عكس ذلك 1%، و6% لا يعرفون.
تقييم أداء القيادات الفلسطينية
أظهرت نتائج الاستطلاع الحالي ارتفاعا طفيفا في التقييم الايجابي لأداء الرئيس محمود عباس مقارنة مع نتائج استطلاع نيسان 2015، حيث ارتفع تقييمه الايجابي من 30% في الاستطلاع السابق (بتاريخ 14 نيسان 2015) إلى 32% في الاستطلاع الحالي، كما استقر تقييمه المتوسط على 28%. وفي مقابل ذلك، فقد انخفض تقييمه السلبي إلى 35% من 39%.
وبنفس الوتيرة، فقد ارتفع التقييم الايجابي لإسماعيل هنية، حيث ارتفع تقييمه الايجابي من 28% في الاستطلاع الماضي إلى 31%، بينما استقر تقييمه المتوسط على 29%. في حين، انخفض التقييم السلبي لهنية من 36% إلى 32%.
وما تثيره هذه النتائج من ناحية جغرافية حول الارتفاعات الطفيفة في تقييم الأداء الايجابي لرئيس محمود عباس ولإسماعيل هنية، حيث جاءت مرتفعة في أوساط سكان قطاع غزة بالنسبة لعباس، بينما هنية فقد شهد تقييمه الايجابي ارتفاعا في الضفة مقارنة مع غزة، فعلى سبيل المثال:
مقارنة مع الاستطلاع نيسان 2015، فقد ارتفع التقييم الايجابي لأداء الرئيس في أوساط سكان غزة من 27% إلى 31% (بفارق 4 نقاط)، بينما ارتفع في أوساط سكان الضفة من 31% إلى 33% (بفارق نقطتين فقط).
ومقارنة مع الاستطلاع الماضي، فقد استقر التقييم الايجابي لإسماعيل هنية في غزة من على 30%، بينما ارتفع في الضفة من 27% إلى 31% (بفارق 4 نقاط).
تظهر نتائج الاستطلاع بأن المستطلعين يشعرون بتراجع الأوضاع المعيشية ارتباطا بالاقتصاد والأمن مقارنة مع قبل سنة وخصوصا في قطاع غزة:
- تظهر النتائج فجوة كبيرة بين الضفة الغربية وقطاع غزة بلغت (22 نقطة) فيما يتعلق بالوضع الاقتصادي، حيث صرح 50% من سكان غزة بأن الوضع الاقتصادي ازداد سوءا مقارنة مع قبل سنة، ويشاركهم الرأي ذاته 31% من سكان الضفة.
- كما تظهر النتائج فجوة أخرى بين المنطقتين بلغت (19 نقطة) فيما يتعلق بالوضع الأمني، حيث صرح 50% من سكان غزة بأنهم يشعرون بتراجع الوضع الأمني، مقابل 31% من سكان الضفة صرحوا بذلك.
- الأداء الحكومي
عندما سألنا المستطلعين عن أداء الحكومة الحالية التي يقودها رامي الحمدالله، فقد قيم 25% أداءها بأنه ايجابي (جيد)، وكانت نسبة التقييم الايجابي أعلى في الضفة حيث بلغت 28% بينما في غزة 21%. وقيم 34% أداء الحكومة بأنه (متوسط)، وكانت النسبة التقييم المتوسط أعلى في الضفة، حيث بلغت 37% بينما في غزة 31%. وقيم 31% أداء الحكومة بأنه سلبي، وكانت نسبة التقييم السلبي أعلى في قطاع غزة حيث بلغت 39% بينما في الضفة 25%.
- الابتعاد عن تحقيق حلم الدولة
بعد مرور 21 سنة على اتفاق أوسلو، سألنا المستطلعين عن توقعاتهم بتحقيق حلم الدولة، حيث صرح 62% بأن الشعب الفلسطيني أبعد الآن عن تحقيق حلم الدولة الفلسطينية المستقلة بالمقارنة مع قبل عقدين من الزمان، مقابل 26% صرحوا بأن الشعب الفلسطيني أقرب الآن إلى ذلك، و12% لا يعرفون. ومن ناحية جغرافية، تظهر النتائج بأن سكان الضفة الغربية الأكثر اعتقادا بأن الفلسطينيين أبعد الآن عن تحقيق الدولة مقارنة مع سكان غزة، حيث جاءت النتائج 65% و56% على التوالي.
- انقسام حول العودة إلى المفاوضات
تظهر النتائج أن أكثرية من بين المستطلعين يؤيدون فكرة العودة إلى المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين في الوقت الحالي، حيث صرح 49% بأنهم يؤيدون العودة الى المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين (47% في الضفة، و52% في غزة)، مقابل نسبة مقاربة من 46% صرحوا بأنهم يعارضونها (49% في الضفة، و42% في غزة) و5% لا يعرفون.
- تقييم وشعبية الفصائل
تظهر نتائج الاستطلاع ارتفاعا طفيفا في شعبية الفصائل مقارنة مع استطلاع نيسان الماضي، حيث ارتفعت شعبية فتح من 33% في الاستطلاع السابق إلى 37% في الاستطلاع الحالي، في حين بقيت شعبية حماس مستقرة على 17%. أما بالنسبة لبقية الأحزاب، فتحصل كل من الجبهة الشعبية والجهاد الاسلامي على 2% (لكل منهما)، وتتبعهما المبادرة الوطنية الفلسطينية بحصولها على 1%، في حين تحصل بقية الفصائل على 1% وأقل. أما المجموعة الأكثر تأثيرا في الانتخابات المقبلة فهم غير المقررين أو الذين لن يصوتوا حيث وصلت في هذا الاستطلاع إلى (36%) وهؤلاء سيحددون ملامح أي انتخابات مقبلة.
الانتخابات الرئاسية
إن التنبؤ بنتائج الانتخابات الرئاسية القادمة مسألة في غاية الصعوبة نظرا لتزايد نسب المستقلين والمترددين والغاضبين، وهؤلاء هم الذين سيرسمون ملامح أي انتخابات مستقبلية عندما تجري انتخابات حقيقية على الأرض، فعلى سبيل المثال: في سباق رئاسي مفترض بين محمود عباس وخالد مشعل، فان نسبة المستقلين أو المترددين بلغت 40% في هذا الاستطلاع، في حين يحصل محمود عباس 38% مقابل 21% لمشعل. أما جغرافيا، فيحصل محمود عباس في قطاع غزة على 42%، بينما في الضفة يحصل على 36%. أما خالد مشعل فيحصل في غزة على 23% بينما في الضفة يحصل على 20%. وينطبق نفس السيناريو على أي انتخابات بين عباس وهنية.
وفي سباق ثنائي بين مروان البرغوثي وإسماعيل هنية، يحصل البرغوثي على 46% مقابل 20% لهنية، و34% لا يعرفون أو لن يصوتوا. وجغرافيا، يحصل مروان في قطاع غزة على 54%، بينما يحصل في الضفة على 42%. أما هنية فيحصل في غزة على 22%، بينما يحصل في الضفة على 19%.
وفي سباق بين ست شخصيات، وفي حال اصرار الرئيس محمود عباس على عدم الترشح، يحصل مروان البرغوثي على أعلى شعبية (42%) ويتبعه خالد مشعل بحصوله على 18%، ويتبع ذلك سلام فياض بحصوله على 5% و مصطفى البرغوثي واحمد سعدات على 3% لكل منهما ويحصل رمضان شلح على 2%، وصرح حوالي من ثلث المستطلعين (28%) بأنهم لا يعرفون لمن سيصوتون أو لن يصوتوا.