حذر مهندسون "إسرائيليون" من عواقب مخطط استيطاني يقضي بإقامة "تلفريك" في منطقة حائط البراق، بقيمة استثمار تتجاوز 40 مليون يورو.
وأكد المهندسون أن هذا المخطط سيلحق أضرارا بمشهد البلدة القديمة، وأنه لن يحل كما يدعون أزمة السير في هذه المنطقة.
وتعتزم بلدية الاحتلال ووزارة المواصلات إيداع المخطط لدى "لجنة البنى التحتية الوطنية" (الإسرائيلية) للمصادقة النهائية عليه، وتدفع هذه الجهات "الإسرائيلية" بتشجيع من المستوطنين المخطط منذ عدة سنوات، من خلال ما يسمى "سلطة تطوير القدس" أيضا.
وبحسب المخطط، فإن "التلفريك" سينطلق من الحي الألماني ويمر عبر حي الطور/ جبل الزيتون ومستوطنات في القدس المحتلة، ويصل إلى البؤرة الاستيطانية الكبيرة "مركز الزائرين" الذي أقامته جمعية "إلعاد" الاستيطانية في حي وادي حلوة ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، ومن هناك يواصل طريقه إلى محطته الأخيرة في ساحة البراق (الجدار الغربي للمسجد الأقصى).
ويصف المبادرون لهذا المخطط أنه "خط مواصلات عامة"، ويدعون أنه سيحل أزمة المواصلات والوصول إلى البلدة القديمة في القدس.
ونقلت صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر اليوم الأحد، عن المهندس موشيه سفاديا، الذي يعتبر أحد كبار المخططين الإسرائيليين، قوله إن هذا المخطط خاطئ من الناحية التشغيلية، وكذلك من حيث تبعاته على منظر البلدة القديمة، والحفاظ عليها، مؤكدا أنه لا توجد سابقة بإقامة مشروع كهذا في مدينة قديمة، مثل القدس، وفي قلب منطقتها التاريخية.
وأوضح سفاديا أنه "بعد أن حققت في الموضوع، فإنه لا توجد مدينة تاريخية أخرى في العالم سمحت بإقامة منظومة "تلفريك" في واجهة حوض منطقة تراثها التاريخي"، محذرا من أن مسار التلفريك سيؤدي إلى "نشوء معارضة دولية" لهذا المخطط.
وأضاف أن "الغالبية العظمى من السياح والحجاج المسيحيين يصلون إلى المنطقة بحافلات لأنهم يأتون بمجموعات، وثمة شك ما إذا كانوا سيتنقلون بتلفريك بدلا من الاستمرار كالسابق إلى غايتهم النهائية عند باب المغاربة (في ساحة البراق)، ولذلك فإن مشكلة توقف الحافلات ستبقى على حالها".
وأشار سفاديا إلى أنه "من حيث الجوهر، يقترح هذا المشروع نقل مشكلة مواقف المركبات من البلدة القديمة إلى منطقة انطلاق التلفريك، ولم يثبت أنه بالإمكان حل قضية الوصول إلى محطات التلفريك المقترحة". ولفت إلى أن المخطط "سيحسن من دون شك منشآت جمعية إلعاد، لكن هناك علاقة واهية بينها وبين المشروع الذي يسهم بمشكلة الازدحام والوصول إلى المنطقة، خاصة خلال احتفالات بمشاركة حشود في حائط المبكى".
وقال سفاديا إن "مسار التلفريك يمر في عدد من المناطق التاريخية البالغة الحساسية، وفي النصف الأخير يحلق بارتفاع منخفض فوق أحياء سكنية، بصورة تُحدث ضجيجا، ومسا بالخصوصية". واتهم المسؤولين عن المخطط أنهم عرضوا تصويرا مضللا وأن قاطراته أصغر مما هي في الواقع.
إلى ذلك، اقتحم 157 مستوطنا، و28 من طلبة المعاهد الدينية اليهودية، وعنصرين من سلطة آثار الاحتلال، اليوم الأحد، المسجد الأقصى المبارك، من باب المغاربة بحراسة مشددة ومعززة من قوات الاحتلال الخاصة.
وتأتي اقتحامات اليوم قبل أيام من عيد الغفران اليهودي، والذي يليه عيد المظلة "العُرش".
وكانت ما تسمى بـ"منظمات الهيكل" المزعوم كثفت من دعواتها لأنصارها ولجمهور المستوطنين بتكثيف اقتحاماتهم للمسجد الاقصى واقامة شعائر وصلوات تلمودية فيه خلال فترة الأعياد اليهودية.
يذكر أن مجموعة من عصابات المستوطنين أدت يوم أمس السبت، شعائر وصلوات تلمودية أمام المسجد الأقصى المبارك من جهة باب الأسباط. ووفرت لها قوات الاحتلال الحماية والحراسة خلال صلواتهم الاستفزازية التي لا تبعد عن باب المسجد الأقصى سوى أمتار معدودة.