قال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق فؤاد السنيورة إنه لمس تفهّما وإيمانا بقضية القدس من البابا فرانسيس، وثباتا من الفاتيكان على موقفه تجاه المدينة المقدسة، خلال زيارة إلى الفاتيكان قام بها مؤخرا وفد مجلس العلاقات العربية والدولية الذي يضم مسؤولين عرب سابقين ما زالوا نشيطين في العمل السياسي والعام.
وأشار السنيورة، خلال لقاء خاص أجراه مع تلفزيون فلسطين، إلى أنّ "شرح قضية القدس، وما تمثله من أهمية، ليس فقط بكونها مدينة مقدّسة، لكن بكونها تمثّل عاصمة فلسطين، هو الأمر الذي تم توضيحه أمام قداسة البابا وخلال الاجتماع الذي جرى مع رئيس وزراء دولة الفاتيكان ووزير خارجيته.
كما تم التطرق إلى أهمية الموقف الذي اتخذه الفاتيكان بالاعتراف بدولة فلسطين والذي يمثّل العدالة الحقيقية، والباب الحقيقي لإنهاء مشكلة الصراع العربي – الإسرائيلي.
وأضاف: "إننا نسعى لزيارة عواصم أخرى كمجلس للعلاقات العربية والدولية لتبيان خطورة استمرار الموقف الأميركي بشأن القدس، وسنتوجه إلى المراكز الدينية الأساسية في العالم، المسيحية والإسلامية، لتشكيل رأي عام في وجه العنجهية الأميركية ضد المواقف الثابتة لها على مدار العقود الماضية .
وتطرق السنيورة إلى ضرورة وجود جهود من الأطراف العربية لمواجهة ما يسمى " صفقة القرن "، تتمثل في موقف عربي واضح تتفق فيه إرادة الأمة.
وقال إن لا أحد يملك تفويضا بأن يتصرف بالقدس والقضية الفلسطينية، فقضية القدس عميقة الوجود في وجدان المواطن العربي ولا يستطيع أحد أن يغير هذا الجانب.
أما عن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب نقل السفارة الأميركية إلى القدس، والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وغيرها من القرارات، قال السنيورة إن "الرئيس الأميركي يريد أنْ يعود الفلسطينيون إلى طاولة المفاوضات على أساس قاعدة الاستسلام الكامل، وهو يحاول أنْ يُذيب ويُنهي القضية الفلسطينية، وهذا الأمر يجب ألا نستهين به، وألا نقبل به، ولا نستطيع أنْ نواجه العالم بنفس الأساليب والأدوات التي استعملناها، وعلينا التفكير بحل هذه المشكلة، فأميركا تخلّت عن كل القواعد والقرارات انصياعا لإسرائيل وإرضاء لقادتها والناخبين الصهاينة، وعلينا كل يوم الحديث بأنّ إسرائيل تمارس التمييز العنصري بعد إقراراها قانون القومية العنصري."
وختم الرئيس السنيورة مؤكداً أنه بادر خلال رئاسة الحكومة إلى اتخاذ خطوات، تُعتبر ركيزة أساسية في تطوير العلاقات اللبنانية الفلسطينية، "فشعب فلسطين تحمّل ما لا يتحمّله أي شعب في العالم من المآسي والظلم الواقع عليه، ولدينا موقف وطني وقومي وعربي ضد التوطين، ولن يكون هناك قانون جنسية إلا بمنح الأم اللبنانية المتزوجة من فلسطيني الجنسية لأولادها".