بقلم: بسام أبو شريف

ترامب يتجه بالأمور نحو العنف بقراراته المتناقضة مع القرارات الدولية والعدالة والحق

ترامب يتجه بالأمور نحو العنف بقراراته المتناقضة مع القرارات الدولية والعدالة والحق
حجم الخط

يظن ترامب أن هذا العالم هو سوق للعرض والطلب ، ويعتبر السياسة الدولية مجرد صفقات بين الدول وصفقات بين الشركات ، قد تكون هذه النظرة السطحية سارية المفعول في دول معينة ومحددة . لكنها حتما تتناقض مع تطلعات الشعوب المضطهدة المناضلة من أجل وقف عمليات النهب التي تمارسها اميركا بالقوة العسكرية لتلتهم خيرات بلدان هذه الشعوب المظلومة ، وكذلك للشعوب التي تتطلع للحرية وحق تقرر المصير .

الشعب الفلسطيني يتعرض للعمليتين معا : استعمار استيطاني زرعه الاستعمار الغربي على أرضه ووطنه فلسطين ، وعملية نهب وسرقة واضحة ليس فقط لثروات (الغاز والنفط والبوتاس والاسمنت ) ، بل ايضا لأرض وطن الفلسطينيين ، ويدفع كل فرد من أفراده الثمن لصد هذه الهجمة الرجعية .

لقد خرق ترامب كل القوانين والأعراف والحقوق الدولية والمقرة من المجتمع الدولي ، واتخذ قرارات يظن هو أنها ستنفذ على الأرض بواسطة القاعدة الاستيطانية العدوانية اسرائيل .

فقد دعم اعتماد هذه القاعدة كنظام عنصري قاسي يحرم كافة المنتمين لغير الديانة اليهودية من أي حقوق ، وسرق القدس وأعطاها للصهاينة وكأنه يملكها ، وسلح هذه القاعدة الاستيطانية لتساعده في ضرب الجيوش العربيةالتي يمكن أن تشكل خطرا على أمن اسرائيل ، وارتكب المجازر في اليمن وسوريا وليبيا والعراق " ومازال يرتكبها " ، كي تتمكن اسرائيل من الهيمنة على أنظمة عربية تدور في فلك الاستعمار الأميركي كالسعودية .

ان اتخاذ ترامب لهذه القرارات لايجعلها سارية المفعول ، لابل ستولد موجة من العنف ردا على هذا الاعتداء الصارخ على حقوق الشعب العربي الفلسطيني ، ويدفع كل فرد من أفراد أمتنا للتهيئة لصد هذه الهجمة الهمجية على الشعب العربي الفلسطيني .

لقد وضع ترامب أنظمة عربية معينة في نقطة الاستهداف لترضخ لقراراته وتسير في مخططاته لخدمة الصهيونية وكيانها الارهابي اسرائيل .

ولن يطول الوقت قبل أن تتصدى قوى المقاومة وفصائلها العربية لما يدبر ، فاذا اعتقد أن الجرائم التي يرتكبها هو وحلفاؤه ضد الشعب اليمني والشعب السوري والشعب العراقي والشعب الليبي ، وارهاب الشعبين الجزائري واللبناني ، اذا ظن أن هذا سيمنع الجماهير العربية من التحرك والاستعداد لمقاومة هذه الغزوة الجديدة فهو مخطئ ، اذا كان ترامب يجهل فعليه أن يتعلم بسرعة أنه يضع المواطنين الأميركيين في مرمى النيران في كل مكان ، ويضع الاسرائيليين في دائرة الخطر ، وكذلك يضع كل العائلات التي وظفها الاستعمار لتحكم شعوبا عربية دون مشيئتها ودون اختيارها .

ان رئيسا كترامب يقرر اغتيال رؤساء يناضلون لانتزاع الحرية والتحرر لشعوبهم وبلادهم – مثل الرئيس مادورو والرئيس بشار الأسد يجب أن يعلم أن اللعب بهذه الأدوات سيرتد عليه ، فنحن نعلم أنه ارهابي التفكير وبلطجي في سياساته ، لكن هذا لن يحميه ابدا من أبناء شعبه الذين لن يقبلوا بأن تتحول بلادهم الى جلاد للشعوب الاخرى .