في الذكرى الـ25 لاتفاقية أوسلو

بالصور انطلاق أعمال مؤتمر "الوحدة هدفنا والمقاومة خيارنا" بغزة

مؤتمر الوحدة.jpg
حجم الخط

افتتح صباح اليوم الخميس المؤتمر الوطني الكبير تحت شعار "الوحدة هدفنا والمقاومة خيارنا" وذلك في الذكرى الـ25 لتوقيع اتفاقية "اوسلو"، بمدينة غزة.

وشارك في المؤتمر قادة وممثلون عن معظم الفصائل الفلسطينية، وكذلك الأجنحة العسكرية المقاومة، وشخصيات مجتمعية ووطنية وإسلامية ومسيحية، بالإضافة إلى مشاركات عبر الفيديو لشخصيات من الخارج.

وفي كلمته بالمؤتمر قال القيادي في حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: إن "المفاوض الفلسطيني دفع الثمن كاملا وحارب المقاومة إرضاء للعدو على أمل أن يدخل مفاوضات سلام، بعد توقيعه اتفاقية أوسلو".

واضاف أن "نفرا قليلا من قيادة منظمة التحرير دخلوا إلى هذه المقامرة غير المحسوبة وأدخلوا شعبنا وقضيتنا والإقليم كله في هذا النفق، وتوهم أنه يمكن أن نعقد شراكة مع هذا العدو ولم يدركوا طبيعة هذا الكيان ووظيفته في المنطقة، وهو مشروع استعماري قائم على العنف من أجل تهويد كل فلسطين والسيطرة على الشرق الاسلامي كله ومنع أي نهضة حضارية فيه".

واعتبر أن الفشل كان واضحا منذ البداية، مشيرا إلى أن الرئيس الراحل ياسر عرفات بعد 7 سنوات في كامب ديفيد2 أدرك عمق المأزق وحاول تعديل المسار قليلا ودفع الثمن، ولكن ما زال البعض يسير في نفس الطريق منذ ربع قرن ويدرك أن في نهاية الطريق المظلمة هوة سحيقة تنتظر شعبنا، وتدمير القضية الفلسطينية وسحق ما تبقى من إرادة شعبنا".

كما وجدد التأكيد على مبادرة الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي بشأن المصالحة الفلسطينية، مطالبا بإلغاء اتفاق اوسلو وإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية.

وبين أن الانقسام يعصف بالكل الفلسطيني، داخل فتح ومنظمة التحرير وبين السلطة والمقاومة وبين غزة والضفة الغربية.

وأشار إلى أن "الموقف العربي الرسمي كان في حدوده الدنيا يدعو إلى تطبيع شامل مع العدو الإسرائيلي على أساس المبادرة العربية، ولكنه الآن تحول إلى تطبيع كامل وبناء محور مع العدو دون حل القضية الفلسطينية".

وشدد على أن قوى المقاومة ستفشل محاولات استدراجها في سلطة وهمية تأسست وفق اتفاق أوسلو، محذرا من أن إخضاع غزة اليوم أصبح هدفا للسياسة الأمريكية في المنطقة.

وأكد على أن المصالحة لابد أن تكون على أساس الشراكة الوطنية، قائلا: "نعتبر المصالحة على اساس الشراكة هي أساس بناء المشروع الفلسطيني".

وقال الهندي إن غزة أصبحت رمزًا للصمود والتحدي ورفض كل الاتفاقيات المذلة للشعب الفلسطيني، محذرا من أن البعض يريد تسويق الأوهام على حساب الثوابت الوطنية، لذ طالب بإعلان المرحلة الحالية مرحلة تحرر وطني.

ومن جهته، قال رئيس الهيئة الإسلامية العليا، خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري خلال المؤتمر، إن اتفاقية أوسلو ظالمة وقد تحلل الاحتلال منها ولكن السلطة مازالت متمسكة بها.

وبين الشيخ صبري، أن الاحتلال أخذ من اتفاقية اوسلو ما يخدم مصالحه فقط، قائلا: إن "الاحتلال لم يلتفت لاتفاق أوسلو وعمل على تهويد القدس".

وأشار إلى أن الاحتلال منع اي نشاط للسلطة الفلسطينية في مدينة القدس وهذا منافِ لاتفاق أوسلو.

ودعا الكل الفلسطيني إلى دعم صمود المقدسيين أمام التهويد والاعتداءات الإسرائيلية، مؤكدًا أن المقدسيين قادرون على تحمل المسؤولية لكن هذا لن يسقطها عن العرب والمسلمين.

وبدوره، قال عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية هاني الثوابتة، إن أوسلو كان المقدمة التي أتاحت للعدو قضم حقوقنا الوطنية ويعتبر أخطر حلقات تصفية القضية الفلسطينية.

وبين أن الاتفاق سعى إلى تمزيق أهم إطار وطني فلسطيني وهي منظمة التحرير، وجعل السلطة حليفا ومكملاً لدور الاحتلال.

وأضاف أن القيادة الفلسطينية المتنفذة ألقت عند توقيع اتفاقية أوسلو جميع الرهانات في أيدي الإدارة الأمريكية، وظلت عاجزة، وسلاحها التنسيق الأمني واتفاقية باريس الاقتصادية، وأصبحت مجرد خادم في منظومة الصهيونية الأمريكية.

كما وبين أنها أفرغت مضمون الحوار الوطني من ركائزه وحولت الوحدة الوطنية إلى مجرد ورقة مساومة، معتبرا أن الاتفاق فاقم المأزق الذي تعيشه الجماهير الفلسطينية في الوطن المحتل وفي الشتات.

وقال الثوابتة إن شعبنا وجد نفسه في ظل أوسلو بين كماشة الاحتلال من جانب وممارسات السلطة وأجهزتها الامنية من جانب آخر.

ودعا إلى أوسع حملة شعبية ودولية لمقاطعة العدو ومواجهة كل أشكال التطبيع معه وتفعيل المقاطعة الدولية ضد الاحتلال وكل المؤيدين له.

وقال: "نحن الآن أمام انعطافة تاريخية تتطلب منا نقاشاً وطنيا معمقاً لمشروع وطني متكامل وبمقاومة مؤسسة على استثمار كامل لعناصر قوتنا والتحلل من اتفاقيات أوسلو والتزاماتها الأمنية والاقتصادية على طريق رسم استراتيجية وطنية، تعمل على انتشال شعبنا من براثن وتداعيات هذه الاتفاقية".

ودعا لمجلس وطني توحيدي جديد بمشاركة الكل الوطني في الوطن والشتات، وضرورة التمسك بالقرار 194 كأساس قانوني لحل قضية اللاجئين الفلسطينيين باعتبارها جوهر المشروع الوطني، وبدون حلها يبقى الصراع قائما ومستمرا.

كما قال رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله إنه خلال 25 عامًا تمت سرقة الأراضي، وبناء المستوطنات وتكثفت التعديات على الأوقاف.

وشدد على أن فلسطين والقدس لن تعود إلا بسواعد أبنائها، معتبراً أن اتفاقية أوسلو كانت نكبة ومؤامرة جديدة على الشعب الفلسطيني.

وبدوره، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية: "في ذكرى أوسلو آن الأوان لفريق أوسلو المعزول الفاشل أن يتراجع عن مواصلة هذا الخط الكارثة".

وبين الحية، أن مسيرات العودة أكدت ان شعبنا يمتلك من الإرادة ما لا تملكه دول وشعوب، ومن يراهن أن الشعب ممكن أن ينسى حقوقه أو يتراجع فهو مخطئ وواهم.

وشدد على أن اتفاق أوسلو المشؤوم هو الحصاد الكارثي لشعبنا، ونحن موافقون على المبادرات التي أطلقتها الفصائل للخروج منه.

وتساءل: "ماذا بقي من أوسلو إلا التنسيق الأمني، ونحن انقسما منذ ربع قرن من الزمان عندما ذهب فريق من الشعب الفلسطيني متسلحا بالشرعية المزعومة ليوقع على بلفور جديد، ويعطي 78% من أرض فلسطين للاحتلال ويبقي 22 % تحت التفاوض".

كما وأكد، على أن "شعبنا وقواه الحية يرفضون أوسلو ويطالبون السلطة المتنفذة ومن تبقى من فريق أوسلو لإنهائه، لأننا دفعنا أثمان من دمنا ومقاومتنا".

وقال إن أوسلو كانت معبرا للتطبيع وإقامة العالم علاقات مع الاحتلال، بدل أن نكون في مرحلة تحرر وطني ونسعى لعزل الاحتلال وجره للمحاكمات الدولية لجرائمه بحق شعبنا.

وطالب السلطة أن يكون الذهاب للمحاكم الدولية جديا لا لذر الرماد في الوجوه، كما طالب أن تكون خطوات حقيقية وليس مجرد التلويح والتخويف وغير ذلك.

وأشار إلى أن الاتفاق حول شعبنا من شعب يقاوم إلى شعب يفاوض على حقه وكأنه حق متنازل عليه، في ظل عدم تكافؤ الفرص، وأعفى الاحتلال من المسؤولية والكلفة.

وأضاف الحية "آن الأوان لتنطلق كل الطاقات لمواجهة الاحتلال في كل الأماكن، والمقاومة بكل أشكالها وفي مقدمتها المقاومة المسلحة".

واكد، على أن الوحدة الحقيقية هي المخرج الحقيقي على أسس برنامج وطني واضح قائم على إزالة الاحتلال وليس تثبيته، وعلى المقاومة لا التنسيق الأمني، وأن يتحمل اهلنا في الشتات مسؤولياتهم إلى جانب أهلنا في الداخل.

وقال الحية: "تعالوا بنا لنعيد بناء مؤسساتنا على أسس ديمقراطية لإعادة مجلس وطني توحيدي على أساس الديمقراطية والانتخابات لإنهاء حالة التفرد والتحكم بالأموال والقرار الوطني الفلسطيني حتى بعيدا عن وحدة الحزب الواحد".

وفي كلمة نيابة عن فصائل المقاومة، طالب المتحدث باسم لجان المقاومة أبو مجاهد السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير بإلغاء أوسلو وسحب الاعتراف بالكيان الإسرائيلي.

كما طالب بالتحلل من كل الاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال والتي مست قيمنا ومبادئنا الوطنية وعلى رأسها التنسيق الأمني.

وبين أبو مجاهد، أنه من أهم الواجبات الوطنية هو تعزيز الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام وفقا لاتفاق القاهرة 2011 ومخرجات بيروت 2017 وإلغاء العقوبات المفروضة على قطاع غزة فورا.

ودعا إلى إعادة ترتيب وتفعيل الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير واجتماعه بما يضمن مشاركة كافة القوى.

وشدد على أنه سيبقى خيار المقاومة هو الخيار الامثل لتحرير فلسطين وانتزاع الحقوق، ولن يفلح التصدي للعدو إلا بوحدتنا ومقاومتنا.

كما دعا إلى مواصل مسيرات العودة الكبرى لتشمل كل الجغرافيا الفلسطينية كونها تشكل فرصة حقيقية لاستعادة وحدتنا الوطنية على أساس المقاومة.

يذكر، أن اليوم الخميس 13سبتمبر/أيلول، يوافق الذكرى الـ25 لمعاهدة أو "اتفاق أوسلو" المعروف باسم "إعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي"، بين منظمة التحرير و"إسرائيل".

وجرى التوقيع في العاصمة الأمريكية واشنطن يوم 13سبتمبر/أيلول 1993، وسمي نسبة إلى مدينة "أوسلو" النرويجية، إذ جرت هناك المحادثات السرّية التي أفرزته.

وشكّل الاتفاق الذي وقّعه أمين سر اللجنة التنفيذية بالمنظمة آنذاك محمود عباس، ووزير الخارجية الإسرائيلي شيمون بيريز، نقطة تحول في تاريخ القضية الفلسطينية.

وحضر التوقيع كل من رئيس المنظمة الشهيد الراحل ياسر عرفات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إسحق رابين (اغتيل لاحقًا)، والرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون.

وجاء توقيعه تتويجًا وحصيلة لتفاهمات 14جولة مفاوضات ثنائية سرية رسمية ومباشرة بين الطرفين في أوسلو.