أكد مسؤول العلاقات الدولية في حركة "حماس" أسامة حمدان، على تلقي حركته دعوة مصرية لزيارة القاهرة للقاء المسؤولين المصريين، نافيًا وجود أي جولة مباحثات جديدة بخصوص المصالحة وتثبيت وقف إطلاق النار.
وأشار حمدان، في تصريحات نشرت اليوم السبت، إلى أن مباحثات تثبيت وقف إطلاق النار برعاية مصر ومبعوث الأمم المتحدة نيكولاي ميلادينوف، تسير أبطأ من التوقعات بسبب عملية التعطيل من قبل السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس.. هذا التعطيل المتعمد ربما يأخذ بعض الوقت.
وقال: "لكن هناك إصرار على تجاوز التعطيل، ولا يستطيع أحد أن يكون شريكًا للاحتلال في محاصرة غزة، ثم يدعي بعد ذلك الوطنية".
وعن الوضع الإنساني في غزة، شدَّد حمدان على "حرص حركته على إنهاء الحصار والتهدئة في إطار جهد وطني مشترك لأنها قضية عامة، وأن الفصائل حريصة على هذا الإطار الوطني باستثناء حركة فتح التي تحاول تعطيل إنهاء الحصار.
وبيَّن أن الجهد الوطني يعني "أنه لا يمكن لأي طرف وضع "فيتو" عليه، وإذا حاول طرف التعطيل فالجهود ستتجاوزه لو بعد حين.
وشدَّد القيادي في حماس على أن حركته لن تقبل أن تموت غزة، وأنها ستواصل الجهود مع الجانب المصري من أجل إنهاء المعاناة، للوصول في هذا المسار إلى نهايته الصحيحة والإيجابية.
وحول تهديدات قادة الاحتلال المتفاوتة بين الحين والآخر بالتصعيد العسكري في غزة، أوضح حماد أن حماس معنية بثبيت وقف إطلاق النار "لكن هذا لا يعني أنها غير قادرة على الدفاع عن الشعب الفلسطيني إذا ما وقع عدوان إسرائيلي عليه".
وأضاف: "لسنا معنيين باستدراج حرب، لكننا لن نكون لقمة سائغة للاحتلال ولن يستطيع ابتلاعنا، وإذا قرر الاعتداء على غزة سيكون الثمن أبهظ وأفظع مما يظن قادته".
وبشأن إن كانت جهود مباحثات كسر الحصار قد تبلورت لمستوى مبادرات، قال: "وصلنا لخلاصات واضحة لم يكن الأمر مجرد أفكار، وكانت العقدة أن يتم ذلك بإطار وطني عام وهذا ما أردناه والفصائل، وهذا يعبر عن حرص ومسؤولية وطنية، لكن جرى تعطيلها وما زال التعطيل من قبل فتح".
ولفت حمدان إلى أن حركته ستواصل العمل ليس من أجل المصالحة فقط، بل لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني لتحقيق شراكة وطنية كاملة على أسس ديمقراطية لإحياء البرنامج الوطني الفلسطيني الذي بالأصل هو برنامج مقاومة.
وكانت مصادر مطلعة كشفت مؤخرًا أن عباس عطَّل اتفاق "التهدئة" بين حماس و"إسرائيل" بعدما هدَّد الأطراف المشاركة فيه بوقف التحويلات المالية لغزة في اليوم التالي للاتفاق وتحميل هذه الجهات المسؤولية عن انفصال القطاع عن بقية الأراضي الفلسطينية.
ونقلت صحيفة "الحياة اللندنية" عن المصادر قولها: إن "عباس أبلغ جهات عربية ودولية كانت تتفاوض مع إسرائيل نيابة عن حماس بأنه لن يسمح بحدوث اتفاق يخص جزءًا من الأراضي الفلسطينية بين أي فصيل سياسي وإسرائيل وأنه سيتخذ إجراءات لم يتخذها من قبل لمنع ذلك".
وأبلغت السلطة دولة قبرص والأمم المتحدة بأن أي اتفاقات تخص أي جزء من الأراضي الفلسطينية وأي جهة أخرى، يجب أن تكون بين حكومة دولة فلسطين المعترف بها من قبل الأمم المتحدة وتلك الجهات.
ومنذ أسابيع تسعى القاهرة لعقد اتفاق تثبيت التهدئة بين فصائل المقاومة والاحتلال الإسرائيلي، يتمّ بموجبه إنهاء الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 12 عامًا، والذي أدّى لانهيار اقتصادي كبير في القطاع، وتدهور الأوضاع الإنسانية.
وتصطدم الجهود المصرية برفض مطلق من رئيس السلطة وحركة "فتح" من خلال الإصرار على تحقيق المصالحة وبسط سيطرتها على غزة بشكل كامل أولًا إضافة لترأسها وفد مباحثات التهدئة مع الاحتلال، وهو أمر رفضته حركتا حماس والجهاد الإسلامي وفصائل أخرى.