سميح فرج " يغمض عينيه قليلاً، ويغيب إِلينا"

image.jpg
حجم الخط

يَضرب

 

جُملته في قاع المنزلِ،

 

ويصَفِّد أزرار قميص، في العروة، يُصغي

 

لخيال يتناقش معنا،

 

.....................،

 

وامرأةٌ جالسة قرب الشبّاك تماماً

 

تَنخَزها الإِبرة

 

فَتَبلّ الإِصبع بالريقِ الناشف.

 

 

رجل

 

يتفرّسُ مفردة، جالسة

 

يتشاور معها: سأعود إليها كي أشرح نفسي،

 

ويضيف كذالك:

 

قد ينفع هذا الباهت، قد يلزم يوماً

 

عَلَّمني الوقت بهذا، واستَدركَ

 

فأعاد كتاباً في موضعهِ

 

بخشوعٍ

 

وتقول أصابع يده:

 

اسمع...!

 

 

أَستمتعُ

 

بقراءة كتب قد نُسيتْ، أو صحف، أتعرَّج فيها، قالْ،

 

وأشاهد بعض صدوع يخرج منها صوت وجذوع عقفتها أهوال الحكمةِ

 

وأشاهد أيضاً بعض بلاد في يدها "قرطلة" خبزٍ، أو عنبٍ

 

وأشاهد أيضاً...،

 

أَدفع تلك الأسطر للأعلى بوقار،

 

أقفل ذيّاك المذياع المختنق البارد.

 

 

رجلٌ

 

يَجمع رقبته مع طرف الكرسي الأعلى

 

كل يحتاج الآخر،

 

يغمض عينيه قليلاً

 

ويغيب إِلينا.

 

 

رجل، قلنا

 

يتبسّم

 

حين يقول المنزل، أو أحد منا أن القهوة فاحمة جداً

 

أو فحم تحتاج لبعض السُّكّر، يُشفق

 

أو يشعر أن الفكرة ساذجة كانت، يتركها،

 

ينظر فينا

 

وكأن الأحرف قد غابت عنا.

 

 

يستبدل فاصلة بشجيرة لوز أو كينا ليشاهد أبعد مما يُكتب،

 

"يَتقَربَط"، قالوا،

 

"يَتفَرقَط"

 

ويفكّ السّاعة عن يده، ثم يعود إليها،

 

سأفتش عن شظف مختلف،

 

يغلق هذي الفكرة، أو تلك البوابة

 

ويعلق شيئا في مسمارٍ قد دُقّ قديماً في صَلَف الحائط.

 

 

ويشاهد أيضاً سيدة تكشط ماء في أرض المطبخ

 

وتكرر جملتها المحشورة

 

كانت، وتفيض بعيداً،

 

ويشاهد أيضاً

 

....................،

 

ويعود ليقفل يده اليمنى ويدق على ورق الدفتر،

 

يَخفت

 

يَذوي

 

ويعود إلينا،

 

يَتَخَيّل

 

يجلس في قاع اللحظة،

 

ولفافة تبغ تجلس معه

 

صوت الاستاذ المُثخن،

 

ممحاة لا تعمل، ناشفة، كثُرت أخطاء الدنيا فينا،

 

وجرائد خاوية

 

لا خُبز لديها

 

لا ماء لديها

 

لا قلب لديها

 

تجلس معه أيضاً، صور غامقة،

 

وبقايا أرصفة غادرت الطلابَ صباحاً وانصرفوا عنها ...!